المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Michaelson-Morley Experiment
21-11-2020
The chemical shifts of aromatic protons
25-8-2019
بطاقات لدخول الجنة
2024-05-01
الصفة المشبهة
18-02-2015
{مَحْجُوبُونَ} لاتدل على كون الحجب عن الرؤية
24-11-2015
حكم من نوى الإفطار بعد انعقاد الصوم.
20-1-2016


لا أدب عند الغضب  
  
4034   01:27 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص110-111
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-5-2020 3240
التاريخ: 21-4-2017 2451
التاريخ: 24-5-2017 33702
التاريخ: 24-4-2022 1638

عملية التربية والتأديب تحتاج الى أجواء مرتاحة بعيدة عن التشنج والعصبية؛ لأنه لا بد من أن يفهم الولد الذي هو في معرض التأديب لماذا يؤدب, وما هي الأخطاء التي ارتكبها ؟ لذلك فإن دخول الغضب قد يؤدي :

أولا: الى حرف الأهل عن الهدف الأساسي وهو إفهام ابنهم الأسباب الداعية الى هذا الموقف منهم, وقد يؤدي الغضب الى الدخول في التقريع والإهانة والضرب دون الإفهام والتفهيم .

وثانيا: فإن الولد نفسه لن يتجاوب مع ما يُدعى إليه, بل تراه ونتيجة هذا الأسلوب يتعصب لخطئه؛ لأنه سيعتبر أن الغضب ناتج عن ضعف حجة الاهل, ولو أنهم كانوا مقتنعين بما ينهون عنه, ويمتلكون الحجة عليه لما احتاجوا الى التصرف بغضب .

لذلك فإنه ورد عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا أنه قال:

نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن الادب عند الغضب (1) .

وكذلك فقد ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله:(لا أدب مع غضب)(2) .

وما هذا النهي من الرسول (صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) إلا للأُثر السلبي للغضب على عملية التربية, فهي في هذه الحالة بدلا من أن تفيد في التوجيه والإرشاد ستضر وتعمق الخطأ وتُنَفِر وتُبَعِد .

______________

1ـ وسائل الشيعة ج 18 ، ص 337 .

2ـ غرر الحكم الحديث 10529.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.