منهج النظم: يهدف منهج النظم إلى الفهم الإيكولوجي للبيئة، وهو ما يقتضي وجود إطار عمل كبير يضمن تفصيص (Dismantle) البيئة لتحليلها ثم إعادة تجميعها في توليفة متكاملة (Integrated) في إطار ما يعرف بالنظام. وكلمة النظام تعبير دارج نسمعه في حياتنا وثقافتنا كثيرًا مثل النظام التعليمي، النظام النقلي ونظام التغذية وغيرها من اصطلاحات النظم. ولم يعد المنهج الاختزالي كافيًا للتعرف على مسيرة البيئة نظرا لأنه يتناول كل عنصر فيها منفصلاً عن الآخر، ومن الواجب أن نميز بين مجموعات من الأشياء المترابطة، لكل مجموعة نظامها الخاص ولكنها مرتبة ترتيبًا متسقا لا يفقد الصلة فيما بين تلك المجموعات وإن كانت كلمة النظام (System) كلمة فضفاضة ضبابية تنطوي على التعميم لكنها في الواقع تعني نسقا متكاملاً مترابطا، كما أنها عملية متشابكة ومتشعبة ومعقدة رغم أنها تبدو بسيطة في ظاهر أمرها، ولكن الباعث عليها قوى التدفيع التي تحرك النظام. إن الدراسات التي تتمحور حول النظم هي دراسات تنظيرية مجردة، تهتم بتأصيل أو تحديد النظام، أما الاتجاهات الحديثة فتدور حول النظام في عالمه الحقيقي، وهو غاية في التعقيد من حيث عناصره والطاقات المتبادلة والمحركة لها.

ووجود أي فرضية تعتمد على مداركنا المحدودة كما تحتاج أيضا لبرهان لسنا بقادرين إلى الوصول إليه فإن حجم المعلومات الذي يمكن الوصول إليه هائل وضخم ونحن لا نستخدم إلا أقل القليل منها لإقامة البرهان.

وتستدعي دراسة النظم وجود نماذج تحاكي الطبيعة قدر الإمكان، وكلمة نموذج أو نمط يعرف بأنه نظام مجسم أو متصور فكريًا يعكس الموضوع المدروس المادي أو الفكري عكسا مناسبًا، أو يعيد توليد بعض الصفات والعلاقات النوعية لموضع مدروس بطريقة تماثلية بحيث تؤدي دراسة النموذج إلى اكتساب معارف جديدة عن الأصل، وتنطوي كلمة نموذج أيضا على معرفة ثلاث معاني، كل منها أصعب من الآخر:

1- نموذج نسخة طبق الأصل للطبيعة.

2- نموذج مثالي (نموذجي) يحاكي الطبيعة.

3- نموذج يكشف عن الوضع الطبيعي.

ويتميز النظام البيئي بصلاحيته لوضع الفروض والتخمينات التقديرية العلمية المدروسة تبعا لوجود تعديلات داخلية في النظام ذاته تمكن من استشفاف نظام ثابت يمكنه الاستجابة إلى قوى من جهة وقوى مناوئة من جهة أخرى على جانبي قضيب البندول لتتحرك (الطارة) يمنى ويسرى كما( في ساعة الحائط القديمة)، تلك خصائص النظام البيئي، ويؤخذ في الاعتبار هنا المدخلات البشرية التي يسببها الإنسان سواء من خلل أو تعديل بيئي، مما سيعطي بعدا ومجالاً أكثر نفعية بتطبيق النظام. وعليه فإن النظام البيئي هو جزء من النظام الجغرافي العالمي الكبير ذو أبعاد طبيعية، واقتصادية واجتماعية وثقافية.