أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2017
1829
التاريخ: 16-11-2017
1664
التاريخ: 2-10-2017
1332
التاريخ: 22-8-2017
1376
|
هذه المرأة مثال عظيم من امثلة الإيمان حيث إنها واجهت نوعين من الامتحانات والفتن في سبيل الله فقد تجاوزن إغراء المال، والملك، والنعيم الدنيوي في قصور فرعون ، وما فيه من لذات كثيرة ، وظهور اجتماعي يخطف الابصار، وتسيل لأجله لعاب الرجال، وسلطة كبيرة تزهق الارواح بالكلام والإشارة ، وليس من الهين ان يتجاوز الإنسان كل ذلك لولا علو الإيمان وقوته وهذا لا شك اشد من التعذيب البدني الشديد الذي تحملته من فرعون بعد ان اكتشف إيمانها.
قال الشيخ المجلسي ناقلاً عن ابن عباس : (واما امرأة فرعون آسية فكانت من بني اسرائيل، وكانت مؤمنة، مخلصة وكانت تعبد الله سراً وكانت على ذلك إلى ان قتل فرعون امرأة (حزبيل)(1)
فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لما أراد الله تعالى بها من الخير فزادت يقيناً، واخلاصاً وتصديقاً، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بها، فقالت : الويل لك يا فرعون ، ما أجراك على الله جل وعلا؟
فقال لها : لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ، فقالت : ما اعتراني جنون لكن آمن بالله تعالى ربي وربك ورب العالمين ، فدعا فرعون أمها، فقال لها: إن ابنتك اخذها الجنون ، فأقسم لتذوقن الموت ، او لتكفرن بإله موسى ، فخلت بها امها فسألتها موافقة [ فرعون فيما اراد] فأبت، وقالت : اما أن اكفر بالله فلا والله لا افعل ذلك ابداً ، فأمر بها فرعون حتى مدت بين اربعة أوتاد ثم لا زالت تعذب حتى ماتت، كما قال الله سبحانه : {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ } [الفجر: 10] (2).
وبهذا التحمل والصبر والاستقامة استحقت الخلود والذكر الجميل عبر الأجيال المتعاقبة وإلى يوم القيامة؛ لتكون أسوة لبنات جنسها وغيرهن، يقول تعالى : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11] .
وهكذا يستعلي الإيمان على الكفر، وتبذل النفوس رخصية في سبيله وترتفع الارواح إلى بارئها ضاحكة مستبشرة، لاستقامتها على دين الله وفوزها برضوانه الذي تهون من أجله كل شدة وعذاب فلقاء المحبوب ، ونيل المطلوب يحول أشواك العناء إلى زهور، والآلام إلى أفراح فعن ابن عباس قال : (أخذ فرعون إمرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها؛ لتدخل في دينه، فمر بها موسى وهو يعذبها، وإنها ماتت من عذاب فرعون لها، فقالت وهي في العذاب: رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة، واوحى الله إليها : أن ارفعي رأسك ، ففعلت فأريت البيت في الجنة بني لها من در فضحكت ، فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها تضحك وهي في العذاب)(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو اسم مؤمن آل فرعون.
(2) المحدث المجلسي ، بحار الانوار: 13/164.
(3) المصدر نفسه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|