المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24



الفوارق بين الرق في الاسلام والعبودية الحديثة  
  
3164   10:24 صباحاً   التاريخ: 14-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص203-207.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

هناك فوارق جوهرية بين الرق في الاسلام والعبودية الحديثة التي مارسها الرجل الاوروبي الابيض خلال القرنين الماضيين ودراسة دقيقة لتلك الفوارق تبين لنا التباين الاخلاقي بين تعاليم السماء وقانون الانسان الظالم وعندها نفهم مغزى تزوج علي (عليه السلام) بذاك العدد من النساء :
1- ان الاصل في الرقية في الاسلام هو ان يتخلص الانسان الذي يمر بتلك العملية من آثار الشرك ويتهيأ للدخول في الاسلام باعتباره دين الحرية والتحرر من الظلم وعبودية الانسان للإنسان , بينما كان الاصل في العبودية التي مارسها الرجل الغربي الابيض هو اعتصار الجهد البدني للعبد اعتصاراً كاملاً في الزراعة والصناعة رجلاً كان او امرأة كبيراً كان او صغيراً خصوصاً عندما افتَقَدَ اصحاب رأس المال القوة العاملة الرخيصة عندئذٍ اتجهوا نحو استرقاق العبيد من افريقيا السوداء فالعبودية الاوروبية كانت من اجل استغلال الانسان لأهداف غير نبيلة.
والذي يؤيد ان الرقية في الاسلام هي عملية اخلاقية للتخلص من آثار الشرك . ان الفرد الذي يولد مسلماً لا يمكن ان يختبر عملية الاسترقاق بل ان هناك طرقاً اخرى لمعالجة الانحراف عند المسلم اذا انحرف عن الجادة كالعقوبات او الغرامات او المقاطعة الاجتماعية في الحبس ... .
2- ان الرقية في الاسلام لا علاقة لها بلون البشرة فقد يكون العبد ابيضَ وقد يكون أسودَ وقد يكون أصفرَ فالمهم ان يمر الانسان المشرك بمرحلة انتقالية الى الاسلام وتلك المرحلة تسمى رقّاً اما العبودية التي قام بها الرجل الاوروبي الابيض فقد كانت مقيدة بلون البشرة وموجهة بالخصوص الى الأفارقة ؛ لان لون بشرتهم كان اغمق من لون بشرة الرجل الأوروبي الابيض  فالعبودية الاوروبية كانت عبودية عرقية بالدرجة الاولى.
3- ان عملية الرق في الاسلام يمكن ان تفهم على اساس انها عملية مؤقتة لان الاسلام شجّع على عتق الرقاب ككفارة في قتل العمد والافطار العمدي لاحد ايام شهر رمضان وحنث اليمين وظهار الزوج لزوجته بينما تستمر عملية العبودية عند الرجل الاوروبي الابيض بصورة دائمة ؛ فليس هناك امد محدود لانتهاء الرقية وتلك الفكرة تدعم رأينا في ان للاسلام اهدافاً نبيلة من استحداث عملية الاسترقاق في الحروب كما لمسنا في الآيات القرآنية الكريمة التي قرأنها للتوّ.
4- ان الاَمة في الاسلام اذا قاربها سيدها وولدت له ولداً تصبح اُماً من الناحية القانونية تسمّى «أم ولد» و يلحلق الولد بالاب وبعد استرداد حريتها تبقى العلاقات النسبية والسببية واضحة ومعترفاً بها بينما يختلف الاسترقاق عند الرجل الاوروبي الابيض فاذا قارب السيد امته فان المولود يكون وليداً غير شرعي ويترتب على ذلك ان الوليد لا يمكن الحاقه بالاب وهذا هو مغزى تسمية داعية الحقوق المدنية الاسود مالكوم اكس اسمه بهذا الاسم لان حرف اكس بالانكليزية يعني مجهولية الانتساب فأطلق على نفسه هذا الاسم من اجل ادانة العبودية الحديثة والتظلم بأنه لا يعرف اباه الذي قارب تلك المرأة التي ولدته وهي في العبودية .
5- ان الرقية في الاسلام تعني ان الاَمة تعيش في بيت سيدها كأي امرأة اُخرى لها شخصيتها الانسانية حتى تتعلم من افراد الاسرة العلاقات الشرعية وأخلاق الدين واحكام الشريعة بينما يعيش العبيد الذين استرقّهم الرجل الاوروبي الابيض خارج بيت السيد وعلى الاغلب في مرابض الحيوانات والاصطبلات.
6- ان استمرار العبودية الاوروبية كان يؤدي الى معاناة جسدية ونفسية تؤدي احياناً الى التمرد والثورة والكفر بمعتقدات السيد الذي سبب تلك المعاناة للعبيد واهم ثوراة العبيد هي ثورة سنة 1793 م في سانت دومنيكو , هايتي حالياً والشعور السلبي الذي يحسّ به السود في بلدان الغرب اليوم.
بينما يؤدي الرق في الاسلام في اغلب الاحيان _ وخصوصاً عند ائمة الهدى (عليهم السلام)_ الى حالة عاطفية من الارتباط بين السيد والعبد كما نجد ذلك عندما كان الامام (عليه السلام) يقوم بتحرير الرقاب او عندما تصدر هفوة من عبدٍ فيقول له (عليه السلام) : انت حُر لوجه الله ونحوها.
ولم يرد في المتون التأريخية ان العبيد والاَماء في الاسلام قد قاموا بتمرّد او ثورة ضدّ الدين بل ان الذي حصل هو العكس تماماً فقد آمنوا بالدين بعد انعتاقهم من الرقية واحتلوا مكانهم الطبيعي في المجتمع ورجعت اليهم شخصياتهم الحقوقية بعد ان سلبت مؤقتاً في المرحلة الانتقالية.
7- ان العبودية الاوروبية كانت تقتضي حرمان العبد من ثمار جهده البدني وحرمانه ايضاً من براءة ذريته من العبودية فالأولاد الذين يولدن للعبيد تكتب عليهم العبودية منذ رؤيتهم نور هذا العالم الواسع الفسيح وهكذا فان العبودية التي مارسها الرجل الاوروبي الابيض ضدّ الأفارقة كانت عبودية أجيال لا عبودية جيل واحد اما الرق في الاسلام فقد كان منحصراً في تغيير الجيل الكافر وكان الجيل الثاني مسلماً على الاغلب فلم تكن رقية الاسلام رقية اجيال بل ان هدفها تصحيح مسار الجيل المشرك حتى تؤمن بقية الاجيال بالواحد القهار عزّ وجلّ.
8- بينما كان الاسلام يحاول جاهداً التخلّص من الرقية عبر عتق الرقاب بشتى الوسائل من قبل المؤمنين  كانت العبودية الاوروبية لا ترى نهاية لذلك النفق المظلم فكان امداد العبيد _ كيد عاملة مجانية _ يأتي عن طريق الغارات على القبائل الافريقية وكانت تجارة الرقيق اول مصادر الامداد بينما كان المصدر الثاني اجبار العبيد على المخالطة ذكوراً واناثاً من اجل الانجاب وكان الوليد من أب أو من أبوين من العبيد يُستعبد مباشرة بعد الولادة اجمالاً فقد كان الطفل يستلم مقعد امه في الحياة فان كانت مستعبَدة فانه يصبح عبداً وبذلك فقد كان الطفل البريء يحاكي وضع امه القانوني في كل الاحوال.
9- يقوم العبيد في المجتمع الاوروبي الابيض بتنشيط الاقتصاد لانهم اُجراء دون مقابل في الزراعة والصناعة ونحوها فالعملية اذن لها اهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الاولى اما الرقية في الاسلام فهي عملية لا تنظر للهدف الاقتصادي بل تنظر للمصلحة العليا للإنسان في التهيئة للانعتاق من الشرك والعبودية لغير الله سبحانه.
10- ان الولاء القلبي عند العبد تجاه سيده في العبودية الاوروبية يكاد يكون معدوماً فالعبد لا يتعاون مع سيده الا تحت الاكراه الشديد ولو انتهت فترة العبودية _ افتراضاً _ فان الكره المتبادل سيستمر ونراه موجوداً لحدّ اليوم في المجتمعات الغربية بينما لم نلحظ ذلك في عملية الاسترقاق في التاريخ الاسلامي فقد اعتنق اغلب الرقيق الاسلام خصوصاً اولئك الذين عاشوا في كنف ائمة الهدى (عليهم السلام).
وهنا كانت الاَمة في بيت الامام (عليه السلام) تتخلّص من آثار الشرك والوثنية وتتهيأ للدخول في الاسلام باعتباره دين الفضائل والقيم الاخلاقية المثلى خصوصاً وانها كانت تعيش في بيت سيدها كأي امرأة اُخرى لها شخصيتها الانسانية تتعلم من افراد اسرة الامام (عليه السلام) العلاقات الشرعية واخلاق الدين واحكام الشريعة ولا شك ان الولاء القلبي من قبل الاماء الثماني عشرة في بيت الامام قبل استشهاده (عليه السلام) كان محرزاً ومن المؤكد تأريخياً انهنّ جميعاً اعتنقن الاسلام.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.