أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2018
2389
التاريخ: 31-1-2023
1395
التاريخ: 25-12-2020
3940
التاريخ: 28-6-2021
3314
|
أيتها المرأة المسلمة! ما دمت شابة وما دام زوجك شاباً عليك ان ترحمي شبابك وترحمي شبابه فإنَّكما لن تمنحا الحياة من جديد... أن متوسط عمر النساء والرجال (كلاهما) يبدو أكثر في البلدان التي تقدّس فيها الزوجة زوجها – على حد تعبير اليابانيين – والأفضل من ذلك هو قول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله): (لو أمرت أحدا بأن يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها)(1). فأنت لا تعرفين قدر الشباب ما لم تهرمي. والذي لا يؤلمه سنّه لا يذكره، ومن يكون له قلب معافى لا يدري ان لديه قلب. والشباب عادة لا يدركون ماهية ما لديهم فإذا آلمهم سن او أصيب لهم قلب يعون حينذاك أن لهم سن وقلب، وأنهم قد هرموا.
نحن نلاحظ أن الكهول كثيرا ما يرددون بأن خبز اليوم لا يحمل طعم خبز الأمس، واللحم الموجود في الوقت الحاضر أردأ من لحم الأمس، بينما الخبز هو ذات الخبز والحنطة هي ذات الحنطة واللحم هو ذات اللحم، ولكن العين بحاجة الى نظارة لترى جيدا، والأذن الى سماعة لكي تسمع جيدا، وحاسة الذوق تحتاج الى مذاق لكي تتذوق طعم الأشياء جيدا. وما دمت شابة عليك أن لا تعرضي عن الأحكام الإلهية فتفسدي على نفسك وعلى زوجك وعلى أبنائك أسباب المودة والرحمة وتشيبي انت وزوجك مبكّراً. وإذا شبت وشاب زوجك على الإسلام كانت لكل واحد منكما حرمة كحرمة الأنبياء كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله). وإذا كان زوجك فقيرا صابرا على الفقر له درجات يوم القيامة أعلى. فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال: (يوم القيامة يشفع الأنبياء والصالحون والأم والأب والشهداء والمعلمون والفقراء). وهذا يعني أن زوجك الذي شاب على الإسلام واصبحت له حرمة الأنبياء، وصار من خلال تحمله للفقر في مصافّهم وبمستوى الشهداء والصالحين، فانظري لو كان في بيتك رسولا او شهيدا ماذا تفعلين وكيف تتعاملين معه؟
إذا كان أحد أبناء الأسرة مريضا، ومن الطبيعي أن الوالدين يدأبان على معالجته وتمريضه الى ان يشفى. وهذا المعنى يصدق فيما لو ان الشخص وقع في فراش المرض لمدة قصيرة. ولكن ماذا لو كان مصابا بمرض مزمن او بعاهة لا شفاء لها. يلاحظ في كثير من الحالات بأن الوالدين لا يقدمون له في مثل هذه الحالة الرعاية والاهتمام المطلوب. بينما نرى ان الإسلام، وعلى الرغم من الأهمية الفائقة التي يبديها للسجود والركوع، يأمر إمام الجماعة بالصلاة حسب حالة أضعف المأمومين؛ فإذا كان في المأمومين كهل لا يستطيع إطالة السجود او الركوع، يجب على إمام الجماعة ان لا يطيلهما أيضا. ورعاية المريض مشابهة لحالة الكهل وتوجب على الأبوين الاهتمام به.
بما ان محبة الأم للأولاد تعتبر بمثابة الحجر الأساس في إيجاد المحبة والمودة في كيان الأسرة، ويقرب الزوج والزوجة من بعضهما، حتى لو تجسدت تلك المحبة على شكل وصية من الأم للأب بملاحظة درجاته في الشهادة المدرسية، والمشاركة في اجتماع أولياء الأمور ومسؤولي المدرسة فهذه الأمور تؤدي الى مسرة الأب وتعميق أواصر المودة.
أؤكّد ثانية على وجوب مشاركة الزوجة زوجها في أفراحه وأحزانه، وخاصة في أحزانه... ان النساء لديهن تنوع أكثر من الرجال. ولو أريد تقسم خمسين امرأة على صفات وسجايا متقاربة ووقعن على عشرة مجاميع، لا يمكن تقسيم عدد مماثل من الرجال الى مثل هذا العدد من المجاميع. كما ان النساء يتصفن بعاطفة قوية تفوق عاطفة الرجال. ومع ان المرأة أكثر عطفا على ولدها وأكثر تأثرا من الرجل على شؤون الأقارب والأصدقاء، إلا أن عاطفتها العامة أقل من الرجال، وهي أدنى منه اهتماما بأحزان وافراح المجموعات الأخرى من أبناء جنسها. وإذا شوهد رجل وامرأة يذرفان الدموع في مجالس عزاء الشهداء فإن المرأة أكثر ما تذرف دموعها استذكارا لمعاناتها الذاتية وأحزانها الخاصة. وهكذا الحال أيضا في ما يخص المنفعة العامة، فهي لدى الرجال أكثر مما لدى النساء. وإذا كانت المرأة تفكر بمصلحة عامة خارج إطار بيتها تكون جديرة بالسماع أكثر من الرجل. وقد أشارت الى هذه الحقيقة السيدة (قدسية حجازي) في كتابه (إسلام وأطفال عقب افتاده) (الإسلام والأطفال المتخلفين) عند قولها : بأننا لو نظرنا الى اوضاع الأطفال الذين يعيشون خارج محيط والديهم، قلما يلاحظ او يسمع عن وجود مشاكل ذات شأن لدى الطفل الذي يعيش مع شخص غير أبيه، في حين قلما يلاحظ وجود طفل يعيش مع امرأة غير امه وهو يعيش حياة هادئة ولا يعاني من مشاكل. وخلاصة القول هي ان عواطف المرأة خاصة وعواطف الرجل عامة. ولعل هذه واحدة من الحكم التي جعلت {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء:34] .
في ضوء ما مر ذكره يجب ان تعلم المرأة بأن زوجها لو كان ملاكا لما تزوجها. وعليها ان تستذكر اليوم الذي جاءها به خاطبا فرضيت به. وعليها ان تكون على استعداد لسماع معاناته من أجل أن يكون ذلك تنفيسا له عن كربه؛ وان تشاركه في أفراحه وأتراحه لكي لا تستحوذ عليه مشاعر الغربة والوحدة، لأن الشعور بالغربة شعور قاتل يُفضي بالإنسان الى الشيخوخة المبكرة وخاصة بالنسبة الى الشخص الذي يأتي الى البيت متعبا ومرهقا على أمل الاستراحة في البيت، وإذا به يجد البيت محكوم بذات الظروف التي ألجأته الى البيت، فلا يجد أمامه مناصا إلا بالهروب من البيت أيضا واللجوء الى ملاذ آخر ينال فيه قسطا من الراحة. وهكذا يؤدي به الشعور بالغربة الى سأم الحياة، والسأم من الحياة يدفع المرء الى تمني الموت. وما أكثر الأشخاص الذين كانوا غارقين في العمل أثناء وجودهم في الخدمة، ولكنهم ما أن يُحالوا على التقاعد بدون رغبة منهم حتى يشعرون بالغربة. والغربة تدفعهم الى طلب الموت وإذا بالناعي يصيح فجأة بأن فلانا قد مات.
اعلمي أيّتها المرأة بأن مشاركتك زوجك في سروره وآلامه لها قيمة أكبر مما تسمعينه منّي. واعلمي بأن المودة والمحبة التي يجب أن تنال في ظل الزواج تتحول الى حياة عدائية ونفاق من خلال فوات الفُرص.
جاء في القرآن الكريم ان النبي موسى (عليه السلام) ذهب لمناجاة ربه ثلاثين يوما وزيدت عشرا. وعلى الرغم من وجود نبي آخر أثناء تلك المدة كان يتولى مهمة الإشراف على شؤون بني إسرائيل وهو أخوه هارون، إلا ان السامري صنع عجلا من ذهب وجعل عليه تراباً من أثر جبرائيل، فخار العجل، وقال السامري لبني إسرائيل هذا إلهكم. فاغتر بمقالته رجال بني إسرائيل ونساؤهم. ونفهم من هنا إمكانية خداع الناس بثلاثة سُبل:
1ـ التمسك بالتقاليد القديمة البالية والخرافات او ما يُسمّى بالعودة الى دين الآباء، ورمزه في هذه الحادثة هو العجل. ومع ان الناس كانوا يقدسون كائنات أخرى كالدب والنسر والحصان أكثر من تقديسهم للعجل، إلا أن ذكر أسم العجل في القرآن يتم عن معجزة أخرى وهو ان عبادة البقرة بقيت شائعة مدة طويلة وأبرز شاهد على ذلك هي عبادة البقر التي لازالت منتشرة في
الهند حتى الوقت الحاضر.
2ـ الذهب والثروة، ويمكن بهما ان ينحرف الرجل والمرأة عن الحق. وقد أوردهما القرآن الكريم مقرونتان مع العجل والخرافات.
3ـ استغلال الأبعاد الغيبية ، وبدلا من الاستفادة من وحي جبرائيل استفاد السامري هنا من أثر قدمه، وقاد الإنسان بالخداع نحو اتجاه ومسلك معين.
لاحظنا هنا كيف استطاع السامري تحويل مدارين مغلقين الى مدار مفتوح لخداع إنسان لا يريد لنفسه إلا العيش بحرية. فالبقرة قائمة على مبدأ تقديم الحليب واللحم، ومهمتها محصورة ضمن مدار مغلق بينها وبين الإنسان في ضوء ما يريده الإنسان منها. والذهب مدار مغلق آخر يمكن امتلاكه من خلال امتلاك تلك البقرة. ولكن الإنسان مهما كان ماديا لا يمكنه العيش ضمن المدار المغلق لان هذا المدار مدار مادي ولا ينسجم مع تركيبته وفطرته. ولهذا ربط بين المدار المادي المغلق والمدار المعنوي المفتوح – ولكنه مدار معنوي كاذب – وقاد الرجل والمرأة صوب هذا الانحراف العقائدي الفاضح.
وُجّهت الكثير من أساليب الزيف والخداع هذه ضد الكثير من القادة الدينيين على امتداد التاريخ. ومن الأمثلة على ذلك هي المصاحف التي رفعها معاوية يوم صفين على رؤوس الرماح، لكي يقنع الناس باسم الدين بأكثر الأعمال عداءً للدين وللقيم المعنوية.
إن ما يريده الرجل او المرأة لهذا المجتمع المصغر المسمى بالأسرة لا يمكن ان يأتي على غرار عمل السامري او عمل معاوية، بل يريد لهم كل الخير؛ فهو يرسل أولاده الى أفضل المدارس ويربيهم خير تربية. وسبب ذلك يعود الى محبته لهم. وهذا ما ينبغي ان يحصل ازاء المجتمع الكبير أيضا، وأن يتحلى الإنسان بالحرص على الناس جميعا. وهذا المعلم الحريص هو ذلك الإنسان الذي يصفه القرآن، بالقول: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ} [النحل:37] . والذي يحبّ الناس لا يتركهم يدورون في مدار مغلق او مدارات مغلقة لا يستطيعون خلالها معرفة شيء سوى البقرة او الذهب او المعنوية التي تجعل للعجل رغاءً وتقدم لهم رغاء العجل بدلا من كلام الله.
وقد أوردتُ هذا الكلام كمقدمة من أجل القول بأن الأم وإن كانت تنطلق في تربيتها لأولادها من نوايا خيرة، بيد ان الأولاد إذا لاحظوا وجود ظلم من جانب ضد أبيهم تنتقض في أذهانهم فكرة التربية ويشمئزون من المرأة وكل ما له صلة بالمرأة. إذا فالمرأة التي لا تسعى لإسعاد زوجها لا يُرتجى منها خير لأبنائها. والأولاد يجب ان يتربوا ضمن مناخ عائلي يضم الأب والأم على حد سواء. وإذا فقد أحدهما ولم تحتضنه يد أخرى مشابهة فإنه يصبح بمثابة طابور خامس ضد مجتمعه.
أعيد الى الأذهان مرة أخرى موضوع الجاهد الاكبر وأشير الى قول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) بعد العودة ظافرا من ميادين القتال: (كان هذا جهادا أصغر وعليكم بالجهاد الأكبر، وهو جهاد النفس). أجل ان مصارعة النفس أمر عسير وهو من أصعب أنواع الصراع، ولا يتسنى للإنسان محاربة نفسه وذلك لأنه يستمرئ كل ما له صلة بذاته؛ فهو يبيح لنفسه بخس الكيل، والنظر الى النساء، والسرقة والقمار، والشراب، ولكنه يستقبح من غيره ان يبخسه الكيل او ينظر الى أخته وأمه. ولكن ما إن تنطلق أمواج الندم من ذاته ضد ذاته وتتغلب عليها حتى يبدأ بمجاهدة نفسه وتوقيع اتفاقية توبة مع الله. ويا لها من اتفاقية جميلة، وهي ان الِإنسان إذا تاب يتوب الله عليه. وبعد التوبة يستشعر المرء حلاوة الانتصار كامنة في ذاته. ونستخلص من هنا ان أقصر طريق يمكن أن يختاره الإنسان للوصول الى السعادة هو طريق الجهاد الأكبر. وجهاد المرأة – كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) هو حسن التبعل لزوجها.
لا ينبغي للمرأة ان تكثر من الحديث عن اختها وأخيها وأقاربها. فكل من يكثر الكلام ولا يفسح للآخرين مجال التحدث إنما هو متكبر بل مستكبر، والمستكبر خالٍ من الكبرياء وإنما يدّعي الكبرياء لنفسه ادعاءً.
في بداية الزواج أكثر ما يشغل الزوج هو جمال زوجته ولكن بعد مضي مدة قصير يركز جُلَّ اهتمامه على كلامها. وإذا أصبح على استعداد للقول بأن زوجتي وإن لم تكن جميلة إلا أنها نديمة جيدة وكلامها جميل، فلتعلم الزوجة حينذاك بأنها محبوبته ومعشوقته الدائمة.
إذا كنتِ تكثرين من قطع كلام زوجك فاعلمي أنَّ حلمه ووقاره لا يبيح له تكرار القول عليك بعدم مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم ، بل ويكون عملك هذا سبباً يدعوه الى عدم الكلام في البيت. كما وأنَّ عملك هذا يدل على اهتمامك بزوجك. والأسوأ من ذلك هو ان يشعر الرجل بأن زوجته قد أكثرت من مقاطعته حتى أوشكت على الدخول في جدال معه.
وأشير مرة أخرى الى موضوع مشاركة المرأة لزوجها في أحزانه وأفراحه وأؤكد على ان المشاركة في الحزن أكثر أثرا في نفسه. ومن جملة ما يدعو الى إدخال السرور في قلب زوجك هو مشاركته في أفراحه، كالتحدث عن يوم ميلاده أو شراء شيء له بهذه المناسبة؛ كأن يكون قميصاً مثلا.
_____________
1ـ مستدرك وسائل الشيعة، كتاب النكاح، الباب 62.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|