المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

القرآن والمبشرون بالتثليث
24-09-2014
The retroaldol reaction
27-11-2019
تفسير الاية (82-85) من سورة الأسراء
23-8-2020
اهم وظائف المدن الوظيفة الإدارية والسياسية
24-2-2022
انجذاب الطاقة Energy Taxis
11-3-2018
المحاصيل المنبهة
2-1-2017


نهر العلقمي  
  
5496   12:03 مساءً   التاريخ: 3-9-2017
المؤلف : علي رباني الخلخالي
الكتاب أو المصدر : أم البنين النجم الساطع
الجزء والصفحة : ص108-110.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4642
التاريخ: 19-8-2017 2698
التاريخ: 14-8-2017 2792
التاريخ: 12-8-2017 2718

يتفرع نهر العلقمي من شط الفرات ويمرّ بمشهد أبي الفضل العباس (عليه ‌السلام) باتجاه قبر الحسين (عليه ‌السلام) ثم يشق طريقه إلى قبر الشهيد الحر الرياحي (عليه ‌السلام).

وفي معجم متن اللغة: من معاني علقمة: «النبق» وهو السدر فيستفاد من هذا ومما سنرويه أنّ ضفاف العلقمي كان مزروعاً بأشجار السدر، وأنّ هناك سدرة كانت عند قبر الحسين (عليه ‌السلام).

روى الشيخ الطوسي في الأمالي مسنداً عن يحيى بن المغيرة الرازي قال: كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله جرير عن خبر الناس فقال: تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين (عليه ‌السلام) وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت.

قال: فرفع جرير يديه فقال: الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنّه قال: لعن الله قاطع السدرة - ثلاثاً - فلم نقف على معناه حتى الآن؛ لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين (عليه ‌السلام) حتى لا يقف الناس على قبره .

وفي مدينة المعاجز: روى عن رجل أسدي قال: كنت زارعاً على نهر العلقمي بعد ارتحال عسكر بني أمية فرأيت عجائباً لا أقدر أن أحكي إلّا بعضاً منها:... إذا هبت الريح تمر عليّ نفحات كنفحات المسك والعنبر وأرى نجوماً تنزل من السماء وتصعد مثلها من الأرض، ورأيت عند غياب الشمس أسداً هائل المنظر يتخطى القتلى حتى وقف على جسد جللته الأنوار، فكان يمرغ وجهه وجسده بدمه، وله صوت عال، ورأيت شموعاً معلقة، وأصواتاً عالية وبكاءاً وعويلاً، ولا أرى أحداً .

وحكي في «الكبريت الأحمر» عن السيد محمد الدين محمد المعروف بمجدي من معاصري الشيخ البهائي في كتابه «زينة المجالس» المؤلف سنة (1004): أنّ الوزير السعيد ابن العلقمي لما بلغه خطاب الصادق (عليه ‌السلام) للنهر «إلى الآن تجري وقد حرم جدّي منك» أمر بسدّ النهر وتخريبه، ومن أجله حصل خراب الكوفة، لأنّ ضياعها كانت تسقى منه .

قال عبد الباقي العمري:

بعداً لشطك يا فرات فمر لا ... تحلو فانك لا هني ولا مري

أيسوغ لي منك الورود وعنك قد ... صدر الامام سليل ساقي الكوثر

 

وقال الشيخ محسن أبو الحب الحائري (رحمه ‌الله) :

إذا كان ساقي الحوض في الحشر حيدر ... فساقي عطاشى كربلاء أبو الفضل

على أنّ ساقي الناس في الحشر قلبه ... مريع وهذا بالظمأ قلبه يغلي

وقفت على ماء الفرات ولم أزل ... أقول له والقول يحسنه مثلي

علامك تجري لا جريت لوارد ... وأدركت يوماً بعض عارك بالغسل

أما نشفت أكباد آل محمد ... لهيباً ولا ابتلت بعل ولا نهل

من الحق أن تذوي غصونك ذبلاً ... أسى وحياءً من شفاههم الذبل

فقال استمع للقول إن كنت سامعاً ... وكن قابلاً عذري ولا تكثرن عذلي

 ألا أن ذا دمعي الذي أنت ناظر ... غداة جعلت النوح بعدهم شغلي

برغمي أرى مائي يلذ سواهم ... به وهم صرعى على عطش حولي

جزى الله عنهم في المواساة عمهم ... أبا الفضل خيراً لو شهدت أبا الفضل

لقد كان سيفاً صاغه بيمينه ...علي فلم يحتج شباه إلى الصقل

اذا عدّ أبناء النبي محمد ... رأه أخاهم من رأه بلا فضل

ولم أر ضام  حوله الماء قبله ... ولم يرو منه وهو ذو مهجة تغلي

وما خطبه إلّا الوفاء وقل ما ... يرى هكذا خلاً وفياً مع الخل

يميناً بيمنا القطيعة التي ... تسمى شمالاً وهي جامعة الشمل

بصبرك دون ابن النبي بكربلاء ... على الهول أمر لا يحيط به عقلي

ووافاك لا يدري أفقدك راعه ... أم العرش غالته المقادير بالثل

أخي كنت لي درعاً ونصلاً كلاهما ... فقدت فلا درعي لدي ولا نصلي

 

وقال السيد جعفر الحلي في رثاء العباس (عليه ‌السلام)

وهوى بجنب العلقمي وليته ... للشاربين به يداف العلقم

 

وقال السيد عبد الهادي الطعان:

جرعت أعداءك يوم الوغى ... في حد ماضيك من العلقم

وقد بذلت النفس دون الحمى .... مجاهداً يا بطل العلقمي




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.