المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

هشام بن عبد الملك
20-11-2016
تبديل الأسماء القبيحة
15-1-2021
غضب أعضاء الأسرة
9-11-2017
ادعيته (عليه السلام) في شهر رمضان المبارك
7-4-2016
تعريف الخسائر الرأسمالية
11-4-2016
سقوط الإمبراطورية الاخمينية
16-10-2016


التربية الاجتماعية للطفل في الروضة  
  
16157   12:46 مساءً   التاريخ: 19-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص166-169
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

تشترك الروضة مع الاسرة في تكوين الطفل اجتماعياً، بالتالي يكمل كل منهما عمل الاخر فالروضة ليست بديلا عن الاسرة ولكنها مكملة لدورها في اطار من التكامل والاتفاق الفعال بينهما والهدف هو النمو المتكامل لشخصية الطفل في كافة جوانبها واستواء هذه الشخصية بما يؤدي الى مشاركتها في بناء المجتمع بشكل فعال ان لقاء الطفل مع اقرانه من الروضة يساعد على ملاحظة سلوكه ويكشف عن الجوانب الايجابية والجوانب السلبية في شخصيته وبذلك تتمكن من السيطرة على جوانب السلب بعد تحديدها بدقة ومحاولة علاجها بصورة فعالة.

إن القصور في إلتقاء الروضة بأسرة الطفل يعني تحديد اهداف غير متكاملة وغير متناسقة تربويا اذ لابد من هذا التكامل وهذا التناسق بين الاسرة والروضة حتى وان كان لكل منهما هدفه الخاص وثقافته التربوية المحددة وطريقته في استيعاب الطفل والتعامل معه.

وتشكيل مجموعات صغيرة من الاطفال اثناء تأدية الانشطة في الروضة او الالعاب في جماعات هو ما يسمى باللعب او العمل التعاوني يؤدي الى تنمية الجانب الاجتماعي ويزيد من التفاعلات الاجتماعية للطفل مع الاخرين غير ان مجموعة الاطفال تحتاج الى تدخل مستمر من المعلمة وفي الاوقات المناسبة حتى تشجع الطفل على تقديم بعض التنازلات لزميله.

والادارة الهادفة للتدخل التربوي تأخذ بيد الطفل الى اكتساب صفة النظام والتي لا يستطيع الوصول اليها بمفرده فالطفل معرض لتأثير الدوافع المختلفة والمتناقضة احيانا الموجودة في بيئته وتلقائية الطفل متفتحة الى كل التوجيهات والاتجاهات للمعلمة التي تساعد وتختار تبنِّي واتخاذ المواقف الاكثر ملاءمة لاكتساب هذه القيم.

 كما ان تدخل المعلمة يجب ان يهدف الى التغلب على ردود الفعل النفسية التي تنجم عنها بعض المشاكل في العلاقات الاجتماعية التي تظهر عندما يأخذ الاطفال برؤوس بعضهم البعض (جذب الشعر) او يدفع بعضهم البعض او يهدم احدهم ما بناه زميله ليرى رد فعله او يأخذ لعبة زميله رغما عنه.

واذا تعاون الطفل في هذه السن، فإن تعاونه يكون محكوما عليه بحب الظهور والانانية بفرض رغباته على زملائه وتحكمه في سير اللعب كما يرغب وتحديده لمشاركة الاخرين في اللعبة واذا تلاقت الرغبات الفردية ينسلخ الاطفال الاصغر عمرا معا ويكونون مجموعة يقصون احدى الحكايات الشعبية لان اتجاهاتهم تتلاقى في سن واحدة.

إن مفهوم النظام يجب أن يجده الطفل ويدركه من خلال نشاط اجتماعي معين يعبر عن نفسه من خلال اللعب والعمل اي وجود كل وظائف وانشطة الفرد بصورة متناسقة ومتزامنة.

ومن الخطأ ان تنسب الفرح او السعادة للعب، والجهد والالتزام للعمل لان الطفل يصبح جادا ويكد في انشطته من الوقت الذي يقبل فيه ويقوم فيه بأنشطة اخرى مليئة بالمرح يطلبها منه الكبار وهذه الانشطة موجهة لهدف وليس لمجرد العمل والنشاط فقط .

ومن ثم ليس هناك مبرر لتعريف نشاط الطفل، إما انه لعب من خلال العمل او عمل خلال اللعب، فالتعبير باللعب يعد شكلا من اشكال النشاط المنظم والهادف.

فالأنشطة التي يقوم بها الطفل من بناء المكعبات وعمل يدوي في القاعة او في الهواء الطلق كل

هذه تمثل مشاركة ايجابية للطفل في البيئة كما ان الرسم الجماعي واللعب الايقاعي... والعمل اليدوي وإعادة ترتيب وتنظيم قاعة النشاط تساعد كلها على سرعة نضج ونمو الطفل فيتعلم من خلال اللعب الايقاعي والغناء والحركة.

واللعب هو السمة والخاصية الاساسية للطفولة وهو المحرك والدافع المساعد على نضج الطفل وتكوينه وهو يمثل العنصر المبدأ المحرر للطفل والذي يدخل الطفل من خلاله وبشكل ايجابي وفعال الى واقعه الطبيعي والانساني، ويكتشف نفسه وذاته شيئا فشيئا ويساعد ذلك على النمو في قدرات الطفل ومهاراته ويزيد من احساسه بالأمن ويزيد كذلك من خبرته عند إلتقائه مع اقرانه مما يساعد الطفل على اجتياز الصعوبات العاطفية والانفعالية التي تتولد عند اول اتصال له ببيئة المدرسة.

وفي الفترة ما بين اربع الى خمس سنوات يصبح الطفل قادرا على اقامة علاقات تعاونية مع الكبار ويتقبل الشخص الكبير كقائد للمجموعة اذا كان هذا القائد يضمن له الحماية والحب والامن.

وتنمو علاقة الصداقة بين الطفل وزميله كلما كان هناك تقارب او تشابه في الطباع مما يجعل الطفل يشعر بما يحدث له نفسه وعند سن من 5-6 سنوات تقريبا يبدأ اعضاء المجموعة الصغيرة في تبادل النصح فيما بينهم ويمثل هذا الامر سلوكيات شبه تعاونية ويمكن اعتبارها انشطة متزامنة ومتوازية اكثر من كونها تعاونا حقيقياً.

ويبدأ الطفل في سن الخامسة في وضع رغبات الزملاء موضع الاعتبار ويظهر ذلك في مجال اللعب الرمزي الذي يمثل فيه الزميل احدى شخصيات المسرح على اساس اتفاق سابق ويستطيع الطفل ان يتعايش مع الشخصية التي تهتم به.

ويسهم نمو القدرات والملكات الشخصية وزيادة الاحساس بالأمن عند الطفل من مشاركته في حياة مجتمعه الجديد (الروضة) وتتضح دقة العمل التربوي الذي يجب ان يولى اهتماما مستمرا لنمو كل فرد جنبا الى جنب مع التحديد الواضح للموضوعات المحورية والاساسية وصور التدخل مما يعني وجوب التفكير حول القيمة التربوية لتلك الخبرة الاجتماعية التي تتم في الروضة والتي تندرج في الانشطة المتزامنة والمتوازية حتى تصل الى الاعمال التعاونية والودية المتفق عليها، لنقف على درجة ومستوى الزيادة في نمو الفرد.

ويتيح اللعب الجماعي للطفل فرصاً عديدة من التفاعل الاجتماعي والتي تجعل الطفل يحاول اظهار اقصى ما عنده من امكانات وقدرات حتى تسهم في هذه الفرص في اثراء شخصية الطفل الاجتماعية وتخلصه من دائرة التمركز حول ذاته وبالتالي تقل حدة مشاعر العدوانية والضيق عنده من خلال مظاهر الرضا والسعادة التي يشعر بها وهو يتعاون مع الاخرين اثناء اللعب وبذلك يساعد هذا التفاعل على تقوية الكيان الشخصي للطفل والاعتماد على نفسه وتمثل الجماعة عنصر نمو اجتماعي للطفل بقدر ما يبرز دور الطفل فيها وتكون عنصر تراجع اذا كان الطفل فيها مجرد تابع لا دور له لذلك يجب على المعلمة ان تتدخل في جوانب النمو الدقيق للطفل بصورة صحيحة لتسد حاجته الفردية وتؤكد استقلاليته واعتماده على نفسه مع ابراز دوره وواجبه الاجتماعي تجاه الاخرين بأن يبدأ الطفل تبادل العلاقات مع اقرانه التي تظهر من خلالها شخصيته واستقلاليته واعتماده على نفسه.

ومن الاهمية بمكان احاطة معلمة الروضة، بوضع وظروف اسرة الطفل لتتعرف على مجالات القوة والتدخل والاصلاح الذي خضع له الطفل من خلال وجوده في الاسرة الامر الذي سيسهل من امكانية التقدير العميق والتقييم الصحيح لحالة الطفل من قبل المعلمة ومن ثم التحليل الواعي والصحيح والبحث في اسباب الاضطراب وعدم الاستقرار الذي يميز ردود الفعل الانفعالية للطفل بالروضة ويتم في نفس الوقت تحديد المواقف غير التربوية التي تحتاج الى تدخل للعلاج على مستوى الوعي والحس التربوي .

إن الطفل يحتاج لوالدين والمعلمة والكبار من حوله والذين يشكلون عالمه الاجتماعي ويمثلون عامل استقرار وقيم بالنسبة له لذلك يجب عليهم أن يكونوا على علم كامل بقدرات الطفل الحقيقية في مراحل عمره المختلفة وان يتم ذلك على اساس فهم حاجاته النفسية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.