أقرأ أيضاً
التاريخ:
10393
التاريخ: 4-7-2017
5601
التاريخ: 4-7-2017
1073
التاريخ: 4-7-2017
2084
|
وفاة المنصور و بيعته المهدى
و في سنة ثمان و خمسين توفي المنصور منصرفا من الحج ببئر ميمون لست خلت من ذي الحجة و كان قد أوصى المهدي عند وداعه فقال :
لم أدع شيئا إلا تقدمت إليك فيه و سأوصيك بخصال و ما أظنك تفعل واحدة منها و له سفط فيه دفاتر علمه و عليه قفل لا يفتحه غيره فقال للمهدي : انظر إلى هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم آبائك ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة فإن أحزنك أمر فانظر في الدفتر الكبير فإن أصبت فيه ما تريد و إلا ففي الثاني و الثالث حتى تبلغ سبعة فإن ثقل عليك فالكراسة الصغيرة فإنك واجد ما تريد فيها و ما أظنك تفعل فانظر هذه المدينة و إياك أن تستبدل بها غيرها و قد جمعت فيها من الأموال ما أنكر عليك الخراج عشر سنين كفاك لأرزاق الجند و النفقات و الذرية ومصلحة البيوت فاحتفظ بها فإنك لا تزال عزيزا ما دام بيت مالك عامرا و ما أظنك تفعل و أوصيك بأهل بيتك و أن تظهر كرامتهم و تحسن إليهم و تقدمهم و توطئ الناس أعقابهم و توليهم المنابر فإن عزك عزهم و ذكرهم لك و ما أظنك تفعل و أوصيك بأهل خراسان خيرا فإنهم أنصارك و شيعتك الذين بذلوا أموالهم و دماءهم في دولتك و أن لا تخرج محبتك من قلوبهم و أن تحسن إليهم و تتجاوز عن مسيئهم و تكافئهم عما كان منهم و تخلف من مات منهم في أهله و ولده و ما أظنك تفعل و إياك أن تبني مدينة الشرقية فإنك لا تتم بناءها و أظنك ستفعل و إياك أن تستعين برجل من بين سليم و أظنك ستفعل و إياك أن تدخل النساء في أمرك و أظنك ستفعل و قيل قال له:
إني ولدت في ذي الحجة و وليت في ذي الحجة و قد يحس في نفسي أن أموت في ذي الحجة في هذه السنة و إنما حد لي الحج على ذلك فاتق الله فيما أعهد إليك من أمور المسلمين بعدي يجعل لك فيما كربك و حزنك فرجا و مخرجا و يرزقك السلامة و حسن العاقبة من حيث لا تحتسب يا بني احفظ محمدا صلى الله عليه و سلم في أمته يحفظك الله و يحفظ عليك أمورك و إياك و الدم الحرام فإنه حوب عند الله عظيم و عار في الدنيا لازم مقيم و الزم الحدود فإن فيها صلاحك في الآجل و صلاحك في العاجل و لا تعتد فيها فتبور فإن الله تعالى لو علم أن شيئا أصلح منها لدينه و أزجر عن معاصيه لأمر به في كتابه و أعلم أن من شدة غضب الله لسلطانه أمر في كتابه بتضعيف العذاب و العقاب على من سعى في الأرض فسادا مع ما ادخر له من العذاب الأليم فقال : {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا } [المائدة: 33] الآية فالسلطان يا بني حبل الله المتين وعروته الوثقى و دينه المقيم فاحفظه و حصنه و ذب عنه و أوقع بالملحدين اقمع المارقين منه و قابل الخارجين عنه بالعقاب و لا تجاوز ما أمر الله به في محكم القرآن و احكم بالعدل و لا تشطط فإن ذلك أقطع للشعث و أحسم للعدو و أنجع في الدواء و اعف عن الفيء فليس بك إليه حاجة مع ما أخلفه لك و افتتح بصلة الرحم و بر القرابة و إياك و الأثرة و التبديد لأموال الرعية و اشحن الثغور و اضبط الأطراف و أمن السبيل و سكن العامة و أدخل المرافق عليهم و ارفع المكاره عنهم وأعد الأموال و اخزنها وإياك والتبديد فإن النوائب غير مأمونة وهي من شيم الزمان وأعد الأكراع والرجال و الجند ما استطعت و إياك و تأخير عمل اليوم لغد فتتداول الأمور و تضيع و خذ في أحكام الأمور و النازلات في أوقاتها أولا أولا و اجتهد و شمر فيها و أعد رجالا بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار و رجالا بالنهار لمعرفة ما يكون بالليل وباشر الأمور بنفسك ولا تضجر ولا تكسل و استعمل حسن الظن و أسيء الظن بعملك و كتابك و خذ نفسك بالتيقظ و تفقد من يبيت على بابك وسهل إذنك للناس و انظر في أمر النزاع إليك وكل بهم عينا غير نائمة و نفسا غير ساهية و لا تنم فإن أباك لم ينم منذ ولي الخلافة و لا دخل عينه الغمض إلا و قلبه مستيقظ هذه وصيتي إليك و الله خليفتي عليك.
ثم ودعه و سار إلى الكوفة فأحرم منها قارنا و ساق الهدي و أشعره و قلده لأيام خلت من ذي القعدة و لما سار منازل عرض له وجعه الذي مات به ثم اشتد فجعل يقول للربيع و كان عديله بادر بي إلى حرم ربي هاربا من ذنوبي فلما وصل بئر ميمون مات سحر السادس من ذي الحجة لم يحضر إلا خدمه و الربيع مولاه فكتموا الأمر ثم غدا أهل بيته على عادتهم فدعا عيسى بن علي العم ثم عيسى بن موسى بن محمد ولي العهد ثم الأكابر و ذوي الأنساب ثم عامتهم فبايعهم الربيع للمهدي ثم بايع القواد و عامة الناس و سار العباس بن محمد و محمد بن سليمان إلى مكة فبايعا الناس للمهدي بين الركن و المقام و جهزوه إلى قبره و صلى عليه عيسى بن موسى قيل إبراهيم ابن يحيى و دفن في مقبرة المعلاة و ذلك لاثنتين و عشرين من سنة خلافته و ذكر علي بن محمد النوفلي عن أبيه و هو من أهل البصرة و كان يختلف إلى المنصور تلك الأيام قال : جئت من مكة صبيحة موته إلى العسكر فإذا موسى بن المهدي عند عمود السرادق و القاسم بن منصور في ناحية فعلمت أنه قد مات ثم أقبل الحسن بن زيد العلوي و الناس حتى ملؤا السرادق و سمعنا همس البكاء ثم خرج ابو العنبر الخادم مشقوق الأقبية و على رأسه التراب و هو يستغيث و قام القاسم فشق ثيابه ثم خرج الربيع و في يده قرطاس فقرأه على الناس و فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله المنصور أمير المؤمنين اليمن خلف من بني هاشم و شيعة من أهل خراسان وعامة المسلمين ثم بكى وبكى الناس ثم قال : البكاء أمامكم فانصتوا رحمكم الله : ثم قرأ : أما بعد فإني كتبت كتابي هذا وأنا حي في آخر يوم من أيام الدنيا أقرأ عليكم السلام و أسأل الله أن لا يفتنكم بعدي و لا يلبسكم شيعا و لا يذيق بعضكم بأس بعض ثم أخذ في وصيتهم للمهدي و حثهم على الوفاء بعهده ثم تناول الحسن بن زيد و قال : قم فبايع فبايع موسى بن المهدي لأبيه ثم بايع الناس الأول فالأول ثم دخل بنو هاشم و هو في أكفانه مكشوف الرأس لمكان الإحرام فحملوه على ثلاثة أميال من مكة فدفنوه و كان عيسى بن موسى لما بايع الناس أبى من الشيعة فقال له علي بن عيسى بن ماهان: والله لتبايعن وإلا ضربنا عنقك ثم بعث موسى بن المهدي والربيع بالخبر والبردة والقضيب وخاتم الخلافة إلى المهدي و خرجوا من مكة و لما وصل الخبر إلى المهدي منتصف ذي الحجة اجتمع إليه أهل بغداد و بايعوه و كان أول ما فعله المهدي حين بويع أنه أطلق من كان في حبس المنصور إلا من كان في دم أو مال أو من يسعى بالفساد و كان فيمن أطلق يعقوب بن داود و كان محبوسا مع الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن الحسن فلما أطلق ساء ظن إبراهيم و بعث إلى من يثق به بحفر سرب يفضي إلى محبسه و بلغ ذلك يعقوب بن داود فجاء إلى ابن علاثة القاضي و أوصله إلى أبي عبيد الله الوزير ليوصله إلى المهدي فأوصله و استخلاه فلم يحدثه حتى قام الوزير و القاضي و أخبره بتحقيق الحال فأمره بتحويل الحسن ثم هرب بعد ذلك ولم يظفر به و شاور يعقوب بن داود في أمره فقال أعطه الأمان و أنا أحضره و أحضره ثم طلب من المهدي أن يجعل له السبيل في رفع أمور الناس وراء بابه إليه فأذن له و كان يدخل كلما أراد و يرفع إليه النصائح في أمر الثغور و بناء الحصون و تقوية الغزاة و ترويح العذاب و فكاك الأسرى و المحبوسين و القضاء على الغارمين و الصدقة على المتعففين فحظى بذلك و تقدمت منزلته و سقطت منزلة أبي عبد الله و وصله المهدي بمائة ألف و كتب له التوقيع بالإخاء في الله.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مستشفى سفير الإمام الحسين (ع) يعلن عن اجراء أكثر من (16) عملية جراحية خلال اليوم الثاني من حظر التجوال الخاص بالتعداد السكاني
|
|
|