أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2017
854
التاريخ: 22-9-2017
1088
التاريخ: 19-9-2017
1111
التاريخ: 20-3-2018
1157
|
الإمام وعصره (1)
عاصر الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)، خليفتين عباسيين. والخليفة الذي عاش الإمام في عهده ظروفاً هادئةً، هو المأمون العباسي.
ومعروف أن المأمون قام بالتقرب إلى العلويين وإلى سيدهم الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، بسبب الضغط الجماهيري الذي تعرض له النظام العباسي حيث تميز عهده بسلسلة من الثورات والانتفاضات في كافة أرجاء الدولة الإسلامية.
ويقول بعض المؤرخين: أن المأمون العباسي كان شيعياً، وكان يذهب إلى أحقية أولاد الإمام علي (عليه السلام) بالخلافة، وإلى إمامة الإمام علي (عليه السلام)، ولكنتا لا نرى ذلك في المأمون العباسي لأن ذلك شرف لا يستحقه خليفة غاصب.
يبقى أن نعرف أنه بعد استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام) على يد المأمون، أصبح محمد بن علي الجواد (عليه السلام) الإمام الشرعي للرساليين، ومعروف أن الإمام الجواد (عليه السلام) صاهر المأمون العباسي.
لماذا صاهر الإمام الخليفة؟
ونتساءل لماذا أقدم الإمام الجواد (عليه السلام) على الزواج من بنت المأمون العباسي؟
ولكي نعرف الإجابة عن مثل هذا السؤال لابدّ أن نلقي نظرة على الحركة الرسالية التي كان الأئمة (عليه السلام) يقودونها ويوسعونها، في عصر الإمام الرضا ونجله الإمام الجواد (عليه السلام).
في عهد المأمون تحوَّلت الحركة الرسالية إلى حركة تستطيع أن تتداخل مع النظام وتستفيد من مظلته أو حتى تكوّن ما يسمى اليوم بحكومة ائتلافية، مع أي دولة من الدول، والأئمة (عليه السلام) كانوا يقبلون بالحماية من قبل الدولة بدون أن يفقدوا رسالتهم.
والأئمة المعصومون (عليه السلام) لم يحلوا حركتهم، أي أنهم لم يقبلوا بالخلافة ولم يشتركوا فيها، والدليل على ذلك موقف الإمام الرضا من ولاية العهد حيث قبلها بشرط عدم التدخل في شؤون النظام.
أما الإمام الجواد (عليه السلام) فحينما خطب أبنة المأمون وتزوجها، أصبح صهر الخليفة واستفاد من ذلك لأجل رسالته فماذا يعني أن يصبح شخص صهراً للخليفة؟
إن من يدخل البلاط يمكن أن يصير والياً على منطقة، أو حاكماً على بلد، أو قاضي القضاة لا أقل، ولكن الإمام الجواد لم يفعل شيئا من ذلك، بل أخذ بيد زوجته وذهب إلى المدينة وبقي هناك حتى مات المأمون العباسي.
فماذا كسب الإمام (عليه السلام) من هذه المصاهرة؟
كسب الإمام الجواد (عليه السلام) بهذا العمل أمرين:
أولاً:
منع المأمون من أن يقوم بعملية اغتياله، وذلك بقبوله الزواج من ابنته.
ثانياً:
جعل مخالب السلطة وانيابها في قفص الحركة الرسالية، وذلك أن المأمون ما كان ليجرؤ بعد ذلك على أن يقوم بالفتك برجالات الحركة ومجموعاتها.
ولقد كان هذا الأسلوب متبعاً في كثير من عصور الأئمة (عليه السلام)، وخير شاهد على ذلك قصة علي بن يقطين بن موسى البغدادي الذي كان بمثابة مستشار للخليفة المهدي العباسي، ثم صار في رتبة الوزير لهارون الرشيد، وعندما حصل على هذا المنصب وكان اتجاهه رسالياً، جاء إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وقال: " يا ابن رسول الله أنا صرت عوناً لهذا الطاغية " وأراد أن يستقيل، ومعروف أن الذي يحصل على هذا المركز ذلك اليوم يسيطر على مرافق أكبر دولة في العالم.
فطلب منه الإمام أن يظل في عمله، ويستمر في أداء مهامه الرسالية ويبقى في بلاط هارون، وعاود الطلب من الإمام بأن يأذن له بترك السلطة إلاّ أن الإمام لم يأذن له، ولقد كانت أعماله كبيرة بالنسبة للحركة، حتى أن الإمام أبا الحسن (عليه السلام) قال فيه عندما دخل عليه داود الرقي، في يوم النحر: " ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف إلاّ علي بن يقطين، فإنه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت " (2).
_______________
(1) اقتبسنا هذا الفصل من كتاب التاريخ الإسلامي للمؤلف: (ص 343 وص 348 - 355).
(2) جامع الرواة / العلامة الأردبيلي: (ج 1، ص 609)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|