المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05

حول سبب نزول سورة الليل
26-11-2014
Generalized Fourier Integral
28-11-2018
متطلبات الانهاء - طبقة الاساس المعالجة بالاسمنت
2023-09-29
جيولوجية كوكب الزهرة
4-3-2017
Words and clitics
2023-03-06
Matchings-Perfect Matchings
3-8-2016


الإمامة رهن الابتلاء  
  
1563   02:44 صباحاً   التاريخ: 28-09-2015
المؤلف : آية الله جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : مفاهيم القرآن
الجزء والصفحة : ج5 ، ص 390 - 394.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / الامامة /

قال تعالى : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] .

المتبادر من الآية الكريمة إنّ إفاضة الإمامة على الخليل كانت رهن ابتلائه وإتمامه الكلمات على النحو المطلوب ، ونجاحه الباهر في هذا المعترك.

وبعبارة أُخرى : كانت هناك صلة ـ ولو بنحو المقتضى والمعد ـ بين النجاح في الامتحان ، وجعله إماماً وإن إتمامه الكلمات على النحو المطلوب صار أرضية مناسبة لمنح منصب الإمامة له.

ولا يشك في هذا من أُعطي حق النظر في الآية بشرط تجرّده عن أي فكر مسبق ; وأمّا ما اختاره صاحب المنار : من عدم وجود الصلة بين الابتلاء وإفاضة الإمامة ، فهو على خلاف المتبادر من الآية. وإليك كلامه ، قال :

قال شيخنا : ولم يقل : « فقال إنّي جاعلك » للإشعار بأنّ هذه الإمامة بمحض فضل الله تعالى واصطفائه لا بسبب إتمام الكلمات ، فإنّ الإمامة هنا عبارة عن الرسالة ، وهي لا تنال بكسب الكاسب ، وليس في الكلام دليل على أنّ الابتلاء كان قبل النبوة ، وأمّا فائدة الابتلاء فهي تعريف إبراهيم (عليه السلام) بنفسه وانّه جدير بما اختصه الله به ، وتقوية له على القيام بما يوجه إليه. وقد تحقّقت إمامته للناس بدعوته إيّاهم إلى التوحيد الخالص ـ وكانت الوثنية قد عمتهم وأحاطت بهم ـ فقام على عهده بالحنيفية ، وهي الإيمان بتوحيد الله والبراءة من الشرك وإثبات الرسالة ، وتسلسل ذلك في ذريته خاصة ، فلم ينقطع منها دين التوحيد ، ولذلك وصف الله الإسلام بأنّه ملة إبراهيم (1).

ولا يخفى ما فيه : أمّا أوّلاً : فلأنّ الآية لمّا أخبرت عن إتمام الخليل (2) الكلمات الّتي ابتلي بها ، صار المقام أن يسأل عن ماذا قال ربّه حين أتمّ الكلمات ، أو فعل به عنده ؟ فأُجيب بقوله : { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } [البقرة : 134] ، فعدم الإتيان بالفاء ، لأجل كونه جواباً عن سؤال مقدّر يرد على الذهن عند الوقوف على قوله : { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } (3) ، وعلى ذلك فتكون الجملة استئنافية. وأمّا جعله بياناً لقوله : { وَإِذِ ابْتَلَىٰ } وتفسير له ، فيراد بالكلمات ما ذكره من الإمامة وتطهير البيت ; فقد عرفت بطلانه ، لأنّ ملاك الإمامة على هذا الفرض هي من الرسالة ، وقد كان الخليل رسولاً قبل نزول الآية بكثير.

وثانياً : ما ذكره من أنّ الإمامة في الآية عبارة عن الرسالة وهي لا تنال بكسب الكاسب وإن كان صحيحاً (4) إلاّ أنّ الإفاضات على حسب اللياقات ، والعطايا الإلهية على حد الصلاحيات ، والمناصب المعنوية قيد مؤهلات وشروط ، بين ما هي خارجة عن حدود الاختيار غير قابلة للاكتساب ، وما هي داخلة فيها وقابلة له ، فالرسالة لا تفاض على الإنسان ارتجالاً بلا سبق مؤهلات وقابليات ذاتية أو مكتسبة ، وليست المناصب الإلهية غرضاً لكل هادف أو رمية لكل نابل ، وانّما يصل إليها الأمثل فالأمثل. نعم ، الله سبحانه : { أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } ، لكنّه لا يجعل رسالته إلاّ في النفوس والأرواح الكاملة ، ذات الأرضيات الصالحة الذين يضرب بهم المثل في مجال الفضل والفضيلة ، ويشار إليهم بالبنان بين الموصوفين بالمثل العليا والفضائل الكبرى.

ثم إنّ كثيراً من هذه الصلاحيات وإن كانت خارجة عن إطار الاكتساب لكن بعضاً منها قابل له في ضوء المواهب الإلهية ، وكون الرسالة أمراً غير اكتسابي لا يلازم أن تكون جميع الأرضيات المصحّحة لإفاضتها ، أمراً خارجاً عن حد الاكتساب.

وبهذا تبيّن انّه إذا كانت الرسالة رهن قيد وشروط ، فالإمامة أحرى وأحوج إليها من الرسالة ، لأنّ وظيفة النبي والرسول تتلخّص في تلقّي الوحي وإبلاغ الرسالة ولكن وظيفة الإمام هي تجسيد البرامج الإلهية وتحقيقها في المجتمع ، وسوقه إلى سعادة النشأتين وهي أصعب من وظيفة التبليغ.

إنّ القيام بمسؤولية القيادة أشد وطأ من القيام بمسؤولية التبليغ والبيان ، وهي من أشكل الأُمور وأصعبها ، فلا يقوم بها إلاّ الإنسان الصبور أمام المصاعب والمشاكل ، الواصل إلى مقام الخلّة الّذي لا يرى في نفسه وذاته سوى حبه سبحانه ورضاه.

نعم الابتلاء بالمشاكل ، والامتحان بأُمور صعبة أحد العوامل البنّاءة للشخصيات الإلهية ، وهناك عوامل أُخرى لبنائها وصنعها ، قد بيّنت في موضعها ، ولأجله لا يجب أن يكون كل إمام مبتلى بما ابتلي به إبراهيم ، وانّما الواجب الاتصاف بالمواهب الذاتية والفضائل الاكتسابية ، وغير ذلك من الأُمور المصححة لإفاضة منصب سياسة الأُمّة وتدبير أُمورها وإسعادها في الدارين.

وباختصار : انّ الابتلاء ليس العامل الوحيد لإيجاد المؤهلات والصلاحيات ، بل هناك عامل أو عوامل تقوم مقام الابتلاء وتؤثر أثره ، ولأجل ذلك قد بلغ بعض الأئمّة المعصومين لدى الشيعة إلى القمة من الكمال والصلاح

من دون أن يتعرضوا للابتلاء ، وصاروا ذوي شخصية صلبة غير متزعزعة أمام الأحداث والنوائب ، وإن لم يقعوا في معرض الامتحان ، وذلك لما عرفت من أنّ الابتلاء ليس عاملاً وحيداً في تكوين الشخصيات العالية ، بل هناك عوامل أُخرى مكشوفة وغير مكشوفة مؤثرة في ذلك المضمار.

أمّا المكشوفة : فمنها الوارثة والتربية والبيئة. والأئمّة المعصومون تربّوا في بيت رفيع عريق طاهر معروف بالصدق ، والوفاء ، والشجاعة والسماحة ، والغيرة والأمانة إلى غير ذلك من حميد الأخلاق ، وكان أجدادهم شرفاء ، كرماء ، ومن هذا المنطلق ورث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما في هذا البيت من الشرف والكمال ، فإذا كانت التربية عاملاً مؤثراً بنّاءً في مجال تكوين الشخصيات ، وموجبة لتفتح الكمالات المكنونة وازدهار كوامن النفوس ، فقد تربّوا في البيت النبوي تحت رعاية آبائهم المكرمين ، فورثوا المكارم من أجدادهم وأظهروا الكمالات برعاية آبائهم.

وإذا كانت الوراثة والتربية والبيئة الصالحة من العوامل المكشوفة ، فهناك عوامل غير مكشوفة لبناء الشخصيات ، تساهم تلك العوامل في عملية تكوين الشخصيات الأصيلة ، ولأجل ذلك نرى بروز نوابغ في بعض البيوتات من دون أن يكون هناك أثر من العوامل البنّاءة المعروفة ، وما ذلك إلاّ لأنّ الإنسان ما أُوتي من العلم إلاّ قليلاً ، ولا يعلم من أسرار الحياة إلاّ ظاهرها وقليلها (5). فهناك أسباب لتكون الشخصيات لم يعرفها الإنسان ولم يقف عليها ، وهذه العوامل مكشوفها وغير مكشوفها تخلّف الأرضية الصالحة لإفاضة منصب الإمامة ، بل العصمة مضافاً إلى عنايته سبحانه وحكمته البالغة فإنّ الأُمّة تحتاج إلى معلم بارع وهاد مصون من الزلل والخطأ ، ومقتضى لطفه وعنايته تقدير الأسباب المنتهية إلى تكوين شخصيات عالية صالحة ، لأن يكونوا أئمّة وأُسوة في الحياة وقدوة في القول والفعل.

__________________

(1) تفسير المنار : 1 / 455.

(2) البقرة : 134.

(3) من غير فرق بين كون الضمير في أتمّهنّ راجعاً إلى الخليل أو إلى الله سبحانه ، لما عرفت عند البحث عن « إتمام الكلمات » من أنّ الإتمام من جانب إبراهيم عبارة عن قيامه بها ، ومن جانبه سبحانه توفيقه لما أمر به وطلب منه ، فهنا فعل واحد ينسب إلى المباشر والسبب معاً ، فلو رجع إلى إبراهيم لصح ، لكونه الفاعل المباشر ، ولو رجع إلى الله لصح أيضاً لكونه السبب الموفق.

(4) لكنه صحيح ، لأنّ تفسير الإمامة بالرسالة غير صحيح كما شرحناه.

(5) إيماء إلى قوله سبحانه : { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] وقوله سبحانه : { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا } [ الروم : 7 ].




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .