أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-05
1450
التاريخ: 20-4-2016
1860
التاريخ: 19-6-2016
2680
التاريخ: 18-1-2016
2296
|
إن كثيراً من المخالفات والإنحرافات والتصرفات السيئة والجرائم لدى الأطفال ناشئة عن قضايا المحيط الإجتماعي. فعندما يتصرف الطفل بتصرف مخالف للأخلاق فإن احد اسباب ذلك يعود الى ان والديه ومجتمعه قد أوصدوا في وجهه باب الصلاح، ولم يدعاه ينمو بالشكل المطلوب. ... سنبحث باختصار بعض العلل والاسباب التي اشرنا إليها:ـ
أ. القضايا المتعلقة بالوالدين :
للحد من الإنحرافات والمخالفات لدى الأطفال، لا بد من ان نتوجه في البداية نحو الوالدين وننظم الصورة عندهما. ونذكر في هذا المجال عدة أمور هي :
1ـ اسلوب التربية :
إحدى المشكلات التربوية في مجتمعنا هي ان كثيراً من الأباء والأمهات عندنا لا يعرفون الاساليب الصحيحة في التربية، ولا يعلمون ماذا يفعلون عند مواجهتهم لأي وضع خاص يطرأ على الطفل.
فبعض الأباء والأمهات يعتمدون في تربيتهم لأطفالهم على نظرية (دع الطفل يعيش طفولته، فالعناء ينتظره فيما بعد) لذلك يتركون أبناءهم يفعلون ما يحلو لهم. وهذا الاسلوب في التربية ناشئ عن محبة غير مدروسة، ويحاول الأهل من خلاله ان يجنبوا طفلهم التجربة التي عاشوها هم.
وفي المقابل هناك بعض آخر يعتمدون فكرة معاكسة، فيهدرون كرامة طفلهم عند ارتكابه للخطأ والزلل دون الالتفات الى عواقب هذا الاسلوب التربوي الخاطئ، فعند اي قضية جزئية يؤدي تأديبهم له الى البكاء والخجل، ويعتبرون ان صدور هذا التصرف من الطفل أمر مشين لهم.
ويؤدي تصرف الاهل بهذا الاسلوب إلى إحساس الطفل بالضغط والاضطراب أو الحقارة وفقدان الأمن. وانه مظلوم وادنى من باقي الأطفال.
هذه الفوضى والسذاجة غالباً ما تحدث خلال تربية الأسرة لطفلها الأول، لأن تجارب الوالدين قليلة، واسلوبهما ما يزال غير مدروس. اما أولئك الذين يسعون الى ان يتعقلوا أكثر، فيسلمون أبناءهم الى مربي دور الحضانة، وأحياناً الى اقسام داخلية، ملقين هم تربية أطفالهم على عواتق غيرهم، فإنهم يقعون في خطأ كبير.
على اي حال قد يكون الاسلوب التربوي المستخدم من قبل الوالدين أو المربين اسلوباً غير مدروس وغير معقول، ويوجد في الطفل حالة من الطغيان والإنحراف، وفي هذه الحالة لا معنى لتأنيب الطفل وتوبيخه على فعله ومخالفته.
2ـ العلاقات الخاطئة :
عندما نستعرض اسباب وعلل كثير من المخالفات والإنحرافات لدى الأطفال نجد انها تعود الى العلاقة العدائية الحاكمة بين أفراد الأسرة، والى الجو المشحون بالعداء داخل البيت. فوجود علاقات غير سليمة داخل البيت بين الزوجين يعد من العوامل المهمة لسوء الأخلاق والتصرف لدى أبنائهم.
من ناحية أخرى فإن الاختلافات والمواجهات والتعامل غير السليم للأهل يشكل تهديدا للحياة
العاطفية للطفل. وتهيّئ الأرضية المناسبة لعدم توازن الطفل نفسياً، وتكون درساً سيئاً لمستقبلهم. فالطفل الذي يعيش في أسرة مقبلة على الإنفجار، والطفل الذي يرى نفاق والديه وتفرقهما، والطفل الذي يترعرع في جو عائلي متشنج دوماً، لا يمكن ان يكون طفلاً موزوناً وطبيعياً.
ففي ظل خلل الحياة العاطفية للطفل، يحس الطفل بالخطر، وقد يرسم خطة مشؤومة وخطرة لتأمين حياته، فيفر من بيته مثلاً، أو يواجه والديه مباشرة.
كما ان كثيراً من مخالفات الأطفال وفتنهم وغوغائهم تعود لكونهم عاشوا داخل أسرة فوضوية، مثلاً انفراط عقد الأسرة بسبب طلاق الوالدين أو انفصالهما، أو ان الوالدين منصرفان الى عملهما مما جعل الأسرة تعيش حياة الفوضى وانعدام الأمن الأسري. فالأطفال هم ضحايا مثل هذا الوضع، وابواب الفساد والتحلل مفتحة لهم. وقد حمل الإسلام مسؤولية مثل هذا الوضع للوالدين، وفي حال بلغ تقصيرهما ذروته ينحيهما الإسلام عن ولايتهما القهرية على أطفالهما، ويعين للأطفال من يرعاهم.
3ـ التعامل غير السليم :
لا ننسى ان نسبة كبيرة من الأخلاق الحسنة أو السيئة لدى الطفل تعود إلى حسن التعامل معه أو سوئه. فالوالدان هما مثل وأسوة لأطفالهما، وهما دليل الطفل في حياته الحالية والمستقبلية، فكلما كان الوالدان هادئين صبورين ثابتين وقورين، كلما كان لذلك انعكاس إيجابي على أطفالهما.
على هذا علينا ان نبحث عن بعض علل سوء سيرة أطفالنا في سيرتنا وتعاملنا معهم. وأن نسعى للبدء باصلاح انفسنا، ثم نصلح أطفالنا، إن سعي الاهل لإخفاء أعمالهم وسيرتهم عن أولادهم له تأثير كبير في تربية أبنائهم، لكنهم لن يتمكنوا دوماً من إخفاء ذلك عن أبنائهم، فيكفي ان يلاحظ الأطفال التعامل الخاطئ لوالديهم لعدة مرات ولو كان بالخفاء، ليزرع فيهم سوء التعامل.
المزاج المشين امام الأطفال، ونوع علاقة المرأة وزوجها امام الأطفال، والغضب، والغيبة والكلام البذيء، والضحك غير الموزون، والرياء، وإظهار التأثر الزائد، والحب والحنان المفرط، كل تلك الأمور هي دروس سيئة للأطفال، وأرضية خصبة لإنحراف الأطفال.
ولهذا الأمر تأثير أكبر خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، لأن الطفل يعتمد في سنينة الأولى على التقليد أكثر من اي مرحلة أخرى، كما انه يعتقد خلال هذه المرحلة بأن كل ما يقوله والداه هو صحيح ومن المسلّمات.
4ـ إنشغال الوالدين وغيابهما :
في السنوات الاخيرة وقعت الأسرة عندنا تحت تأثير الحياة الغربية والصناعية، ونسيت اساليبها وتقاليدها. فمن المؤسف أن بعض الأباء يصرون على قضاء معظم أوقاتهم خارج البيت بعيداً عن الأسرة. أو انهم يمارسون أعمالاً تحرم أبناءهم من رؤيتهم والجلوس معهم. كما نرى ان بعض الأمهات قد اهملن أطفالهن بسبب الأعمال الإدارية أو الإجتماعية، ليقضي أبناءهم ساعات طويلة مع الخادمات أو الحاضنات، مما يعد خسارة تربوية كبرى.
على الأباء والأمهات الذين لا يهتمون بأولادهم لأي سبب وعلة، أو لا يمتلكون الفرصة الكافية لتربية أبنائهم ان يعلموا ان أبناءهم يتعرضون خلال غيابهم عنهم الى عوامل مضرة قد تؤدي بهم في المستقبل الى ارتكاب الجرائم والضياع، أو انهم سيصابون بعقد من الحرمان قد تولّد فيهم سوء خلق وإنحراف في جوانب مختلفة.
تشير الدراسات العلمية الى ان الاسباب الأساسية لإنحراف الأطفال هي: فقدان الأب أو الأم أو
الاثنين معاً، غياب احد الوالدين أو كلاهما عن الأطفال، وجود زوج الأم أو زوجة الأب وعدم
وجود علاقة صحيحة لهما مع الأولاد، خصام الزوجين داخل البيت.
وقد يتواجد الوالدان في البيت، لكنهما ينشغلان بأعمال تجعلهما يسقطان حق الأطفال من حسابهما، أو يكونان عاجزين عن السيطرة على أبنائهما، مما يجعلهما في وضع المتخلي عن دوره. وفي هذه الحالة نجد نفس الآثار والاضرار والنتائج التي يتركها غياب الوالدين.
إننا نذعن ان ضرورات الحياة قد تستدعي من الوالدين ان يقضيا عدة ساعات في أماكن العمل، لكن على الاهل ان يعوضا ذلك بالإهتمام بالطفل عند تواجدهم داخل البيت، والأنس به. ونذكر هنا ان الاهل إذا كانوا يبذلون جهوداً إضافية من أجل تأمين المال للعيش في حياة مرفهة وتأمين الكماليات فإنهم يرتكبون بذلك خطأ جسيماً.
ب. القضايا المتعلقة بالمجتمع :
نحن وأطفالنا نتأثر بالمجتمع بإرادة ودون إرادة. فسيرتنا وطريقة تعاملنا وجميع القضايا الإجتماعية التي نرتبط بها فكرياً وذهنياً وقولاً وفعلاً متأثرة بالمجتمع. ولهذا الأمر أهمية كبيرة جعلت بعض العلماء يعتقدون ان شخصية الفرد ووجدانه الأخلاقي هما من نتاج المجتمع.
فأفراد المجتمع ومن خلال علاقتنا بهم وتعاملنا معهم ينقلون إلينا آدابهم وسُنَنهم وطريقة تفكيرهم وقيمهم ووعيهم وطريقة استنتاجهم. واذا كانت هناك عيوب فيما ذكرنا، فسنتأثر بتلك العيوب أيضاً، لكن التأثير لا يكون على الجميع بنسبة واحدة، فيتأثر فرد أكثر من آخر. ونشير فيما يلي إلى القضايا التي لها تأثير اكبر على الأطفال:ـ
1ـ رفاق اللعب :
يتأثر الأطفال في بعض مراحل حياتهم بزملائهم وأبناء جيلهم أكثر من تأثرهم بوالديهم، حيث يعاشرونهم كثيراً، ويتوجهون سوياً الى المدرسة أو الى الرحلات، يبوح كل منهم بسره للآخر. فيكون دور وتأثير رفاق اللعب في بعض الحالات اكبر من الحد المتعارف، وذلك في الحالات التالية:
- عندما يكون هناك نزاع داخل الأسرة، ولا يوجد تفاهم بين الوالدين، في هذه الحالة يتوجه الطفل الى أصدقائه ليكونوا موضع أسراره، فيشكو لهم، ويخفف عن نفسه بذلك، ويتأثر الأطفال بأصدقائهم وبمن يتقاسمون معه همومهم، وقد يتأسّى أحدهم بالآخر.
- عندما تنتقل الأسرة الى مدينة أخرى أو منطقة جديدة، فإن علاقة الأسرة بمحيطها وبالجيران تحتاج الى وقت طويل بسبب الضوابط العقلية التي تحكمها، لكن الطفل لا ينتظر ذلك، بل يبادر بسرعة لإقامة علاقات صداقة مع جيله، ويضطر الى التحدث بلغتهم والتزام عاداتهم واساليبهم ليقبلوه في جمعهم.
- عندما يبلغ الأطفال سن البلوغ والمراهقة وتحدث التغيرات في اجسامهم وأفكارهم، فإنهم يميلون نحو أصدقائهم وموضع أسرارهم، حتى لكأنهم ينسون والديهم، بل ويرفضون آدابهم وعاداتهم. وإذا بحثنا في جذور كثير من الإنحرافات والمخالفات وإدمان الأطفال والمراهقين نجد آثار أصدقائهم ورفاق اللعب فيها.
فالمعاشرة غير السليمة، وعلاقة الطفل مع أشخاص غير صالحين أخلاقياً، ورؤيته لأعمال مخالفة للأخلاق منهم تعد عوامل مهمة في الإنحراف والإعوجاج. إضافة الى وجود فريق من المفسدين والمضلّين الذي يسعون الى استغلال الأطفال لتحقيق احلامهم غير المشروعة. لكن علينا ان نعلم ان اقل نتيجة سلبية للعلاقات غير السليمة هي فقدان أبنائنا لملكة الأسرية والعائلية.
لقد ثبت علمياً ان الغضب والعصبية والحسد والبكاء والضحك والمرض وغيرها هي من
الأمور الاكتسابية والمسرية. وعلاقة الطفل مع ذوي النفوس المريضة يشكل خطراً عليهم. لهذا فإننا نعتقد ان على الاهل ان يراقبوا علاقة أبنائهم بالآخرين ليتمكنوا من إصلاحهم يراقبونهم، كيف يتكلمون والعبارات الدخيلة، والعادات الدخيلة، وأين يقضون أوقات فراغهم، ومع من، وما هي طرق تسليتهم، ومع من يترددون.
2ـ المعلم والمدرسة :
ويتأثر أبناؤنا أيضاً بالمعلم وبالمدرسة وبالبرنامج وبالاسلوب التعليمي، وبالنصوص الدراسية. فالكتب الدراسية يمكنها أن تكون وسيلة إحياء للأطفال أو وسيلة تخديرهم، والمعلم والمدير يمكنه ان يكون بناءً أو هداماً، أما أطفالنا فإنهم يقعون أحياناً ضحايا لأخطاء وإنحرافات الجهاز التربوي وأساليبه الخاطئة.
فالطفل يتعرف من خلال المعلم والبرنامج الدراسي على عالم آخر، فتعليمات المعلم والمدرسة قد تلهب فكر الطفل وروحه، وقد تسقطه وتلوثه. لهذا على الوالدين ان يعلما اين يضعان طفلهما وفي اي مدرسة، ولأي ايدٍ يسلّمانه.
فمن كان ينوي تربية إبنه تربية رسالية، وعلى أساس الأهداف الإسلامية يخطئ عندما يسلمه الى مدرسة علمانية أو مدارس اديان أخرى أو يرسله الى الخارج لدراسة المراحل الأبتدائية أو المتوسطة.
فالتعامل المشين، والاسوة الخطأ، والاسلوب السيء كلها أمور يمكن ان تغيّر شخصية الطفل لتجعل منه موجوداً سيئ الخلق ومنحرفاً. وأحياناً يتصرف المعلم داخل الصف بشكل يجعل الطفل يحس بالحقارة والحياء، ويجعله يظن انه لن يصلح ابداً.
على اي حال إن هذه العوامل المفسدة حتى لو صدرت عن أصدقاء غير واعين، لكنها تفسد فكره وذهنه وقلبه.
3ـ سائر أفراد المجتمع :
إن كثيراً من مخالفات الأطفال وإنحرافاتهم الأخلاقية تنشأ عن سوء أخلاق أفراد المجتمع، فالبشر عامة والأطفال خاصة يتأثرون كثيراً بغيرهم، وبمن حولهم، وعليه فإذا كان أفراد المجتمع غير سالمين، لا يمكن توقع جيل سالم، لأنه ستسري إليه الإنحرافات والمخالفات عن إرادة أو دون إرادة.
فالإنحرافات والميول الفاسدة واللامبالاة وعدم الإلتزام بالقوانين والاعراف، وعدم الإهتمام بالقيود الأخلاقية، وتحلل الأخلاق، وفقدان احترام القوانين، وسوء الظن، والخصومة، والرياء، والتزوير في المجتمع كلها دروس سيئة لأطفالنا.
عندما لا تفكر المنظمات الإجتماعية المسؤولة بشؤون المجتمع، وعندما يكون اسلوبهم غير صحيح، فكيف نتوقع إصلاح أفراد المجتمع؟ فالأطفال يحتاجون الى نماذج سالمة خلال مرحلة نموهم وتكاملهم، وإذا كانوا يرون امامهم نماذج وأسوات فاسدة، فليس الأطفال هم من يجب معاقبتهم، بل لا بد من معاقبة تلك النماذج ومسؤولي المجتمع.
فما أكثر الأطفال المعرضين للسقوط والفناء بسبب النماذج السيئة التي كانوا يرونها. وما أكثر الأطفال المعرضين لخطر الانحطاط الأخلاقي لأن محيطهم مليء بالإغواء والخداع. فمناظر مخالفة الأخلاق، ومخالفة العفة، والخمور، والجرائم العلنية، والتهتك، والحريات المطلقة كلها دروس سيئة لأطفالنا.
لهذا فإن المجتمع الإسلامي يقوم بمواجهة الفاسدين وفسادهم، ويحدد أطر العلاقات والمعاشرة،
ويمنع المظاهر المسيئة للأدب، ويؤطّر الحرية بقوانين, ويصلح التعليم ويقض على التعليم والعادات الخاطئة، ليفتح الباب واسعاً امام تكامل الإنسان.
ج. القضايا المتعلقة بوسائل الاعلام :
نقصد بوسائل الإعلام الإذاعة والتلفزيون والسينما والمجلات والصحف، وهي عوامل مؤثرة في بناء أو إفساد الحياة الأخلاقية للبشر عامة وللأطفال واليافعين خاصة. وهذه الوسائل تتغلغل الى داخل كيان الأسرة فتؤثر في طريقة التفكير، والعقائد، والملكات، والنظرة الى الأمور، والاساليب.
فما أكثر القضايا التي تطرح عبر وسائل الإعلام العامة والتي تقضي على العطف والرحمة الإنسانية. فمن اسباب العنف لدى الأطفال مشاهدتهم للأفلام التي تمجد العنف، وتظهر القوة كصفة حسنة. وما أكثر الأمور التي تُمسخ في وسائل الإعلام، فتمهّد لإنحراف الأطفال واليافعين.
فكثير من الأعمال الجنونية والجرائم والخيانات والأعمال المخالفة للأخلاق هي وليدة الأفكار والثقافة السينمائية التي تضع أبناءنا في واقع روحي غير سليم. والمجلات والصحف التي تنشر أحياناً اخباراً وصوراً فاضحة ومخزية، وتستعمل اساليب مبتكرة وقحة لإفساد الجيل الصاعد، وتؤدي الى إنحرافه، وظهور ردود فعل إنسانية بين أفراده.
د. الأدب والفن :
إن كثيراً من المخالفات والإنحرافات والتصرفات اللاإجتماعية تنشأ في ظل الادب غير الملتزم، والفن الهدّام. فالشعر والنثر والكناية والأمثال يمكنها أن تكون بنّاءة كما تكون هدامة أحياناً أخرى. فبدل ان تدفعنا وتدفع أبناءنا نحو حسن النية والتقوى والفضيلة والمثابرة نحو الاحسن، تشدنا نحو البطالة وسوء الخلق والتهتك.
إننا نجد في الادب وخاصة الادب العامي امثالاً هدّامة مثل:ـ لعيسى دينه ولموسى دينه! أو إن اردت ان لا تفشل فسر مع السائرين، وغيرها من الأمثال التي تبث روح اللامبالاة والاستهتار وعدم الاحساس بالمسؤولية في المجتمع.
وهكذا الأمر بالنسبة الى الفن الذي يفترض به ان يوقظ الناس، نجده أحياناً وسيلة لتسلية الناس وتخديرهم. أو انه بدل ان يعلم الناس كيفية مواجهة العدو والتكتيك والاستراتيجية، نجد ان التعرّي والرقص صار فناً.
لا بد من القضاء على كل ما ادخلوه في اذهاننا عن الفن والادب المبتذل، وان تمحى من المجتمع ومن الاذهان مظاهر الفساد التي هي من آثار التجمّل وبَطر الاثرياء.
ـ القضايا الأخرى :
من القضايا الأخرى التي تُعد من الأسباب الثقافية والإجتماعية للإنحراف :
العقائد والأساليب الفكرية الخاطئة، الاذواق السيئة، الحياة المصطنعة الناشئة عن عوارض الصناعة والآلة، والإفتقار الى وجود الموازين والقوانين الإجتماعية، تساهل المسؤولين في الرقابة الإجتماعية، والكثافة السكانية العالية التي تؤثر في نسب الإهتمام.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|