أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2017
![]()
التاريخ: 19-8-2017
![]()
التاريخ: 7-8-2017
![]()
التاريخ: 19-8-2017
![]() |
خطب الإمام (عليه السلام) خطاباً بليغاً في قطعات ذلك الجيش فأوضح لهم أنّه لم يأتهم محارباً وانّما جاءهم محرراً ومنقذاً لهم من جور الأمويين وظلمهم وقد توافدت عليه وفودهم وكتبهم تحثّه بالقدوم لمصرهم ليقيم دولة القرآن والإسلام وهذه فقرات من خطابه الشريف :
أيّها الناس انّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت بها عليَّ رسلكم ان أقدم علينا فانّه ليس لنا إمام ولعل الله أن يجمعنا بك على الهدى فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئنّ به من عهودكم ومواثيقكم وان كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم .. .
وأحجموا عن الجواب لأن أكثرهم ممن كاتبوه وبايعوه على يد سفيره العظيم مسلم بن عقيل.
وحضر وقت صلاة الظهر فأمر الإمام مؤذّنه الحجاج بن مسروق أن يؤذّن ويقيم للصلاة وبعد فراغه منها التفت الامام إلى الحرّ فقال له : أتريد أن تصلّي بأصحابك ؟ .. .
فقال الحرّ بأدب : بلى نصلّي بصلاتك .. .
وائتمّ الجيش بريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) وبعد الفراغ من الصلاة انصرفوا إلى اخبيتهم ولما حضر وقت صلاة العصر جاء الحرّ مع قومه فاقتدوا بالامام في الصلاة وبعد الانتهاء منها خطب الإمام الحسين (عليه السلام) خطاباً رائعاً فقد قال بعد حمد الله والثناء عليه :
أيّها الناس : إنّكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان فان أنتم كرهتمونا وجهلتم حقّنا وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم انصرفت عنكم ... .
لقد دعاهم إلى تقوى الله ومعرفة أهل الحقّ ودعاة العدل فان في ذلك رضاً لله ونجاة لأنفسهم كما دعاهم إلى مناصرة أهل البيت : روّاد الشرف والفضيلة ودعاة العدل الاجتماعي في الإسلام وهم أولى وأحقّ بولاية أمور المسلمين من بني أميّة الذين حكموا فيهم بغير ما أنزل الله وإذا لم يستجيبوا لذلك وتبدّلت نيّاتهم فانّه ينصرف عنهم إلى المكان الذي جاء منه.
وانبرى إليه الحرّ وكان لا يعلم بشأن الكتب التي بعثتها جماهير أهل الكوفة إلى الإمام فقال له :
ما هذه الكتب التي تذكرها ؟ .. .
فأمر الإمام عقبة بن سمعان بإحضارها فأخرج خرجين مملوئين صحفاً فنشرها بين يدي الحرّ فبهر منها وجعل يتأمّل فيها وقال للإمام : لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ... .
ورام الإمام أن ينصرف إلى المكان الذي جاء منه فمنعه الحرّ وقال له : أن لا أفارقك إذا لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد .. .
ولذعت الامام هذه الكلمات القاسية فثار في وجه الحرّ وصاح به الموت أدنى إليك من ذلك .. .
وأمر الإمام أصحابه بالركوب فلمّا استووا على رواحلهم أمرهم بالتوجه إلى يثرب فحال الحرّ بينهم وبين ذلك فصاح به الحسين : ثكلتك أمّك ما تريد منّا ؟ .. .
واطرق الحرّ برأسه إلى الأرض وتأمّل ثم رفع رأسه إلى الامام وقال له بأدب : ولكن والله ما لي إلى ذكر أمّك من سبيل إلاّ بأحسن ما يقدر عليه .. .
وسكن غضب الامام وأعاد عليه القول : ما تريد منّا .. ؟ .
أريد أن أنطلق بك إلى ابن زياد .. .
والله لا أتبعك .. .
إذن والله لا أدعك .. .
وكاد الوضع أن ينفجر باندلاع الحرب إلاّ أن الحر ثاب إلى رشده فقال للإمام : إنّي لم أُؤمر بقتالك وانّما أُمرت أن لا افارقك حتى أقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة حتى أكتب إلى ابن زياد فلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بأمرك .
واتفقا على هذا الأمر فتياسر الإمام عن طريق العذيب والقادسية وأخذت قافلة الإمام تطوي البيداء وكان الحرّ مع جيشه يتابع الامام عن كثب ويراقبه كأشدّ ما تكون المراقبة.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى جامعة البصرة التقنية الجنوبية للمشاركة في الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات
|
|
|