أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2017
643
التاريخ: 10-10-2017
645
التاريخ: 10-10-2017
607
التاريخ: 10-10-2017
927
|
شرح حال الوزارة في أيامه:
لما بويع بالخلافة أقر جعفر بن محمود الإسكافي على وزارته، ثم عزله واستوزر سليمان بن وهب.
وزارة سليمان بن وهب بن سعيد:
هم من قرية من أعمال واسط، وكانت لهم تناية وكانوا نصارى ثم أسلموا وخدموا في الدواوين حتى آلت بهم الحال إلى ما آلت.
كان أبو أيوب سليمان بن وهب أحد كتاب الدنيا ورؤسائها فضلاً وأدباً وكتابة في الدرج والدستور، وأحد عقلاء العالم وذوي الرأي منهم.
حدث ابنه عبيد الله قال: حدثني أبي قال: كان مبدأ سعادتي أني كنت وأنا صبي بين يدي محمد بن يزداد وزير المأمون، وكنا جماعة من الصبيان بين يديه، إذا راح في الليل إذا داره بات واحد منا في دار المأمون بالنوبة لمهم عساه يعرض في الليل.
قال: فكانت ليلة نوبتي فخرج خادم وقال: هاهنا أحد من نواب محمد بن يزاداد؟ فقال الحجاب له: نعم هاهو ذا، فأدخلني إلى المأمون، فقال لي: اعمل نسخة في المعنى الفلاني ووسع بين سطورها وأحضرها لأصلح منها ما أريد إصلاحه. قال: فخرجت سريعاً وكتبت الكتاب بغير نسخة وبيضته وأحضرته إليه. قلما رآني قال: كتبت النسخة؟ قلت: بل كتبت الكتاب. فقال: بيضته؟ قلت: نعم. فزاد في نظره إلي كالمتعجب مني، فلما قرأه تبينت الاستحسان على وجهه، ورفع رأسه إلي وقال: ما أحسن ما كتبت يا صبي! ولكن أريد أن تقدم هذا السطر وتؤخر هذا السطر، وخط عليهما بقلمه.
فأخذت الكتاب وخرجت وجلست ناحية ً ثم محوت السطرين وعملت ما أراد وجئته بالكتاب، وكان قد ظن أني أبطله وأكتب غيره، فلما قرأه لم يعرف موضع المحو، فاستحسنه وقال: يا صبي لا أدري من أي شيء أعجب أمن جودة محوك أم من سرعة فهمك أم من حسن خطك أم من سرعتك؟ بارك الله فيك. فقبلت يده وخرجت. وكان ذلك أول علو منزلتي، وصار المأمون لا يجري مهم إلا قال: هاتوا سليمان بن وهب. ولما جرت له هذه القضية كتب إليها بعض الشعراء:
أبوك كلفــك الشأو البعيد كما *** قــدماً تكلفه وهـب أبو حسن
فلست تحمد إن أدركت غايته *** ولست تعذر مسبوقاً فلا تهن
موت الواثق:
حدث أحمد بن المدبر قال: كنا في حبس الواثق أنا وسليمان بن وهب وأحمد بن إسرائيل مطالبين بالأموال، فقال لنا سليمان بن وهب يوماً: قد رأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: يموت الواثق بعد شهر، فاستغاث أحمد بن إسرائيل وقال له: والله لا تزال حتى تسفك دماؤنا، وخاف أشد خوف أن يشيع هذا الحديث عنا. قال ابن المدبر: فعددت من ذلك اليوم ثلاثين يوماً، فلما كان يوم ثلاثين قال لي أحمد بن إسرائيل: أين مصداق القول وصحة المنام؟ وكان قد حضر التاريخ وحسب ونحن لا نعلم. فقال له سليمان بن وهب: الرؤيا تصدق وتكذب.
فلما كانت العشاء الآخرة طرق الباب علينا طرقاً شديداً وصائح يصيح: البشارة البشارة، مات الواثق، فاخرجوا أين شئتم! فضحك أحمد بن إسرائيل وقال: قوموا فقد تحققت الرؤيا وجاء الفرج. فقال سليمان بن وهب: كيف نقدر أن نمشي مشاة ومنازلنا بعيدة، ولكن نبعث فنحضر دواب نركبها. فاغتاظ أحمد بن اسرائيل وقويت السوداء عليه، وكان شكس الأخلاق، وقال له: ويحك يا سليمان تنتظر مجيء فرسك حتى يتولى خليفة آخر فيقال له: في الحبس جماعة من الكتاب، فيقول: يتركون على حالهم حتى ننظر في أمورهم، فنلبث في الحبوس زيادة على هذا، ويكون سبب ذلك توجهك راكباً إلى منزلك يا فاعل! يا صانع! فضحكنا وخرجنا مشاة في الليل وأجمع رأينا على أن نستتر عند بعض أصحابنا حتى تتحقق الأخبار.
فوالله رأينا في طريقنا رجلين يقول أحدهما للآخر: إن هذا الخليفة الجديد قد عرف أحوال المحبسين من الكتاب وأصحاب الجرائم فقال: لا يفرج عن أحد حتى أنظر في حاله، فتخفينا إلى أن من الله تعالى في أسرع وقت وله الحمد، ومن شعره:
نـــوائب الدهـــر أدبتني *** وإنمـــــا يوعـــــظ الأديب
قد ذقت حلواً وذقت مراً *** كذاك عيش الفتى ضروب
مـــا مر بـؤس ولا نعيم *** إلا ولــــــــي منهما نصيب
وكان بنو وهب من رؤساء الناس وحذاقهم وفضلائهم وكرمائهم، وكانت دولتهم ناضرة وأيامهم مشرقة والأدب في زمانهم قائم المواسم، والكرم واضح المعالم، وخلع المهتدي وهو وزيره.
انقضت أيام المهتدي بالله ووزرائه ثم ملك بعده المعتمد على الله. هو أبو العباس أحمد بن المتوكل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|