أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-23
1035
التاريخ: 7-2-2019
2172
التاريخ: 26-01-2015
3117
التاريخ: 23-01-2015
3734
|
ان النقطة المهمة في هذه الصفحة من التاريخ هي ما قام به علي (عليه السلام) من تفان في سبيل الحق والحقيقة.
إن التفاني في سبيل الحق من شيمة الرجال الذين أحبّوا الحق وعشقوه بكل وجودهم وكيانهم.
إن الذين يغضون نظرهم عن كلّ شيء من أشياء الدنيا ويضحُّون بالنفس والمال والشخصية ويستخدمون كل طاقاتهم المادية والمعنوية في سبيل خدمة الحق واحيائه واقامته هم ولا شك من عشاق الحق والحقيقة الصادقين.
انهم يرون كمالهم وسعادتهم في هدفهم وهذا هو الّذي يدفعهم إلى أن يصرفوا النظر عن الحياة العابرة والعيش الموقت ويلتحقوا بركب الحياة الواقعيّة الأبدية.
إنّ مبيت عليّ (عليه السلام) في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في تلك الليلة الرهيبة لَنمُوذجٌ بارزٌ من هذا الحبّ الحقيقيّ للحق والعشق الصادق للحقيقة فان الدافع وراء التطوّع لمثل هذه المهمة الخطيرة لم يكن إلاّ حبّ عليّ لبقاء الإسلام الّذي يكفل سعادة المجتمع ويضمن ازدهار الحياة لا غير.
إن لهذه التضحية والتفاني من القيمة العظمى بحيث مدحها اللّه تعالى في كتابه العظيم ووصفها بأنها كانت تضحية صادقة لكسب مرضاة اللّه فان الآية التالية نزلت ـ حسب رواية اكثر المفسرين ـ في هذا المورد : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207].
ان عظمة هذه الفضيلة واهمية هذا العمل التضحويّ العظيم دفعت بكبار علماء الإسلام إلى اعتبارها واحدة من أكبر فضائل الامام علي (عليه السلام) وإلى أن يَصِفُوا بها علياً بالفداء والبذل والايثار وإلى أن يعتبروا نزول الآية المذكورة في شأنه من المسلّمات كلّما بلغ الحديث في التفسير والتاريخ اليها .
إنَّ هذه الحقيقة مما لا ينسى أبداً فانه من الممكن اخفاء وجه الواقع والتعتيم عليه بعض الوقت إلا أنه سرعان ما تمزق أشعةُ الحقيقة الساطعة حجبَ الاوهام وتخرج شمس الحقيقة من وراء الغيوم.
إنّ معاداة معاوية لأهل بيت النبوة وبخاصة للامام أمير المؤمنين (عليه السلام) مما لا يمكن النقاش فيه.
فقد أراد هذا الطاغية من خلال تطميع بعض صحابة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أن يلوّث صفحات التاريخ اللامعة ويخفي حقائقه بوضع الاكاذيب ولكنه لم يحرز في هذا السبيل نجاحاً.
فقد عمد سمرة بن جندب الّذي ادرك عهد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ثم انضمّ بعد وفاته (صـلى الله علـيه وآله) إلى بلاط معاوية بالشام عمد إلى تحريف الحقائق لقاء اموال أخذها من الجهاز الأموي الحاقد على أهل البيت.
فقد طلب منه معاوية باصرار أن يَرقى المنبر ويكذّب نزول هذه الآية في شأن علي (عليه السلام) ويقول للناس أنها نزلت في حق قاتل عليّ ( أي عبد الرحمان بن ملجم المرادي ) ويأخذ في مقابل هذه الاكذوبة الكبرى وهذا الاختلاق الفضيع الّذي أهلك به دينه مائة ألف درهم.
فلم يقبل سمرة بهذا العرض ولكن معاوية زاد له في المبلغ حتّى بلغ اربعمائة ألف درهم فقبل الرجل بذلك فقام بتحريف الحقائق الثابتة مسوداً بذلك صفحته السوداء اكثر من ذي قبل وذلك عند ما رقى المنبر وفعل ما طلب منه معاوية .
وقبل السامعون البسطاء قوله ولم يخطر ببال أحد منهم أبداً ان ( عبد الرحمان بن ملجم ) اليمنيّ لم يكن يوم نزول الآية في الحجاز بل لعلّه لم يكن قد وُلِدَ بعد آنذاك. فكيف يصح؟!
ولكن الحقيقة لا يمكن ان تخفى بمثل هذه الحجب الواهية ولا يمكن ان تنسى بمثل هذه المحاولات العنكبوتية الرخيصة.
فقد تعرّضت حكومة معاوية وتعرض أهلها وانصارها للحوادث واندثرت آثار الاختلاق والافتعال الّذي وقع في عهده المشؤوم وطلعت شمس الحقيقة والواقع من وراء حجُبُ الجهل والافتراء مرة اُخرى واعترف اغلبُ المفسرين الأجلّة والمحدّثين الافاضل ـ في العصور والادوار المختلفة بأن الآية المذكورة نزلت في ليلة المبيت في بذل علي (عليه السلام) ومفاداته النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بنفسه .
ومن جرائم هذا الرجل انه قتل يوم وُلّيَ البصرة على عهد زياد بن أبيه العراق ثمانية آلاف .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|