أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
2006
التاريخ: 5/11/2022
1340
التاريخ: 28-09-2015
1510
التاريخ: 10-12-2015
1861
|
من المسائل المهمّة التي يستند إليها في الروايات هي أنّ الأرض لا تخلو من مندوب عن اللَّه تعالى، وقد تكرر هذه المضمون في الروايات المتواترة التي وصلتنا عن مصادر أهل البيت عليهم السلام، بأنّ الأرض لا تخلو من إمام أو «نبي» أو حجّة على العموم، وقد احتوى كتاب الكافي على بابين في هذا المجال، وروي في باب منهما تحت عنوان : «إن الأرض لا تخلو من حجّة»، ثلاثة عشر حديثاً عن الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام والإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وبعض الأئمّة، في الباب الآخر تحت عنوان : «إنّه لو لم يبق في الأرض إلّا رجلان لكان أحدهما الحجّة»، ورويت فيه خمسة أحاديث بهذا المضمون (1) ، حيث نشير فيما يلي إلى بعض هذه الأحاديث الواردة في كلا البابين.
نقرأ في أحد الأحاديث الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإن نقصوا شيئاً أتمَّهُ لهم» (2).
ونقرأ أيضاً في حديث آخر عنه عليه السلام : «ان اللَّه أجلُّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير امام عادل» (3)، بل ورد في بعض هذه الأحاديث أنّ الأرض إذا خلت من الإمام والحجة ساعة واحدة لتزلزلت الأرض وساخت بأهلها (4).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «لو كان الناس رجلين لكان احدهما الإمام»، «وان آخر من يموت الإمام» (5).
بالإضافة إلى الأحاديث الثمانية عشر المذكورة فقد اشير إلى هذا المعنى بصراحة في نهج البلاغة أيضاً، ففي الكلمات المهمّة التي قالها الإمام علي عليه السلام لكميل بن زياد، يقول :
«اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم للَّه بحجة، اما ظاهراً مشهوراً واما خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج اللَّه وبيناته» (6).
وقد نقل المرحوم العلّامة المجلسي أيضاً في الجزء 23 من بحار الأنوار في باب «الاضطرار إلى الحجة» 118 حديثاً في هذا المجال وهذه الأحاديث الموجودة في اصول الكافي هي قسم منها، وقسم كثير اضيف إليها من سائر الكتب (7).
بناءً على ذلك فإنّ قضية وجود حجة على الأرض في كل عصر تعتبر من الامور المسلَّم بها في مذهب أهل البيت عليهم السلام، إلى الحد الذي نقرأ في حديث للإمام موسى بن جعفر عليه السلام :
«إنّ اللَّه لا يُخلي أرضهُ من حجةٍ طرفة عين، إمّا ظاهر وإمّا باطن» (8).
الإشارات القرآنية والمنطقية على وجوب الحجّة :
إنّ ما جاء في الروايات الآنفة الذكر يمكن تطبيقه مع الدليل العقلي أيضاً، لأنّ «برهان اللطف» الذي ورد في مستهل البحث حول لزوم وجود الإمام أو النبي في كل عصر وزمان، وكذلك المفاسد المترتبة على فقدانه تصدق على ذلك في جميع الأحوال حتى لو كان سكان الكرة الأرضية شخصين فقط.
تقول قاعدة اللطف : إنّ الذي خلق الإنسان من أجل السعادة والتكامل، وألقى على عاتقه التكاليف، من الواجب أن يهيء مقدمات هداية الإنسان وتربيته، وأن يضع تحت تصرفه مستلزمات بلوغ هذا الهدف لأنّه لو لم يفعل هكذا فقد نقض الغرض، ومن المستحيل أن يفعل اللَّه الحكيم هكذا.
لا شك في أنّ وجود العقل أو القادة العاديين لا يصون الإنسان من الأخطاء والزلات والمعاصي، وبتعبير آخر : إنّ علم الإنسان لا يستطيع لوحده إرشاد الإنسان إلى غايته، أي طاعة اللَّه والسعادة الأبدية، بل بالإضافة إلى ذلك فهو يحتاج إلى منْ يرتبط بالعلم الإلهي والمعصوم من الخطأ والزلل والمعصية، ليتسنى له اتمام الحجة وتوضيح السبيل للناس بشكل تام.
إنّ هذا البرهان يصدق في كل عصر وزمان، ولكل مجتمع كبيراً كان أم صغيراً حتى ولو كان من شخصين، وعليه فلو لم يكن في الأرض إلّا شخصان فاحدهما النبي أو الإمام المعصوم.
على أيّة حال فكما قرأنا في الروايات الآنفة أنّ اللَّه أجلُ من أنْ يكلف الناس بلوغ مقام السعادة من دون أنْ يرشدهم إلى الطريق الصحيح الذي يخلو من الخطأ.
يلاحظ في بعض آيات القرآن إشارات إلى هذا المعنى أيضاً.
فالآية الكريمة : {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}. (الرعد/ 7)
تدل على أنّ لكل قوم في كل عصر وزمان هادياً، (هادٍ بالمعنى الحقيقي للكلمة حيث يجسد الهداية الكاملة والخالية من كل خطأ)، ومن هنا نقرأ في الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام، إذ قال في تفسير هذه الآية : «... وفي كلِّ زمانٍ إمامٌ منّا يهديهم إلى ما جاء به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله» (9).
والتعبير الذي جاء في نهج البلاغة يضم في ثناياه دليلًا منطقياً أيضاً، وهو : إنّ أحد واجبات الإمام هو المحافظة على آثار النبوة والتعاليم الإلهيّة من كل تحريف، وبتعبير آخر :
لو فرضنا أنّ كلَّ من على الأرض كفروا فلابدّ من وجود شخص يحافظ على تعاليم وآثار النبوة وينقلها إلى الأجيال القادمة التي تريد سلوك سبيل الهداية، وإلّا فإنّ الحجج الإلهيّة تُمحى وتزول، وتنتهي دلائله وبيناته «لئلا تبطل حجج اللَّه وبيناته».
وهنا نصل إلى خاتمة البحوث المتعلقة بالولاية العامة، والآن نتطرق إلى شروطها وخصائصها.
____________________
(1) اصول الكافي، ج 1، ص 178 و 179.
(2) المصدر السابق، ج 1 ح 2 من الباب الأول.
(3) المصدر السابق، ج 1، ح 6 من الباب الأول.
(4) المصدر السابق، ح 11 و 12 و 13.
(5) المصدر السابق، ح 3، (باب إنه لو لم يبق إلّا رجلان احدهما الإمام).
(6) نهج البلاغة، الخطبة 147.
(7) بحار الأنوار، ج 23، من ص 1 إلى 56.
(8) بحار الأنوار، ج 47، ص 41.
(9) بحار الأنوار، ج 23، ص 5، ح 9.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|