حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، قال : حدّثني رجل من الأنصار انّ رجلاً من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي  ، فدعا له ووضع إبهامه بين عينيه فنبت وغرة شعره كأنها أذناب الخيل غرة من أحسن في الأرض فشب الغلام ونشأ على خير ما يُنشأ عليه واحد في الفقه والقرآن حتى إذا خرج أهل النهروان مرّ بهم فسقطت الشعرة بين عينيه. 

قال أبوه : شرّ وربّ الكعبة ، سقط أثر رسول الله  من وجهك لا والله ما سقط إلاّ من شيء أحدثته ، قال : ثم أخذه فقيده ، فلمّا أقبل أهل النهروان عرف ضلالتهم واستبان له أمرهم تاب إلى الله عزّ وجلّ ، فجعل يبكي ويدعو الله أن يتوب عليه ، فقال لأبيه : جزاك الله من أبٍ خيراً فبك الذي حبسني الله فأطلقني رحمك الله ، قال : كذّبت وربّ الكعبة لا أطلقك أبداً حتى تموت فيها أو يرجع أثر رسول الله في وجهك.

قال : فجعل يدعو ويبكي اللهم اللهم حتّى أطلع الله عزّ وجلّ الشعر ، فأطلقه أبوه فلم يزل في عبادة حتى مات.