المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بطاقات لدخول الجنة  
  
957   02:04 صباحاً   التاريخ: 2024-05-01
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص92 ــ 99
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-04 667
التاريخ: 11-4-2017 2940
التاريخ: 15-4-2016 4516
التاريخ: 25-11-2017 2185

في الحقيقة إن بطاقات الدخول إلى الجنة والحصول على مغفرة الله ورضوانه تشكل مواد المسابقة فبمقدار ما يحصل ويوفر من تلك البطاقات تؤهله على نيل تلك الجائزة بفخر واعتزاز.

ولنعرض فيما يلي نماذج من تلك البطاقات التي إذا وفرها الإنسان يحصل على الجائزة ولنبدأ بالآيات:

1ـ تقوى الله: وتتحقق التقوى بالشروط التي ذكرتها الآية المباركة: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد: 21] وهي:

أـ إنفاق الأموال في سبيل الله في الشدة والرخاء والسراء والضراء.

ب- كظم الغيظ وهو شدة الغضب ومعنى كظمه أي عنده سيطرة على نفسه في حالة الغضب.

ج- العفو عن الناس ممن يستحق العفو.

د- الإحسان إلى الآخرين.

هـ ـ ذكر الله عندما يهم بالمعصية.

و- التوبة والاستغفار.

ز- عدم الإصرار على فعل المعاصي حتى الصغيرة.

قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 134 - 136].

وقال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].

2- الإيمان بالله ورسله:

قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].

3- القتل في سبيل الله:

وهذا أقصر الطرق وأقربها إلى الجنة قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

 وهذا أقصر الطرق واقربها الى الجنة قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

هذه البطاقة هي من أعظم البطاقات وأهمها وأكثرها ضماناً وأحكمها وقد دلت على ذلك روايات صحيحة.

4- الجهاد في سبيل الله:

قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142].

5- جهاد النفس:

قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41].

وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (لن يحوز الجنة إلا من جاهد نفسه)(1).

6- حسن الخلق:

تعددت الروايات في أن حسن الخلق من أسباب دخول الجنة فعن السكوني:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): أَكْثَرُ مَا تَلِجُ(2) بِهِ أُمَّتِي الْجَنَّةَ(3) تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ(4).

والتقوى حسن المعاملة مع الرب وحسن الخلق حسن المعاملة مع الخلق، وهما يوجبان دخول الجنة والولوج الدخول(5).

لأن بالتقوى يستقيم الأمر مع الله وبحسن الخلق يستقيم النظام مع الناس وهما من أعظم الأسباب للدخول في الجنة لأن صاحبهما طيب والجنة للطيبين(6).

وعن الإمام الصادق عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) قال: قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): ثَلَاثَ مَنْ لَقِيَ(7) اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ - بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ بَابِ شَاءَ.

مَنْ حَسُنَ (8) خُلُقُهُ، وَخشِي اللَّهَ فِي الْمَغِيبِ وَالْمَحْضَرِ، وَتَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقاً(9).

قوله: (من لقي الله بهن) أي كن معه إلى الموت أو في المحشر (من أي باب شاء) كأنه مبالغة في إباحة الجنة له، وعدم منعه منها بوجه (في المغيب والمحضر) أي يظهر فيه آثار خشية الله بترك المعاصي في حال حضور الناس وغيبتهم وقيل:

أي عدم ذكر الناس بالشر في الحضور والغيبية والأول أظهر (وإن كان محقاً) ... لا ينافي وجوب إظهار الحق في الدين ولا ينافي أيضاً جواز المخاصمة لأخذ الحق الدنيوي لكن بدون التعصب وطلب الغلبة، وترك المداراة بل يكتفي بأقل ما ينفع في المقامين بدون إضرار وإهانة وإلقاء باطل (10).

عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فِي وَصِيتهِ لَهُ قَالَ: يا أَبا ذَرِّ أَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟.

فَقُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.

قالَ: فَاقْصُرِ الْأَمَلَ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَيْنِكَ، وَاسْتَحْيِ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاء(11).

7- الإيمان والعمل الصالح:

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 82].

وقال أيضاً: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: 124].

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأعراف: 42].

8- الامتحان والابتلاء

قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].

9- عدم الغل في الصدر:

الغل في اللغة العداوة قالوا والغل: العداوة قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]، {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]. وغَلْ يَغِلُ: إذا صار ذا غل(12)، أي: ضغن، وأغل، أي: صار ذا إِغْلَالٍ أي خيانة، وغلْ يَغل: إذا خان، وأَغْلَلْتُ فلاناً : نسبته إلى الغلُولِ. قال: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161].

قال الراغب وقرئ: أَنْ يَغُل(13) أي: ينسب إلى الخيانة، من اغللتُه قال:

{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]، وروي: (لا إغلال ولا اسلال)(14) :أي: لا خيانة ولا سرقة.

وقوله عليه (الصلاة والسلام) ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن (15) أي لا يضطغن وروي: (لا يُغل)، أي: لا يصير ذا خيانة (16).

فمن صفات أهل الجنة نزع الغل من الصدور.

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].

10ـ المخبتون:

الخَبْتُ في اللغة المطمئن من الأرض، وأخبت الرجل: قصد الخبت، أو نزله، نحو أسهل وأنجد، ثم استعمل الإخبات استعمال اللين والتواضع، قال الله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23]، وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34]، أي: المتواضعين، نحو: {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } [الأعراف: 206]، وقوله تعالى: {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 54]، أي: تلين وتخشع(17)، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [هود: 23].

11ـ التائبون:

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60].

12ـ الاستقامة

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف: 13، 14].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، رقم 4939.

2ـ في نسخ (ب، ز، بس): (يلج).

3ـ في الجعفريات: (في الجنة).

4ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 258، رقم 1750، باب 49 حسن الخلق وفي الطبع القديم ج 2، ص 100، الجعفريات، ص 150، بسند آخر عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). الاختصاص، ص 228، مرسلاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفيهما مع زيادة في أوّله الوافي، ج4، ص420، ح2235، الوسائل، ج 12، ص 150، ح 15911، البحار، ج71، ص 375، ح6.

5ـ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج8، ص 169.

6ـ شرح الكافي - الأصول والروضة، ج8، ص 288.

7ـ في نسخة (ص): (لقيه).

8ـ في نسخة (ب) والوافي: (حسّن) بتشديد السين.

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج3، ص734، رقم 2520، وفي الطبع القديم ج 2، ص300، الوافي، ج 5، ص 939، ح 3318. الوسائل، ج 12، ص 236، ح 16181، البحار، ج 73، ص 399، ذيل ح5..

10ـ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 10، ص: 137.

11ـ وسائل الشيعة، ج 1، ص 303، رقم 799.

12ـ انظر: الأفعال 2 / 1 و7.

13ـ وهي قراءة نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وأبي جعفر انظر:

الإتحاف ص 181، وإرشاد المبتدي ص 271.

14 شطر من حديث طويل في صلح الحديبية أخرجه أحمد من المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في مسنده 4 / 325، وأبو داود في كتاب الجهاد، باب صلح العدو. انظر: سنن أبي داود رقم 2766، ومعالم السنن 2 / 336.

15ـ الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال في حجة الوداع: نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ورائهم.

أخرجه البزار بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه من حديث زيد بن ثابت والترمذي وقال حديث حسن، وأحمد وابن ماجه.

وقال الحافظ المنذري: وقد روي هذا الحديث أيضاً عن ابن مسعود ومعاذ بن جبل والنعمان بن بشير وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وغيرهم، وبعض أسانيدهم صحيحة، ا. هـ - وصححه ابن العربي.

انظر عارضة الأحوذي 10 / 124، ومسند احمد 4 / 81، والترغيب والترهيب 1 / 23. انظر هامش المفردات.

16ـ المفردات في غريب القرآن، ص:611.

17ـ المصدر السابق، ص 276. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.