أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
882
التاريخ: 24-10-2014
1090
التاريخ: 24-10-2014
1082
التاريخ: 24-10-2014
858
|
يدل عليه [العلم] أنه تعالى لو لم يكن عالما لكان جاهلا، والجهل من أهم عوامل النقص في الذات، والذات لا تكمل إلا بإزالة كل ما ينقصها، واحتمال وجود النقص في ذات واجب الوجود يجعله مفتقرا ومحتاجا إلى من يكمل فيه النقص، وإن اللّه تعالى كامل بذاته لا يتصور فيه النقص وتشهد حكمته وتدبيره واتقانه خلق كل شيء على علمه.
فالدقة في الصنعة وكنونات العالم والروعة في كل ما خلق من أكبر الأدلة على علمه بكل شيء كان وما سيكون وما هو كائن.
أما النقل فيدل عليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء: 26] ، وقال تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] ، وقال تعالى: { أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة: 231] ، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق: 16]. ويكفي في ثبوت علمه تعالى الآيات الكثيرة والأخبار المتواترة بناء عليه لا يخفى خرافات المتكلمين وبعض فلاسفة العالم، وأن العلم فيه تعالى حضوري أو حصولي بل إن اللّه تعالى يعلم الأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى وما تكن الصدور ولا يجهل شيئا .
والحكيم يطلق على معان : أحدها وضع الأشياء في محلها وضده الظلم والسفه، وثانيها العلم بالأشياء كما هي عليه وضده الجهل، وثالثها ترك القبيح الذي هو الإخلال بالواجب، ورابعها العلم بالأشياء ومعرفتها بأفضل العلوم، وأفضل العلوم العلم باللّه تعالى وأجل الأشياء هو اللّه تعالى، واللّه سبحانه لا يعرفه كنه معرفته غيره وجلالة العلم بقدر المعلوم فهو الحكيم حقا لعلمه أجل الأشياء بأجل العلم، ويدل على أنه حكيم ايجاد الموجودات ومكونات العالم بأحسن نظام، وفي الذرة دلائل على وجود حكمته تعالى بل في كل زاوية الكون الحكمة متجلية كما ذكرنا في إثبات وجود المبدأ سابقا.
ويدل عليه قول الرضا عليه السّلام في دعائه : سبحانه من خلق الخلق بقدرته واتقن ما خلق بحكمته ووضع كل شيء منه موضعه بعلمه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وأيضا كما أن جميع الممكنات أثر لوجوده فكذا جميع كمالاتها أثر لكمال والذي ينتهي إليه جميع العلوم لا يجهل شيئا.
واعلم أن علمه تعالى عام يعم جميع المعلومات كلياتها وجزئياتها لوجهين:
الأول: لو لم يكن كذلك لزم الجهل ولو في البعض وهو نقص يجب تنزيهه تعالى عنه.
الثاني: أنه تعالى منزه عن المكان والزمان ... فلا نسبة بينه تعالى وبين مخلوقاته إلا وجوب ذاته وإمكان مخلوقاته وقدرته عليها.
وما زعمه بعض حكماء اليونان من عدم عموم علمه تعالى بل انحصاره كالعلم بأن الإنسان حيوان ناطق والحمار حيوان ناهق دون الجزئيات كزيد وعمرو وبكر، ومرض كل منهم وصحته وطوله وقصره لأنها متجددة حادثة والعلم يتبع المعلوم فيلزم تغير العلم وتجدده فيكون تعالى محلا للحوادث فهو فاسد لأن علم الخالق لا يقاس بعلم المخلوق والعلم التابع للمعلوم إنما هو علم المخلوق دون الخالق إذ هو تعالى عالم إذ لا معلوم، وعالم بما كان قبل أن يكون فلا تغير ولا حدوث في علمه الأزلي فله معنى العالمية إذ لا معلوم كما له تعالى معنى القادرية إذ لا مقدور ومعنى الخالقية إذ لا مخلوق، ولنضرب لذلك مثالا للتفهيم، فنقول :
إذا أراد زيد يوم السبت إنشاء كلام يوم الخميس فهو عالم يوم السبت بما ينشئ يوم الخميس وكذلك عالم يوم الجمعة بما أنشأ يوم الخميس، فلا تغير ولا حدوث في علمه أصلا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|