أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2017
3443
التاريخ:
3355
التاريخ: 7-6-2017
2838
التاريخ: 2-4-2017
2818
|
رغم كل هذه الامور ورغم كلّ التصلّب والتعصّب الذي أبدته القيادة القرشية المشركة ضدّ الاسلام والمسلمين وضد محاولات رسول الله (صلى الله عليه واله) السلميّة لم ييأس رسول الله (صلى الله عليه واله) من تحقيق السلام، فقد كان يريد ـ واقعا ـ أن يعالج المشكلة من طريق المفاوضات، ومن طريق تغيير التصورات التي كان يحملها اشراف قريش وسادتها المتعنتين المتصلبين عن رسول الله ودعوته.
ومن هنا كان يجب هذه المرّة أن يختار (صلى الله عليه واله) رجلا لم تخض يده في دماء قريش، ولهذا لم يصلح علي بن أبي طالب ولا الزبير ولا غير هم من فرسان الاسلام وشجعانه الذين جالدوا صناديد قريش في ميادين القتال وأردوا فريقا منهم صرعى، لمثل هذه السفارة، وهذه المهمة.
ولهذا تقرر ـ بعد التأمل. انتداب عمر بن الخطاب لهذه المهمة، أي الذهاب الى مكة، والتحدث الى سادة قريش، ورؤسائها، لأنه لم يكن قد أراق من المشركين حتى ذلك اليوم ولا قطرة دم، ولكن عمر اعتذر عن تحمل هذه المسئولية، والقيام بهذه المهمة المحفوفة بالمخاطر قائلا : يا رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بمكة من بني عديّ ( وهم عشيرته ) من يمنعني، ولكني ادلّك على رجل أعزّ بها مني، عثمان بن عفان ( لكونه أمويا بينه وبين أبي سفيان زعيم قريش قرابة ).
فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش، ليخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه انما جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته.
فخرج عثمان الى مكة، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة، أو قبل أن يدخلها فحمله بين يديه، ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وأشراف قريش فبلغهم عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله (صلى الله عليه واله) إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف،
فامتنع عثمان عن الطواف احتراما لرسول الله (صلى الله عليه واله).
ثم إن قريشا احتبست عثمان عندها، ولعلّهم فعلوا ذلك ريثما يتوصلوا إلى حلّ ثم يطلقوه ليبلّغ الى رسول الله (صلى الله عليه واله) رأيهم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|