أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2017
929
التاريخ: 23-5-2018
1397
التاريخ: 4-7-2017
921
التاريخ: 4-7-2017
3367
|
أخباره (عليه السلام) مع المنصور:
1- روى ابن شهرآشوب أنه حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز، وقبض ما يحمل إليه، فقال (عليه السلام): إني قد فتشت الأخبار عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم أجد لهذا العيد خبرا، وإنه سنة للفرس ومحاها الإسلام، ومعاذ الله أن نحيي ما محاه الإسلام. فقال المنصور: إنما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك بالله العظيم إلا جلست، فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء والأجناد يهنونه، ويحملون إليه الهدايا والتحف، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل. فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن، فقال له: يا بن بنت رسول الله، إنني رجل صعلوك (1) لا مال لي، أتحفك بثلاث أبيات قالها جدي في جدك الحسين ابن علي (عليه السلام):
عجبت لمصقول علاك فرنده (2)*** يوم الهياج وقد علاك غبار
ولأسهــم نفـــذتك دون حرائر *** يدعون جدك والدموع غزار
ألا تقضقضت (3) السهام وعاقها *** عن جسمك الإجلال والإكبار!
قال (عليه السلام): قبلت هديتك، أجلس بارك الله فيك، ورفع رأسه إلى الخادم، وقال: امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به، فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلها هبة مني له يفعل به ما أراد. فقال موسى (عليه السلام) للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك. ولا يعرف بالضبط أين طلب المنصور منه ذلك، هل في المدينة أم في بغداد، إذ لم تصرح الرواية بذلك، ومهما يكن الأمر فإنه يستبعد أن يكون ذلك في بغداد، لأنه (عليه السلام) لم يستدع من قبل السلطة إلى بغداد في زمان المنصور كما ذكر المؤرخون.
2- وعن ابن شهرآشوب، قال: لما بويع محمد المهدي، دعا حميد بن قحطبة نصف الليل، وقال: إن إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس، وحالك عندي موقوف. فقال: أفديك بالمال والنفس. فقال: هذا لسائر الناس. قال: أفديك بالروح والمال والأهل والولد. فلم يجبه المهدي. فقال: أفديك بالمال والنفس والأهل والولد والدين. فقال: لله درك، فعاهده على ذلك، وأمره بقتل الكاظم (عليه السلام) في السحر بغتة، فنام فرأى في منامه عليا (عليه السلام) يشير إليه ويقرأ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] ، فانتبه مذعورا، ونهى حميدا عما أمره، وأكرم الكاظم (عليه السلام) ووصله (4).
3- وعن علي بن يقطين، قال: سأل المهدي أبا الحسن (عليه السلام) عن الخمر، هل هي محرمة في كتاب الله عز وجل؟ فإن الناس إنما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها؟ فقال له أبو الحسن (عليه السلام): بل هي محرمة في كتاب الله عز وجل يا أمير المؤمنين. فقال له: في أي موضع هي محرمة في كتاب الله جل اسمه، يا أبا الحسن؟ فقال: قول الله عز وجل: *( {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33] (5)، فأما قوله: *(ما ظهر منها)* يعني الزنا المعلن ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية، وأما قوله عز وجل: *(وما بطن)* يعني ما نكح من الآباء، لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وآله) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوجها ابنه من بعده، إذا لم تكن أمه، فحرم الله عز وجل ذلك.
وأما الإثم، فإنها الخمرة بعينها، وقد قال الله عز وجل في موضع آخر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219] (6) فأما الإثم في كتاب الله فهي الخمرة والميسر، وإثمهما أكبر كما قال الله تعالى. قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين، هذه والله فتوى هاشمية. قال: قلت له: صدقت والله يا أمير المؤمنين، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت. قال: فوالله ما صبر المهدي [إلا] أن قال لي: صدقت يا رافضي (7).
5- وعن الحسن بن علي بن النعمان، قال: لما بنى المهدي في المسجد الحرام بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أصحابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء، فكل قال له: إنه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا، فقال له علي ابن يقطين: يا أمير المؤمنين، لو كتبت إلى موسى بن جعفر لأخبرك بوجه الأمر في ذلك. فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك؟ فقال ذلك لأبي الحسن (عليه السلام)، فقال أبو الحسن (عليه السلام): ولا بد من الجواب في هذا؟ فقال له: الأمر لا بد منه. فقال له: اكتب، بسم الله الرحمن الرحيم، إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى بفنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها . فلما أتى الكتاب إلى المهدي أخذ الكتاب فقبله، ثم أمر بهدم الدار، فأتى أهل الدار أبا الحسن (عليه السلام) فسألوه أن يكتب لهم إلى المهدي كتابا في ثمن دارهم، فكتب إليه أن أرضخ (8) لهم شيئا، فأرضاهم (9).
6 - وعن علي بن أسباط، قال: لما ورد أبو الحسن موسى (عليه السلام) على المهدي العباسي رآه يرد المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين، ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه (صلى الله عليه وآله) فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله)* {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } [الإسراء: 26] *(10) فلم يدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هم، فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل ربه، فأوحى الله إليه: أن ادفع فدك إلى فاطمة (عليها السلام). فدعاها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: يا فاطمة، إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك. فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله). فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاؤها، فأتته فسألته أن يردها عليها. فقال لها: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد بذلك. فجاءت بأمير المؤمنين [علي (عليه السلام)] وأم أيمن، فشهدا لها، فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر بن الخطاب، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة. قال: أرينيه، فأبت، فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه. فقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعي الحبال في رقابنا. فقال المهدي العباسي: يا أبا الحسن، حدها لي. فقال: حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة الجندل. فقال له: كل هذا؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين، هذا كله، إن هذا كله مما لم يوجف أهله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخيل ولا ركاب. فقال: كثير، وأنظر فيه (11). ومات المهدي في 22 محرم سنة 169ه، وبويع بعده لولده موسى الهادي. مع موسى الهادي: تسلم الهادي مقاليد الخلافة وهو في غضارة العمر، فقد كان عمره 23 سنة، وقيل: 26 سنة، وكان سادرا في الطيش والغرور، متماديا في الإثم والفجور، يشرب الخمر ويجاهر بالفسوق (12). وقد أسرف في سفك دماء العلويين، فأنزل بهم العقاب الصارم، وقد أجمع رأيه على التنكيل بالإمام موسى (عليه السلام)، إلا أن الله تعالى استجاب لدعاء الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وقصم ظهره قبل أن يقوم بذلك، وسنذكر ذلك مفصلا. ولم تذكر المصادر التاريخية أن الهادي استدعى الإمام إلى بغداد كما هو ديدن خلفاء الجور مع أهل البيت (عليهم السلام)، ولعل المدة القصيرة التي حكم بها والتي لا تتجاوز سنة وشهرا وخمسة عشر يوما، لم تسمح له بممارسة هذا الأسلوب. وقد بلغ من حقد موسى الهادي على أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أنه كان علي ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يلقب بالجزري، قد تزوج رقية بنت عمرو العثمانية، وكانت قبله تحت المهدي، فبلغ ذلك الهادي، فأرسل إليه وحمل إليه، فقال له: أعياك النساء إلا امرأة أمير المؤمنين؟ قال: ما حرم الله على خلقه إلا نساء جدي (صلى الله عليه وآله)، أما غيرهن فلا ولا كرامة، فشجه بمخصرة كانت في يده، وجلده خمسمائة سوط، وأراده أن يطلقها فلم يفعل، وكان قد غشي عليه من الضرب (13).
_____________
(1) الصعلوك: الفقير.
(2) الفرند: السيف، وما يلمح في صفحته من أثر تموج الضوء.
(3) أي تفرقت.
(4) المناقب 4: 300. البحار 48: 139 / 15. العوالم: 222 / 1.
(5) الأعراف: 33.
(6) البقرة: 219.
(7) الكافي 6: 406 / 1. العياشي 2: 17 / 83. الوسائل 14: 314 / 7، و17: 240 / 12. البحار 79: 145 / 59.
(8) أرضخ له: أعطاه قليلا من كثير.
(9) تفسير العياشي 1: 185.
(10) الإسراء: 26.
(11) الكافي 1: 456 / 5. عنه البحار 48: 156 / 29. ورواه في التهذيب 4: 148 / 414. عنهما الوسائل 6: 366 / 5.
(12) أنظر سيرته وأخباره في الكامل في التأريخ لابن الأثير 6: 101 - 106.
(13) الكامل في التأريخ 6: 104.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|