كانت نملة تتجول على شاطئ بحيرة حين زلقت رجلها وسقطت في الماء ولو لبثت دقائق لصابها الغرق والهلاك.

في تلك اللحظة راتها حمامة كانت جالسة على غصن شجرة قريبة ، فرثت لحالها وارادت مساعدتها ، فالقت اليها ورقة شجرة ، فتعلقت بها وركبت عليها ، حتى وصلت الى الحافة ونجت.

في ذلك المكان كان يتجول صياد ، فلما رأى الحمامة صوب اليها بندقيته يريد صيدها.

وحين راته النملة قررت ان تردّ بعض الجميل لصديقتها الحمامة ، وساءها ان يصيبها اي مكروه.

فأسرعت في عدوها حتى وصلت الى رجل الصياد فقرصته في  نفس اللحظة التي اطلق فيها الرصاصة ، فأخطأت يده الحمامة.

ولما سمعت الحمامة صوت الرصاصة طارت مسرعة في الهواء بعيداً عن الصياد ، ونجت بروحها ، وهي تقول : من يفعل الخير يرتد عليه (1).

صفحة 285

وكما قال الشاعر:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه        لا يذهب العُرف (2) بين الله والناس

______________________

1. قصة مترجمة عن اللغة الفارسية.
2. العرف : يعني المعروف