أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2017
851
التاريخ: 10-10-2017
786
التاريخ: 10-10-2017
678
التاريخ: 10-10-2017
644
|
مسير موسى بن بغا إلى سامرا ومقتل صالح بن وصيف:
كان موسى بن بغا غائبا بنواحي الري و أصبهان منذ ولاية المعتز عليها سنة ثلاث و خمسين و معه مفلح غلام أبي الساج و كانت قبيحة أم المعتز لما رأت اضطراب أموره كتبت إلى موسى قبل أن يفوت في أمره فجاءه كتابها و قد بعث مفلحا لحرب الحسن بن زيد العلوي فحربه بطبرستان فغلبه و أحرق قصوره بآمد و خرج في اتباعه إلى الديلم فكتب إلى موسى بالرجوع لمداهمة من شاء و بينما هو في استقدامه و انتظاره قتل المعتز و بويع المهتدي و بلغ أصحابه ما حواه صالح من أموال المعتز و كتابه و أمه فشرهوا إلى مثل ذلك و أغروا موسى بالمسير إلى سامرا و رجع مفلح من بلاد الديلم إليه و هو بالري فسار نحو سامرا و سمع المهتدي بذلك فكتب إليه بالمقام و يحذره على ما وراءه من العلويين فلم يصغ لذلك و أفحش أصحابه في إساءة الرسل الواصلين بالكتب فكتب بالاعتذار و احتج بما عاينه الرسل و أنه يخشى أن يقتله أصحابه إن عادوا إلى الري و صالح بن وصيف في خلال ذلك يغري به المهتدي و ينسبه إلى المعصية و الخلاف إلى أن قدم في المحرم سنة ست و خمسين و دخل في التبعية فاختفى صالح بن وصيف و مضى موسى إلى الجوسق و المهتدي جالس للمظالم فأعرض له عن الإذن ساعة ارتاب فيها هو و أصحابه و ظنوا أنه ينتظر قدوم صالح بالعساكر ثم أذن لهم فدخلوا و قبضوا على المهتدي و أودعوه دار باجورة و انتهبوا ما كان في الجوسق و استغاث المهتدي بموسى فعطف عليه ثم أخذ عليه العهود و الإيمان أن لا يوالي صالحا و أن باطنه و ظاهره في موالاتهم سواء فجددوا له البيعة و استبد موسى بالأمر و بعث إلى صالح للمطالبة بما احتجبه من الأموال فلم يوقف له على أثر و أخذوا في البحث عنه و في آخر المحرم أحضر المهتدي كتابا رفعه إليه سيما الشرابي زعم ان امرأة دفعته إليه و غابت فلم يرها و حضر القواد و قرأه سليمان بن وهب عليهم و هو بخط صالح يذكر ما صار إليه من الأموال و أنه إنما استتر خشية على نفسه و حسما للفتنة و إبقاء على الموالي و لما قرأ الكتاب حثهم المهتدي على الصلح و الاتفاق فإتهمه الأتراك بالميل إلى صالح و أنه مطلع على مكانه و طال الكلام بينهم بذلك ثم اجتمعوا من الغد بدار موسى بن بغا داخل الجوسق و اتفقوا على خلع المهتدي إلا أخا بابكيال فإنه أبى من ذلك و تهددهم بأنه مفارقهم إلى خراسان و اتصل الخبر بالمهتدي فاستدعاه إليه و قد نظف ثيابه و تطيب و تقلد فأرعد و أبرق و تهددهم بالاستماتة ثم حلف لا يعلم مكان صالح و قال لمحمد بن بغا و بابكيال قد حضرتما مع صالح في أمر المعتز و أموال الكتاب و أنتم شركاؤه في ذلك كله و انتشر الخبر في العامة بأنهم أرهقوا و أرادوا خلعه فطفقوا يحاذرون على الدعاء في المساجد و الطرقات و يبغون على القواد بغيهم على الخليفة و يرمون الرقاع بذلك في الطرقات ثم إن الموالي بالكرخ و الدور دسوا إلى المهتدي أن يبعثوا إليه أخاه أبا القاسم عبد الله بعد أن ركبوا و تحركوا فقالوا لأبي القاسم : بلغنا ما عليه موسى و بابكيال و أصحابهما و نحن شيعة للخليفة فيما يريده و شكوا مع ذلك تأخر أرزاقهم و ما صاروا من الاقطاع و الزيادات إلى قوادهم و ما أخذه النساء و الدخلاء حتى أصحب ذلك كله بالخراج و الضياع و كتبوا بذلك إلى المهتدي فأجابهم بالثناء على التشيع له و الطاعة و الوعد الجميل في الرزق و النظر الجميل في شأن الاقطاعات للقواد و النساء فأفاضوا في الدعاء و أجمعوا على منع الخليفة من الحجر الاستبداد عليه و أن ترجع الرسوم إلى عادتها أيام المستعين على كل عشرة عريف و على كل خمسين خليفة و على كل مائة قائد و أن تسقط النساء و الزيادة في الاقطاع و يوضع العطاء في كل شهرين و كتبوا بذلك إلى المهتدي و أنهم صائرون إلى بابه ليقضي حوائجهم و إن أحد اعترض عليه أخذوا رأسه و إن تعرض له أحد قتلوا موسى بن بغا و بابكيال و ما جور فجاء أبو القاسم بالكتاب و قد قعد المهتدي للمظالم و عنده الفقهاء و القضاة و القواد قائمون في مراتبهم فقرأ كتابهم على القواد فاضطربوا و كتب جوابهم بما سألوا و طلب أبو القاسم من القواد أن يبعثوا معه رسولا بالعذر عنهم ففعلوا و مضى أبو القاسم إليهم بكتاب الكتاب و برسل القواد و أعذارهم فكتبوا إلى المهتدي يطلبون التوقيعات بخط الزيادات و رد الاقطاعات و إخراج الموالي البرانيين من الخاصة و رد الرسوم إلى عاداتها أيام المستعين و محاسبة موسى بن بغا و صالح بن وصيف على ما عندهم من الأموال و وضع العطاء على كل شهرين و صرف النظر في الجيش إلى بعض إخوته أو قرابته و إخراجه من الموالي و كتبوا بذلك إلى المهتدي و القواد فأجابهم إلى جميع ما سألوه و كتب إليهم موسى بن بغا بالأجابة في شأن صالح و الإذن في ظهور فقرؤا الكتابين و وعدوا بالجواب فركب إليهم أبو القاسم و اتبعه موسى في ألف و خمسمائة فوقف في طريقهم و جاءهم أبو القاسم فاضطربوا في الجواب و لم يتفقوا فرجع ورد موسى بن بغا فأمرهم المهتدي بالرجوع و أن يتقدم إليهم محمد بن بغا مع أبي القاسم و يدفعوا إليهم كتاب الأمان لصالح بن وصيف و قد كان من طلبتهم أن يكون موسى في مرتبة أبيه و صالح كذلك و الجيش في يده و أن يظهر على الأمان فأجيبوا إلى ذلك و افترق الناس إلى الكرخ و الدور و سامرا فلما كان من الغد ركب بنو وصيف في جماعة و لبسوا السلاح فنهبوا دواب العامة و عسكروا بسامرا و تعلقوا بأبي القاسم يطلبون صالحا فأنكر المهتدي أن يكون علم بمكانه و قال : إن كان عندهم فليظهروه ثم ركب ابن بغا في القواد و معه أربعة آلاف فارس و عسكر و افترق والأتراك و لم يظهر للكرخيين و لا لأهل الدور و سامرا في هذا اليوم حركة و جد موسى في طلب صالح و نادى عليه و عثر عليه بعض الغوغاء فجاء به إلى الجوسق و العامة في اتباعه فضربه بعض أصحاب مفلح فقتله و طيف برأسه على قناة و خرج موسى بن بغا لقتال السراة بناحية السن.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|