أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
2949
التاريخ: 4-5-2017
2772
التاريخ: 15-6-2017
2959
التاريخ: 2024-10-13
497
|
انقضت السنة الهجرية الثامنة بكل حوادثها المرّة والحلوة، فقد سقطت اكبر قاعدة من قاعدة الوثنية والشرك في أيدي المسلمين، وعاد رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى المدينة ظافرا منتصرا على أعداء الإسلام انتصارا كاملا، وقد هيمنت ظلال القوة العسكرية الإسلامية على اكثر أنحاء الجزيرة العربية ونقاطها.
كما أخذت القبائل العربية المتمرّدة التي لم تكن تتصور إلى ذلك اليوم أن يتحقق مثل هذه الانتصارات لدين التوحيد، أخذت تفكّر شيئا فشيئا في التقرب الى المسلمين وقبول معتقداتهم، واعتناق دينهم.
من هنا كانت وفود القبائل العربية المختلفة، وأحيانا مجموعة من أفراد قبيلة ما بقيادة رئيسها تقدم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وتعلن عن إسلامها، وقبولها للرسالة المحمدية.
وقد ازداد قدوم وفود القبائل هذه على عاصمة الإسلام ( المدينة المنورة ) في هذا العام حتى سمّى بعام الوفود.
وعند ما قدم وفد من قبيلة طيّ وفيهم سيدهم زيد الخيل على رسول الله (صلى الله عليه واله) وتحادث مع النبي (صلى الله عليه واله) أعجب رسول الله (صلى الله عليه واله) بعقل زيد وحكمته ووقاره فقال عنه : ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلاّ رأيته دون ما يقال فيه إلاّ زيد الخيل، فانه لم يبلغ كل ما كان فيه.
ثم سمّاه رسول الله (صلى الله عليه واله) زيد الخير.
إن دراسة قصة الوفود، والإمعان والتدبر في ما دار بينهم وبين رسول الاسلام يفيد بوضوح وجلاء ان الاسلام انتشر في شبه الجزيرة العربية عن طريق الدعوة والتبليغ.
على أن طواغيت ذلك العصر أمثال أبي سفيان وأبي جهل كانوا يحاولون الحيلولة دون انتشار هذا الدين، فكانت لأجل ذلك حروب النبي (صلى الله عليه واله) فمضافا إلى أن اكثرها كان لإفشال تلك المؤامرات، كان الهدف منها هو قمع أولئك الطواغيت الذين كانوا يصدّون عن سبيل الله ويمنعون من دخول مجموعات الدعوة والتبليغ الاسلامية إلى مناطق الحجاز ونجد وغيرها.
إنّ من البديهيّ أن لا يتيسّر انتشار أيّ دين، وتطبيق أي برنامج إصلاحي من دون تحطيم الطواغيت، وإزالة الأشواك من طريقه، ومن هنا نرى أنّ جميع الأنبياء والرسل، وليس رسول الله فقط كانوا يجتهدون قبل أي شيء في تحطيم الطواغيت وإزالة السدود والموانع، من طريق الدعوة.
ويتحدث القرآن الكريم في سورة خاصة عن قدوم هذه الوفود على رسول الله (صلى الله عليه واله) وما حققه الإسلام من فتح وانتصار ساحق اذ يقول :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1 - 3] .
وبالرغم من هذا الإقبال المتزائد على الإسلام لدى القبائل وقدوم الوفود المتلاحق على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد قام في السنة التاسعة من الهجرة ببعث عدة سرايا، ووقعت غزوة واحدة، وكانت السرايا هذه لأجل إفشال المؤامرات التي كانت تحاك ضدّ الاسلام والمسلمين، وكانت في الأغلب لهدم الأصنام الكبيرة التي كانت لا تزال القبائل العربية المشركة تقدسها وتعبدها، ومن جملة هذه السرايا سرية علي بن أبي طالب (عليه السلام) التي وجّهت إلى أرض طيّ بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن بين ما وقع في السنة التاسعة يمكن الاشارة إلى غزوة تبوك.
ففي هذه الغزوة غادر رسول الله (صلى الله عليه واله) المدينة متوجها إلى أرض تبوك، ولكنه لم يلق فيها أحدا، فعاد من غير قتال، إلاّ أنّه مهّد الطريق لفتح البلاد الحدودية لمن يأتي في المستقبل.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|