المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الإمام علي (عليه السلام) وعيادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إياه  
  
1035   12:06 صباحاً   التاريخ: 2023-12-23
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج 1، ص419-421
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الحاكم باسناده " عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : دخلت مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعوده وهو مريض وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فتحولا حتى جلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال أحدهما لصاحبه : ما أراه إلا هالك ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنه لن يموت إلا مقتولا ، ولن يموت حتى يملأ غيضاً "[1].

روى الخوارزمي باسناده عن علي عليه السّلام ، قال : " مرضت مرضة فعادني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخل علي وأنا مضطجع فقعد إلى جنبي ، ثم سجاني بثوبه ، فلما رآني قد ضعفت قام إلى المسجد يصلي فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني ، ثم قال : قم يا علي فقد برئت ، فقمت فكأني ما اشتكيت قبل ذلك ، فقال : ما سألت الله ربي شيئاً إلا وأعطاني ، وما سألت شيئاً إلا سألت لك مثله "[2].

روى أحمد عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : " كنت شاكياً فمرّ بي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا أقول : اللّهم إن كان أجلي قد حضر فأوحني ، وإن كان متأخراً فادفعني ، وإن كان بلاءً فصبّرني ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كيف ؟ فأعاد عليه ما قال : فضربه برجله ، وقال : اللهم عافه واللهم اشفه منك . سبعة ، فما شكيت وجعي ذاك بعد "[3].

وروى المتقي باسناده عن عبد الله بن الحرث ، قال : " قلت لعلي بن أبي طالب : أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : نعم ، بينا أنا نائم عنده وهو يصلّي ، فلما فرغ من صلاته ، قال : يا علي ، ما سألت الله من الخير إلا سألت لك مثله ، وما استعذت من الشر إلا استعذت لك مثله "[4].

روى ابن عساكر باسناده عن علي رضي الله عنه ، قال : " وجعت وجعاً ، فأتيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنامني في مكانه وقام يصلي وألقى علي طرف ثوبه ، ثم قال : قد برئت يا ابن أبي طالب ، لا بأس عليك . ما سألت الله تبارك وتعالى شيئاً إلا سألت لك مثله ، ولا سألت الله شيئاً إلا أعطانيه غير أنه قيل لي : إنه لا نبي بعدك "[5].

أقول :

والمهم في هذه القضية هو الدعاء الذي دعا به رسول الله وأخبر عن استجابة ذاك الدعاء ، وهو أنه ما سأل الله شيئاً لنفسه إلاّ وسأل لعلي عليه السّلام مثله ، فإنّ هذا شئ لم يرد عنه في حقّ غير علي عليه السّلام من سائر أصحابه ، فيدلّ على أفضليّته منهم ، ولذا ذكره علي عليه السّلام لمّا سئل عن أفضل منزلته من رسول الله . . .

 

[1] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 139 ، ورواه أبو نعيم في اخبار أصبهان ج 2 ص 147 .

[2] المناقب الفصل الرابع عشر ص 86 ، ورواه النسائي في الخصائص ص 38 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 277 ، والمتقي في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 43 . مع زيادة .

[3] الفضائل ( المناقب ) ج 2 الحديث 32 ، ورواه محمّد بن طلحة في مطالب السؤل ص 45 .

[4] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 43 .

[5] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 275 الحديث 799 ، ورواه الخوارزمي في المناقب الفصل التاسع ص 61 . والزرندي في نظم درر السمطين ص 119 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.