أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2018
1042
التاريخ: 22-9-2017
1088
التاريخ: 22-9-2017
998
التاريخ: 20-3-2018
1577
|
حبس العباس بن المأمون:
في سنة ثلاث وعشرين ومائتين حبس المعتصم العباس بن المأمون وأمر بلعنه كان سبب ذلك أن عجيف بن عنبسة لما وجهه المعتصم إلى بلاد الروم ولما كان من ملك الروم بزبطرة مع عمر الفرغاني ومحمد كوتاه لم يطلق يد عجيف في النفقات كما أطلقت يد الأفشين واستقصر المعتصم أمر عجيف وأفعاله وظهر ذلك لعجيف فوبخ العباس بن المأمون على ما تقدم من فعله عند وفاة المأمون حتى بايع المعتصم وشجعه على أن يتلافى ما كان منه فقبل العباس قوله ودس رجلا يقال له الحرث السمرقندي قرابة عبيد الله بن الوضاح وكان العباس يأنس به وكان الحرث أديبا له عقل ومداراة فجعله العباس رسوله وسفيره إلى القواد وكان يدور في العسكر حتى استمال له جماعة من القواد وبايعوه وجماعة من خواص المعتصم وقال لكل من بايعه إذا أظهرنا أمرنا فليثب كل منكم بالقائد الذي هو معه فوكل من بايعه من خواص المعتصم بقتله ومن بايعه من خواص الأفشين بقتله ومن بايعه من خواص أشناس بقتله وكذلك غيرهم فضمنوا له ذلك فلما دخل الدرب وهم يريدون أنقرة وعمورية دخل الأفشين من ناحية ملطية فأشار عجيف على العباس أن يثب بالمعتصم في الدرب وهو في قلة من الناس فيقتله ويرجع إلى بغداد فإن الناس يفرحون بانصرافهم إلى بغداد من الغزو فأبى العباس ذلك وقال لا أفسد هذه الغزاة حتى يدخلوا بلاد الروم وافتتحوا عمورية فقال عجيف للعباس يا نائم قد فتحت عمورية والرجل ممكن تضع قوما ينهبون بعض الغنائم فإذا بلغه ذلك ركب في سرعة فتأمر بقتله هناك فأبى عليه وقال انتظر حتى يصير إلى الدروب ويخلو كما كان أول مرة وهو أمكن منه ههنا، وكان عجيف قد أمر من ينهب المتاع ففعلوا وركب المعتصم وجاء ركضا وسكن الناس ولم يطلق العباس أحد من أولئك الذين واعدهم وكرهوا قتله بغير أمر العباس وكان الفرغاني قد بلغه الخبر ذلك اليوم وله قرابة غلام أمرد في خاصة المعتصم فجاء الغلام إلى ولد عمر الفرغاني وشرب عندهم تلك الليلة فأخبرهم خبر ركوب المعتصم وإنه كان معه وأمره أن يسل سيفه ويضرب كل من لقيه فسمع عمر ذلك من الغلام فاشفق عليه من أن يصاب فقال يا بني أقلل من المقام عند أمير المؤمنين والزم خيمتك وإن سمعت صحية وشغبا فلا تبرح فإنك غلام غر ولا تعرف العساكر فعرف مقالة عمر وارتحل المعتصم إلى الثغور ووجه الأفشين ابن الأقطع وأمره أن يغير على بعض المواضع ويوافيه في الطريق فمضى وأغار وعاد إلى العسكر في بعض المنازل ومعه الغنائم فنزل بعسكر الأفشين وكان كل عسكر على حدة فتوجه عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل من عسكر أشناس إلى عسكر الأفشين ليشتريا من السبي شيئا فلقيهما الأفشين فترجلا وسلما عليه وتوجها إلى الغنيمة فرآهما صاحب أشناس فأعلمه بهما فأرسل أشناس إليهما بعض أصحابه لينظر ما يصنعان فجاء فرآهما وهما ينتظران بيع السبي فرجع فأخبر أشناس الخبر فقال أشناس لحاجبه قل لهما يلزمان العسكر وهو خير لهما فقال لهما فاغتما لذلك واتفقا أن يذهبا إلى صاحب خبر العسكر فيستعفياه من أشناس فأتياه وقالا نحن عبيد أمير المؤمنين فضمنا إلى من شاء فإن هذا الرجل يستخف بنا قد شتمنا وتوعدنا ونحن نخاف أن يقدم علينا فليضمنا أمير المؤمنين إلى من أراد فأنهى ذلك إلى المعتصم واتفق الرحيل وسار أشناس والأفشين مع المعتصم فقال لأشناس أحسن أدب عمر وأحمد فإنهما قد حمقا أنفسهما فجاء أشناس إلى عسكره فأخذهما وحبسهما وحملهما على بغل حتى صارا بالصفصاف فجاء ذلك الغلام وحكى للمعتصم ما سمع من عمر الفرغاني في تلك الليلة فانفذ المعتصم بغا وأخذ عمر من عند أشناس وسأله عن الذي قال الغلام فأنكر ذلك وقال إنه كان سكران ولم يعلم ما قلت فدفعه إلى إيتاخ وسار المعتصم فأنفذ أحمد بن الخليل إلى أشناس يقول له إن عندي نصيحة لأمير المؤمنين فبعث إليه يسأله عنها فقال لا أخبر بها إلا أمير المؤمنين فحلف أشناس إن هو لم يخبرني بهذه النصيحة لأضربنه بالسياط حتى يموت فلما سمع ذلك أحمد حضر عند أشناس وأخبره خبر العباس بن المأمون والقواد والحرث السمرقندي فأنفذ أشناس وأخذ الحرث وقيده وسيره إلى المعتصم وكان قد تقدم فلما دخل على المعتصم أخبره بالحال جميعه وبجميع من بايعه من القواد وغيرهم فأطلقه المعتصم وخلع عليه ولم يصدق على أولئك القواد لكثرتهم، وأحضر المعتصم العباس بن المأمون وسقاه حتى سكر وحلفه أنه لا يكتمه من أمره شيئا فشرح له أمره كله مثل ما شرح الحرث فأخذه وقيده وسلمه إلى الأفشين فحبسه عنده وتتبع المعتصم أولئك القواد وكانوا يحملون في الطريق على بغال بأكف بلا وطاء وأخذ أيضا الشاه بن سهل وهو من أهل خراسان فقال له المعتصم يا ابن الزانية أحسنت إليك فلم تشكر، فقال ابن الزانية هذا وأومأ إلى العباس وكان حاضرا لو تركني ما كنت الساعة تقدر أن تجلس هذا المجلس وتقول هذا الكلام فأمر به فضربت عنقه وهو أول من قتل منهم ودفع العباس إلى الأفشين فلما نزل منبج طلب العباس بن المأمون الطعام فقدم إليه طعام كثير فأكل ومنع الماء وأدرج في مسح فمات بمنبج وصلى عليه بعض أخوته، وأما عمر الفرغاني فلما وصل المعتصم إلى نصيبين حفر له بئرا وألقاه فيها وطمها عليه وأما عجيف فمات بباعيناثا من بلد الموصل وقيل بل أطعم طعاما كثيرا ومنع الماء حتى مات بباعيناثا وتتبع جميعهم فلم يمض عليهم إلا أيام قلائل حتى ماتوا جميعا.
ووصل المعتصم إلى سامرا سالما فسمى العباس يومئذ اللعين وأخذ أولاد المأمون من سندس فحبسهم في داره حتى ماتوا بعد ومن أحسن ما يذكر أن محمد بن علي الإسكاف كان يتولى إقطاع عجيف فرفع أهله عليه إلى عجيف فأخذه وأراد قتله فبال في ثيابه خوفا من عجيف ثم شفع فيه فقيده وحبسه ثم سار إلى الروم وأخذه المعتصم كما ذكرنا وأطلق من كان في حبسه وكانوا جماعة منهم الإسكاف ثم استعمل على نواح بالجزيرة ومن جملتها باعيناثا قال فخرجت يوما إلى تل باعيناثا فاحتجت إلى الوضوء فجئت إلى تل فبلت عليه ثم توضأت ونزلت وشيخ باعيناثا ينتظرني فقال لي في هذا التل قبر عجيف وأرانيه فإذا أنا قد بلت عليه وكان بين الأمرين سنة لا تزيد يوما ولا تنقص يوما.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|