أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
3106
التاريخ: 14-2-2019
2033
التاريخ: 28-6-2017
2952
التاريخ: 22-11-2015
3282
|
ربما تصوّر بعض العارفين بأحوال الساسة في ذلك اليوم أن دعوة رسول الله (صلى الله عليه واله) لحكّام وشعوب العالم يومذاك كان أمرا خارج المألوف وعملا غير متعارف، ولكنّ مضيّ الزمان أثبت أنّ ذلك العمل كان من وظائف النبيّ ومهامّه الاساسية.
أولا : ان إرسال ستة سفراء في يوم واحد إلى أنحاء العالم، محمّلين برسائل قوية مبرهنة أغلق كل باب للشكّ في وجه المخالفين في المستقبل، فلا مجال لأن يشك أحد هذا اليوم وهو يرى هذا العمل العظيم في عالميّة الرسالة المحمّدية، فمضافا إلى الآيات الواردة في هذا الصعيد يعدّ إرسال السفراء بنفسه دليلا قاطعا وكبيرا على عالمية الرسالة الاسلامية.
ثانيا : لقد تأثّر جميع الزعماء والملوك والقادة الذين راسلهم النبيّ (صلى الله عليه واله) ما عدا خسروا برويز ملك إيران الذي كان طاغية مستبدا متكبرا، برسائل النبي (صلى الله عليه واله) ودعوته، وأكرموا سفراءه.
كما أن قضية ظهور النبيّ العربي قد أصبح حديث الاوساط والمحافل الدينية بسبب هذا العمل.
لقد أيقظت هذه الرسائل والكتب بمحتوياتها ومضامينها القوية المبرهنة العقول الغافية، وهزّت الغافلين بشدّة، وأثارت مشاعر الشعوب العالميّة المتحضرة، ودفعتهم إلى البحث والتحقيق حول من بشّر به التوراة والانجيل، كما تسبب في أن يجري العلماء والاساقفة والقساوسة غير المغرضين باتصالات بمن ينتسب إلى هذا الدين، ويقيموا ارتباطا مع هذه العقيدة بشكل وآخر.
ومن هنا ولأجل هذا تسابقت أفواج وفرق كبيرة من رجال الدين من الشرائع الدينية المختلفة التي كانت سائدة آنذاك في الايام الاخيرة لحياة رسول الإسلام (صلى الله عليه واله) وبعدها إلى القدوم على المدينة لدراسة أوضاع الدين الجديد، والتعرف على ماهيته ومنطقه.
ولقد شرحنا في الفصول الماضية وبشكل مفصّل نوع ومدى التأثير الذي تركته رسائل النبي وسفراؤه في نفوس حكّام الرّوم ومصر والحبشة، وها نحن نواصل بيان بقية التأثيرات التي تركتها مراسلة النبي (صلى الله عليه واله) لحاكم الحبشة العادل، وملكها البار : اصحمة النجاشي.
فقد عمد النجاشيّ بعد تقديم الهدايا إلى سفير النبيّ (صلى الله عليه واله)، إلى ارسال ثلاثين رجلا من القساوسة والاساقفة الاحباش إلى أرض المدينة للتحقيق في أمر الإسلام، ونبوة محمّد (صلى الله عليه واله) وليروا من كثب حياته الزاهدة البسيطة، ولا يتصوروا أنه يعيش كما كان يعيش الملوك والجبابرة في ذلك العصر.
ولما قدم مبعوثو النجاشي المدينة على رسول الله (صلى الله عليه واله) سألوه عن نظريته حول السيّد المسيح (عليه السلام) فبيّن رسول الله (صلى الله عليه واله) عقيدته حول ذلك النبيّ العظيم بقراءة الآية التالية :
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [المائدة: 110] .
وقد كان لهذه الآيات أثر عجيب في نفوس اولئك القساوسة والأساقفة حتى أنهم بكوا عند سماعها من دون اختيار.
وبعد التحقيق الدقيق في دعوة رسول الله (صلى الله عليه واله) عاد هذا الفريق من علماء الدين المسيحي إلى الحبشة، وأخبروا النجاشيّ بما سمعوه وشاهدوه، فبكى هو أيضا لما سمع من اولئك الرجال.
وقد نقل ابن الاثير في الكامل و اسد الغابة قصة هذا الوفد بصورة اخرى إذ كتب بعد ذكر ما مرّ من رسالة النجاشي باضافة قوله : وبعثت إليك بابني أرمى بن الاصحم فخرج ابن النجاشي في ستين نفسا من الحبشة ( قاصدين المدينة ) في سفينة في البحر، فلما توسطوا البحر غرقوا كلهم.
ولكن وصول الرسالة التي اشار إليها ابن الاثير إلى الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) شاهد على أنه لم تحدث مثل هذه الحادثة لمبعوثي النجاشي.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|