المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

فجل الحصان أو فجل بري
2024-09-10
حكم القاضي الفاسق
12-10-2014
iteration (n.)
2023-09-28
حكم الاواني والاوعية
2024-10-13
s-Run
17-5-2022
‏المعالجات التنافسية
17-5-2016


وقائع العام السادس الهجري  
  
4723   03:24 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص107-108.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2017 3054
التاريخ: 28-6-2017 2806
التاريخ: 23-5-2017 3376
التاريخ: 1-6-2017 2636

قيل ان الحج فرض في هذه السنة و نزلت هذه الآية الكريمة:{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة: 196] و قيل انّ الحج فرض في السنة التاسعة.

وكانت في هذه السنة غزوة ذات الرقاع، و ذلك انه وصل الخبر الى المدينة بانّ قبائل غطفان و بني محارب و أنمار و ثعلبة قد جمعوا الجموع و تجهزوا للهجوم على المدينة فخلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ابا ذرا مكانه و خرج إليهم في النصف من شهر جمادى الاولى في أربعمائة و قيل في سبعمائة رجل متوجها الى نجد في ناحية النخلة حتى نزل في ذات الرقاع.
ولمّا سمع المشركون بقدوم النبي (صلّى اللّه عليه و آله) هربوا الى الجبال خوفا و رعبا و تركوا النساء و الذراري فلمّا وصل المسلمون سبوا نساءهم فلما حضر وقت الصلاة خاف المسلمون ان يغير عليهم المشركون و هم مشغولون بالصلاة فصلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) صلاة الخوف بهم، و نزلت هذه الآية في هذا المقام كما ورد في بعض الروايات{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ....} [النساء: 102]

 

وفي وجه تسمية هذه الغزوة بذات الرقاع اختلاف، قيل، إنمّا سمّيت بذلك لان اقدامهم نقبت فيها فكانوا يلفّون على أرجلهم الخرق، و قيل: إنمّا سميّت ذات الرقاع لانّ الجبل كان ملوّنا بالوان مختلفة كالثوب المرقع و قيل: لانّ راياتهم كانت مرقعة، و قيل: انّ ذات الرقاع اسم شجرة اتّكأ عليها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

وروي انه، أصاب المسلمون امرأة من المشركين و كان زوجها غائبا، فلمّا وصله الخبر خرج يتّبع أثر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فنزل (صلّى اللّه عليه و آله) منزلا فقال: من يحرسنا هذه الليلة؟ فانتدب رجل من المهاجرين و رجل من الانصار فأقاما بفمّ الشعب يحرسان الجيش، فاضطجع المهاجري و قال للانصاري: أحرس أنت في اول الليل، و أحرس انا في آخره، فقام الانصاري يصلّي و جاء زوج المرأة فرأى شخص واقفا فرماه بسهم فوضعه فيه، فانتزعه و ثبت قائما يصلي ثم‏ رماه بسهم آخر فأصابه فنزعه و ثبت يصلي، ثم رماه الثالث فوضعه فيه فانتزعه ثم ركع و سجد و سلّم و أيقظ صاحبه و أعلمه فوثب فلمّا رأهما الرجل عرف انّهما علما به، فلمّا رأى المهاجري ما بالانصاري قال: سبحان اللّه أ لا أيقظتني اوّل ما رماك، قال: كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها فلمّا تتابع عليّ الرمي ركعت و أتممت الصلاة، فأخبرتك و أيم اللّه لو لا خوفي أن أضيع ثغرا أمرني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بحفظه لقطع نفسي قبل ان اقطعها.

أقول: كان المهاجري عمار بن ياسر و الانصاري عباد بن بشير و السورة التي كان يقرأها سورة الكهف.

وفي السنة السادسة أيضا كانت غزوة بني لحيان و لحيان (بكسر اللام و فتحها) هو ابن هذيل بن مدركة و ينقسم بنو لحيان الى طائفتين، عضل و قارة.

وحاصلها انّه لمّا قتلت قبيلة هذيل عاصم بن ثابت و خبيب بن عدي و أصحابهم و غدروا بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) حزن كثيرا و أراد عقابهم، فخرج إليهم في مأتي رجل، فلمّا علمت بني لحيان بقدومه انهزمت الى رءوس الجبال، فمكث (صلّى اللّه عليه و آله) في اراضيهم أيّاما و ذهب الى عسفان ثم رجع و كانت مدّة هذا السفر اربع عشر ليلة.

وفي السنة السادسة أيضا كانت غزوة ذي قرد و يقال لها غزوة الغابة و قرد (بفتح القاف و الراء) ماء يقرب من المدينة، و ذلك انّه كانت لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لقاحا و عددها عشرون بعيرا ترعى بالغابة و كان أبو ذر فيها فأغار عليها عيينة بن حصن الفزاري في أربعين فارسا، فاستاقوها و قتلوا ابن لابي ذر و رجلا من بني غفار و اخذوا امرأته.

امّا المرأة فانّها اغفلتهم ليلا و ركبت بعيرا من اباعر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وفرّت منهم فجاءت الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأخبرته الخبر و قالت: يا رسول اللّه انّي نذرت للّه أن أنحرها ان نجاني اللّه عليها.

فقال (صلّى اللّه عليه و آله): «بئس ما جزيتها أن حملك اللّه عليها و نجّاك بها ثم تنحرينها انّه لا نذر في‏ معصية اللّه و لا فيما لا تملكين» .

ثم نادى القوم و قال: يا خيل اللّه اركبوا فخرج إليهم في خمسمائة و قيل: سبعمائة و أعطى اللواء الى المقداد و أرسله أمامه فأدرك أخريات العدوّ فقتل أبو قتادة مسعدة، و أدرك سلمة بن الاكوع القوم ماشيا فجعل يرميهم و يقول:

خذها و انا ابن الاكوع و اليوم يوم الرضّع‏

(من قولهم لئيم راضع رضع اللوم في بطن امّه) فانهزم العدو و ذهبوا الى عين ذي قرد، ثم انهزموا من هناك أيضا و لم يشربوا من مائها خوفا و رهبة من جيش النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.