المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Difference
19-10-2019
ستراتيجية التنمية المتوازنة
2024-10-23
طبقات العرب
8-11-2016
التوحيد في الرهبة
2023-03-18
مسجل الرطوبة (هيجروجراف) hygrograph
16-3-2020
تحرير إرادة الأُمّة
17-3-2016


البُعد الاقتصادي في دولة الامام المهدي (عج)  
  
2864   07:36 مساءً   التاريخ: 17-3-2022
المؤلف : الشيخ نجم الدين الطبسي
الكتاب أو المصدر : في رحاب حكومة الإمام المهدي ( ع )
الجزء والصفحة : ص 239-254
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

الحكومة إذا كانت مدعومة من اللّه تعالى ، وطبقت الأحكام والقوانين الإلهية في المجتمع ، فإن الناس سيتغيرون ببركتها ، ويتوجهون للتقوى والصلاح ، وستفيض نتيجة ذلك نعم اللّه على العباد من كل مكان .

كما نقرأ في القرآن الكريم {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } [الأعراف: 96].

في دولة المهدي عليه السّلام التي يتوجه فيها الناس إلى طاعة اللّه - عز وجل - وتخضع رقابهم لأوامر حجة اللّه ، تسخو الأرض والسماء بكلّ بركاتها على عباد اللّه . من هذه الناحية تهطل الأمطار الموسمية ، تمتلئ الأنهار بالمياه ، وتكثر محاصيل الأرض ، وتزدهر الزراعة ، وتخضرّ الحقول وتثمر ، وتتحول الصحارى بين مكة والمدينة التي لم تر الخضرة أبدا إلى واحات ، وتتسع تربية الحيوانات . ويزدهر الإقتصاد ، ويزول الفقر والعوز ، ويظهر العمران في كل مكان ، وتزدهر التجارة .

هناك روايات كثيرة وردت في مجال الازدهار الاقتصادي في زمان إمام العصر عليه السّلام نذكر منها الروايات التالية :

أ - الرفاه الاجتماعي :

ما يستفاد من الروايات في هذا المجال هو أنه على اثر تحسن الوضع الاقتصادي تنتزع جذور الفقر والعوز من المجتمع البشري ، ويعطى للشخص المحتاج المال حتى لا يستطيع حمله ، ويتحسن الوضع العام للمجتمع بحيث أن دافعي الزكاة يجهدون في العثور على المستحق لإيصالها إليه .

1 - تقسيم الأموال :

عن أبي جعفر عليه السّلام : « إذا قام قائم أهل البيت عليه السّلام . قسّم بالسويّة وعدل في الرعية ، . . . ويجمع إليه أموال من بطن الأرض وظهرها ، فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام ، وركبتم في ما حرّم اللّه عز وجل ، فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله »[1].

وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد »[2].

وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي ، عطاؤه هنيئا »[3].

إن عطاء المهدي عليه السّلام رحمة وبلا منّة ، بناء على هذا يكون هنيئا على خلاف عطاء الآخرين الذي يكون ثمنه العبودية ، أو بيع الدين ، أو إراقة ماء الوجه .

عن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « ثم ينشأ رجل من قريش . . . فيقسم المال ، ويعمل بسنّة نبيهم »[4] . وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ولا يعدّه عدّا »[5]  .

وعن عبد اللّه بن سنان ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إن لي أرض خراج ، وقد ضقت بها ذرعا قال :

فسكت هينهة ثم قال : إن قائمنا لو قد قام ، كان نصيبك في الأرض أكثر منها »[6].

وعن الإمام الباقر عليه السّلام : « إذا قام قائم أهل البيت عليه السّلام ، قسم بالسويّة وعدل في الرعية »[7]  .

وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . آخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض . . . يأتيه الرجل والمال كدوس ، فيقول : يا مهدي أعطني ، فيقول خذ »[8]  .

وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . إنه يستخرج الكنوز ، ويقسم المال ، ويلقى أهل الإسلام بجرانه »[9].

2 - قلع جذور الفقر :

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يخرج المهدي . . . ويطاف بالمال في أهل الحواء ، فلا يوجد أحد يقبله »[10].

وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يكون في أمتي المهدي . . . والمال كدوس »[11].

هذا الحديث كناية عن زوال الحاجة من المجتمع بنحو تزيد الأموال عن موارد مصرفها . وبتعبير آخر إن دولة المهدي عليه السّلام ليست بلا نقص في ميزانيتها ، فحسب بل إن مدخولها أكثر من مصروفها . كيف وقد أخرجت الأرض كنوزها ببركة الإمام العدل بقية اللّه .

عن المفضل بن عمر : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « إن قائمنا إذا قام . . . تظهر الأرض كنوزها ، حتى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته ، لا يوجد أحد يقبل منه ذلك ، واستغنى الناس بما رزقهم اللّه من فضله » [12].

وعن علي بن عقبة : « ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبرّه لشمول الغنى جميع المؤمنين »[13].

وعن الباقر عليه السّلام : « ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي ، ويوسع اللّه على شيعتنا ، ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا »[14].

وعن أبي جعفر عليه السّلام : « . . . ويعطي الناس عطايا مرتين في السنة ، ويرزقهم في الشهر رزقين ، ويسوّي بين الناس حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة ، ويجيء أصحاب الزكاة على المحاويج من شيعته فلا يقبلونها فيصرّوها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم فيقولون : لا حاجة لنا في دراهمكم » [15].

يعلم من الروايات السابقة أمران :

الأول : أن الناس في زمن دولة الإمام المهدي عليه السّلام ، تصل إلى مرحلة من الرشد الفكري إلى درجة أنّهم يعملون بواجباتهم في جميع أبعادها دون إجبار واضطرار ، ومن هذه الوظائف دفع خمس الأرباح للدولة الإسلامية .

لو دفع جميع المسلمين أرباحهم وزكاة أموالهم إلى الدولة الإسلامية ، فإنها ستشكل رقما كبيرا وتكون الدولة قادرة على أي إجراء إصلاحي وخدماتي عام .

الثاني : أنه وإن كان عطاء الإمام عليه السّلام في ذلك العصر بدون حساب ، وكان لدى الناس موارد مختلفة تسد حاجاتهم ، ولكن ما يلفت النظر هو طبيعة وحالة الغنى لديهم ؛ لأنه كم من الناس الأثرياء تتملكهم نفس جائعة وروح فقيرة ، وكم من الناس مع فقرهم يتمتعون بطبيعة عالية وروح غنية . الناس في عصر إمام الزمان عليه السّلام يتمتعون بروح غنية ، وهذا هو التغيير المعنوي الذي يحدث في ذلك العصر .

3 - مساعدة المحرومين والمستضعفين :

عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . فعند ذلك خروج المهدي وهو رجل من ولد هذا - وأشار بيده إلى علي ابن أبي طالب عليه السّلام به يمحق اللّه الكذب ، ويذهب الزمان الكلب ، وبه يخرج ذل الرق من أعناقكم »[16]  .

وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : « . . . فلا يترك - أي المهدي - عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه ، ولا غارما إلا قضى دينه »[17]  .

وعن أبي أرطأة : « ثم ينزل - أي المهدي - الكوفة حتى يستنقذ من فيها من بني هاشم »[18]  .

وعن أبي جعفر عليه السّلام : « ثم يخرج المهدي حتى يمر بالمدينة فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم »[19]  .

وفي الملاحم لابن طاووس : « فيفتح اللّه أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم »[20]  .

وعن طاووس اليماني : « المهدي يلعق المساكين الزبد »[21] .

يحتمل أن يكون المراد أن الإمام عليه السّلام لديه اهتمام خاص بمساعدة وإعطاء المحرومين والمساكين ، وكان يعطيهم من الأموال زيادة ما يستحقه أي مسلم من بيت المال ، بمقدار ما يرى الأصلح .

ب - العمران :

عندما نأخذ بعين الاعتبار مقدار الدمار قبل الظهور فإننا سندرك عظمة وأهمية العمران في دولة الإمام المهدي عليه السّلام . فالعالم ابتلي بالحرب المدمرة ، وصار هدفا للأهواء النفسانية للمستكبرين واحترق مدة من الزمن بنار الحرب التي تركت الكثير من القتلى والدمار ، لذلك هو يحتاج إلى مقدار كبير من الإعمار ، ودولة الإمام المهدي عليه السّلام تقوم بتعمير هذا الخراب ، ويظهر هذا الإعمار في العالم كله .

عن علي عليه السّلام : « . . . ثم إن المهدي عليه السّلام يفرق أصحابه وهم الذين عاهدوه في أول خروجه ، فيوجههم إلى جميع البلدان ، ويأمرهم بالعدل والإحسان ، وكل رجل منهم يحكم على إقليم من الأرض ، ويعمّر جميع مدائن الدنيا بالعدل والإحسان »[22]  .

وعن أبي جعفر عليه السّلام : « . . . فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمّر »[23].

وعنه عليه السّلام : « يدخل المهدي الكوفة . . . ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السّلام لهم نهرا يجري إلى الغريين ، حتى يبرز في النجف ، ويعمل على فوهته قناطر »[24].

وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام : « إن قائمنا إذا قام . . . ويتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة »[25]  .

وفي الإرشاد : « اتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء »[26].

تحكي هذه الرواية عن اتساع العمران في الكوفة ، الذي يتصل من ناحية بالحيرة التي تبعد الآن من ناحية مسافة ستين كيلو مترا عن الكوفة ، وتتصل بكربلاء من ناحية أخرى التي هي أيضا تبعد بهذه المسافة .

« ليتصلنّ هذه بهذه ، وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة ، حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير »[27].

قد يكون اتساع الكوفة وغلاء الأرض لأنها ستكون عاصمة الدولة الإسلامية ، والمؤمنون بحسب الروايات سيذهبون إلى هناك .

في زمن الإمام المهدي عليه السّلام تتسع الطرق والشوارع أيضا ، وتوضع قوانين خاصة في هذا المجال . عن الإمام الباقر عليه السّلام : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة . . . ولم يبق مسجد على الأرض له شرف إلا هدّمها وجعلها جماء ، ووسع الطريق الأعظم »[28]  .

وعن أبي الحسن موسى عليه السّلام : « إذا قام قائمنا قال : يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق يا معشر الرجال سيروا على جنبي الطريق ، فأيما فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلا عيب ألزمناه الدية ، وأيما رجل أخذ في وسط الطريق فأصابه عيب فلا دية له »[29]  .

نفهم من هذه الرواية أن المدن تتسع ، وتكثر الطرقات ، وتوضع قوانين ليس فقط لوسائل النقل ، بل للمشاة أيضا . فالحكومة التي تستفيد من العلم والصناعة وتوسع الطرق الرئيسية ، وتفتح شوارع واسعة ، لا شك أنها تضع إلى جانب ذلك قوانين للقيادة مع ضمان قوي لتنفيذها .

ج - الزراعة :

من المجالات التي حصل فيها تغيير ملفت في دولة إمام الزمان عليه السّلام ، الزراعة وتربية المواشي ، فبعد أن ذاق الناس طعم قلة المطر ، والجفاف ، وقلّة المواد الغذائية ، وموات الأراضي الزراعية لسنوات متوالية ، ومضى زمان لا أثر فيه للماشية وتربية المواشي ، وكان على المرء أن يقدم أحيانا أغلى شيء عنده ، أي الشرف والعرض ، من أجل تأمين لقمة الخبز يحدث تغيير مدهش في الزراعة وتربية المواشي وتكثر المواد الغذائية في المجتمع .

قبل ظهور الإمام عليه السّلام إذا كان المطر يهطل أحيانا ، لم تكن الأرض تقبله ، وأحيانا تكون الأرض محتاجة له إلا إنّ السماء لا تمطر ، تنعدم المحاصيل الزراعية ، وقد يهطل المطر في غير زمانه فيفني المزروعات . في زمان الإمام عليه السّلام تتغير أوضاع الطقس ، في البداية يهطل مطر لم يره الناس في حياتهم ، وبعد ذلك تنزل الرحمة الإلهية على البشر ، وتكثر على أثره النعم عليهم ، بحيث أنهم يجنون محصول عشر سنوات في يوم واحد . وقد جاء في الروايات أنه ينتج من كل منّ واحد - كل ثلاثة كيلو غرامات - من القمح مائة منّ .

تحكي الروايات عن نزول المطر أربعا وعشرين مرة في سنة الظهور ، تعم بعدها الناس بركات كثيرة . وتنتشر الخضرة والبهجة ، في الجبال والسهول والصحارى ، ولا يبقى في الصحارى البائرة والقاحلة أثر للبوار ، وتزداد النعم الإلهية حتى يتمنى الناس الحياة لأمواتهم .

1 - كثرة الأمطار :

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . ترسل عليهم السماء مدرارا »[30]  .

 

وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . وينزل اللّه له البركة من السماء »[31].

وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، وتمطر السماء مطرا ، وتخرج الأرض نباتها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعم بمثلها قط » [32].

وعن أمير المؤمنين عليه السّلام : « بنا يفتح اللّه ، وبنا يختم ، وبنا يمحو ما يشاء ، وبنا يثبت ، وبنا يدفع اللّه الزمان الكّلب ، وبنا ينزل الغيث ، فلا يغرنك باللّه الغرور ، ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عز وجل ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء »[33].

وعن أبي عبد اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « وإذا آن قيامه صلّى اللّه عليه واله وسلّم ، مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم تر إلى الخلائق مثله »[34].

وقال سعيد بن جبير : « السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر أربعا وعشرين مطرة يرى أثرها وبركتها »[35].

وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « وتزيد المياه في دولته ، وتمدّ الأنهار »[36].

وقال صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « إذا كان خروج القائم ، . . . فعند ذلك تفرح الطيور . . . وتمد الأنهار ، وتفيض العيون ، وتنبت الأرض ضعف أكلها »[37]  .

2 - كثرة المحاصيل الزراعية :

عن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « طوبى لعيش بعد المسيح ( الدجال ) ، يؤذن للسماء في القطر ، وللأرض في النبات ، فلو بذرت حبة على الصفا لنبتت ، ولا تباغض ولا تحاسد ، حتى يمرّ المرء على الأسد ولا يضره ، ويطأ على الحية فلا تضرّه »[38]  .

وقال صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . تنعم أمتي في دنياه نعما لم تنعم مثله قط ، البرّ منهم والفاجر ، ترسل السماء عليهم مدرارا ، ولا تدّخر الأرض شيئا من نباتها »[39] .

وعن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « وتكون الأرض كفاثورة الفضة ، تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم »[40] .

وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « ويجتمع النفر على الرّمانة فتشبعهم »[41]  .

وعن طاووس عن أبيه يرويه : ويكون القطف - عنقاء - يأكل منه النفر ذو عدد »[42]  .

وعنه قال أمير المؤمنين عليه السّلام « . . . وبعد ذلك يملك المهدي مشارق الأرض ومغاربها . . . ويذهب الشر ويبقى الخير ، ويزرع الرجل الشعير والحنطة ، فيخرج من كل منّ مائة منّ ، كما قال اللّه تعالى : فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ »[43] .

وعن أمير المؤمنين عليه السّلام : « فبعث الإمام عليه السّلام إلى أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس . . . ويزرع الإنسان مدّا يخرج له سبعمائة كما قال اللّه عز وجل وَاللَّهُ يُضاعِفُ . . . [44] .

وعنه عليه السّلام : وفي قصة المهدي عليه السّلام : « . . . وتحمل الأشجار ، وتتضاعف البركات »[45]  .

وعنه عليه السّلام : « ولو قد قام قائمنا ، لأنزلت السماء قطرها ، ولأخرجت الأرض نباتها . . . حتى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلا على النبات »[46] .

قد يكون الإمام عليه السّلام ذكر هذه المنطقة كمثال ، ولا بد من الالتفات إلى أن هذه المنطقة ليس فيها إلا الأشواك الصحراوية .

ولعل ذكرها هو لبيان أن جميع الأراضي البائرة تتحول إلى أراض زراعية في عصر الإمام المهدي عليه السّلام ، يقول النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم في هذا

المجال : « إذا ظهر المهدي في أمتي أخرجت الأرض زهرتها وأمطرت السماء مطرها » [47] .

وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام : « . . . واللّه ليزرعنّ الزرع ، وليغرسنّ النخل بعد خروج الدجال »[48]  .

وعنه عليه السّلام في تفسير الآية الشريفة مُدْهامَّتانِ : « أن أشجار التمر تتصل بين مكة والمدينة » [49].

3 - انتشار تربية المواشي :

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه اللّه الغيث ، وتكثر الماشية »[50]  .

وقال صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . وتعيش الماشية »[51] .

وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « بعد الدجال يبارك اللّه في الرّسل ، حتى أن اللقمة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقمة من البقر لتكفي القبيلة ، واللقمة من الغنم لتكفي النفر من الناس »[52]  .

4 - التجارة :

إن رشد ونمو التجارة في البلاد والمجتمع هو علامة إزدهار الإقتصاد وثراء المجتمع ، كذلك تعطيل الأسواق ، وكساد التجارة هو علامة فقر المجتمع . وبما أن الناس في دولة إمام العصر عليه السّلام يعيشون في وضع اقتصادي راق ، فإن التجارة تزدهر وتنشط الأسواق .

عن النبي محمد صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « من أشراط الساعة أن يفيض المال ، ويظهر العلم ويفشو التجار »[53]  .

وعن عبد اللّه بن سلام : « يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ، ويغرس النخل ، وتقوم الأسواق »[54]  .

___________________________________ 


[1] علل الشرائع ، ص 161 ، النعماني ، الغيبة ، ص 237 . عقد الدرر ، ص 39 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 390 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 497 .

[2] ابن حماد ، الفتن ، ص 98 . ابن أبي شيبة ، المصنف ، ج 15 ، ص 196 . أحمد بن حنبل ، المسند ، ج 3 ، ص 5 . ابن بطريق ، العمدة ، ص 424 .

[3] الشافعي ، البيان ، ص 124 . إحقاق الحق ، ج 13 ، ص 248 . الشيعة والرجعة ، ج 1 ، ص 207 .

[4] ابن داود ، السنن ، ج 4 ، ص 108 .

[5] عبد الرزاق ، المصنف ، ج 11 ، ص 372 . ابن بطريق ، العمدة ، ص 424 . الصواعق المحرقة ، ص 164 ، البغوي ، مصابيح السنة ، ج 2 ، ص 139 . الشافعي ، البيان ، ص 122 . ابن طاووس ، الملاحم ، ص 69 .

[6] الكافي ، ج 5 ، ص 285 . التهذيب ، ج 7 ، ص 149 .

[7] النعماني ، الغيبة ، ص 237 . بحار الأنوار ، ج 51 ، ص 29 .

[8] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 70 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 379 . أنظر : أحمد بن جنبل ، المسند ، ج 3 ، ص 21 . أحقاق الحق ، ج 13 . ص 55 .

[9] ن . م ، ص 69 .

[10] عقد الدرر ، ص 166 . المستجاد ، ص 58 . يطلق الحواء على البيوت القريبة لبعضها في حي واحد .

[11] الحاكم ، المستدرك ، ج 4 ، ص 558 . الشيعة والرجعة ، ج 1 ، ص 214 .

[12] المفيد ، الإرشاد ، ص 363 ، بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 337 .

[13] ن . م ، ص 344 . المستجاد ، ص 509 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 339 . انظر : أحمد بن حنبل ، المسند ، ج 2 ، ص 53 . 272 . 313 وج 3 ، ص 5 . مجمع الزوائد ص 314 .

[14] النعماني ، الغيبة ، ص 238 . حلية الأبرار ، ج 2 ، ص 642 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 390 .

[15] النعماني ، الغيبة ، ص 238 . حلية الأبرار ، ج 2 ، ص 642 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 390 .

أنظر : بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 352 . ابن أبي شيبة ، المصنف ، ج 3 ، ص 111 . أحمد بن حنبل ج 4 ، ص 306 . البخاري ، الصحيح ، ج 2 ، ص 135 . مسلم ، الصحيح ، ج 2 ، ص 70 .

[16] الطوسي ، الغيبة ، ص 114 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 502 ، بحار الأنوار ، ج 5 ، ص 75 .

[17] العياشي ، التفسير ، ج 1 ، ص 64 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 224 .

[18] ابن حماد ، 83 ، الحاوي للفتاوي ، ج 3 ، ص 67 . المتقي الهندي ، البرهان ، 118 .

[19] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 64 .

[20]  عقد الدرر ، ص 167 .

[21] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 68 . عقد الدرر ، ص 227 .

[22] الشيعة والرجعة ، ج 1 ص 168 .

[23] كمال الدين ، ص 331 ، الفصول المهمة ، ص 284 . اسعاف الراغبين ، ص 152 . الوافي ، ج 2 ، ص 112 . نور الثقلين ، ج 2 ، ص 212 . إحقاق الحق ، ج 3 ، ص 342 .

[24] المقيد ، الإرشاد ، ص 362 . الطوسي ، الغيبة ، ص 280 . روضة الواعظين ، ج 2 ن ص 263 .

الصراط المستقيم ، ج 2 ، ص 262 . إعلام الورى ، 430 . المستجاد ، ص 580 . كشف الغمة ، ج 3 ، ص 253 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 331 وج 97 . ص 385 .

[25] الطوسي ، الغيبة ، ص 295 ، بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 330 . 337 . وج 97 ، ص 385 .

[26] المفيد ، الإرشاد ، ص 362 ، أنظر : روضة الواعظين ، ج 2 ، ص 264 . أعلام الورى ، ص 434 .

الخرايج ، ص 3 ، 1176 . الصراط المستقيم ، ج 2 ، ص 252 . المحجة ، ص 184 .

[27] التهذيب ، ج 3 ، ص 253 . ملاذ الأخيار ، ج 5 ، ص 478 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 374 . عن الصادق من كانت له دار بالكوفة فليتمسك بها وفي آخر ألا وإنّ قم الكوفة الصغيرة .

بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 386 و 374 . سفينة البحار ، ج 7 ، ص 543 .

[28] المفيد ، الإرشاد ، ص 365 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 339 .

[29] التهذيب ، ج 1 ، ص 314 ، وسائل الشيعة ، ج 19 ، ص 181 . ملاذ الأخيار ، ج 16 ، ص 685 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 455.

[30] مجمع الزوائد ، ج 7 ، ص 317 .

[31] عقد الدرر ، ص 169 .

[32] المطالب العالية ، ج 4 ، ص 242 . ابن طاووس ، الملاحم ، ص 139 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 524 . إحقاق الحق ، ج 19 ، 655 . انظر بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 345 .

[33] منن الرحمن ، ج 2 ، ص 337 . الوافي ، ج 2 ، ص 470 .

[34] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 337 . الوافي ، ج 2 ، ص 470 .

[35] إحقاق الحق ، ج 13 ، ص 169 .

[36] عقد الدرر ، ص 84 .

[37] المفيد ، الإختصاص ، ص 208 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 304 .

[38] فردوس الأخبار ، ج 3 ، ص 24 .

[39] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 141 ، انظر : الطوسي ، الغيبة ، ص 115 ، إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 504 .

[40] ن . م ، ص 152 . ابن ماجة ، السنن ، ج 2 ، ص 1359 . ابن حماد ، الفتن ، ص 162 . فيه ( كفادورة ) . عبد الرزاق ، المصنف ج 11 ، ص 399 وفيه ( كماتور الورق ) .

[41] ن . م ، الدر المنثور ، ج 4 ، ص 255 . فاختلاف - عبد الرزاق ، المصنف ، ج 11 ، ص 401 .

[42] م . س .

[43] ( 1 ) الشيعة والرجعة ، ج 1 ، ص 167 . الآية 261 ، من سورة البقرة .

[44] ( 2 ) عقد الدرر ، ص 159 . ابن طاووس ، الملاحم ، ص 97 . القول المختصر ، ص 30 .

[45] ( 3 ) ابن طاووس ، الملاحم ، ص 125 . الحاوي للفتاوي ، ج 2 ، ص 61 ، المتقي الهندي ، البرهان ، ص 117 .

[46] ( 4 ) تحف العقول ، ص 115 .

[47] ( 1 ) المناقب والمثالب ، ص 44 . أحقاق الحق ، ج 19 ، ص 677 . أنظر : ابن ماجة ، السنن ، ج 2 ، ص 1356 . الحاكم ، المستدرك ، ج 2 ، ص 492 . الدر المنثور ، ج 2 ، ص 244 .

[48] ( 2 ) الكافي ، ج 5 ، ص 260 . من لا يحضره الفقيه ، ج 3 ، ص 158 . وسائل الشيعة ، ج 13 ، ص 193 . التهذيب ، ج 6 ، ص 384 .

[49] ( 3 ) القمي ، التفسير ، ج 2 ، ص 346 . بحار الأنوار ، ج 51 ، ص 49 . الآية 64 . من سورة الرحمن .

[50]  الحاكم ، المستدرك ، ج 4 ، ص 5558 . عقد الدرر ، ص 144 . المتقي الهندي ، البرهان ، ص 84 . كشف الغمة ، ج 3 ، ص 260 . بحار الأنوار ، ج 51 ، ص 81 .

[51] جامع الأحاديث ، ج 8 ، ص 77 . إحقاق الحق ، ج 13 ، ص 215 . وج 19 ، ص 681 .

[52] ابن حماد ، الفتن ، ص 148 .

[53] ابن قتيبة ، عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 12 .

[54] ابن أبي شيبة ، المصنف ، ج 15 ، ص 142 ، الدر المنثور ، ج 5 ، المتقي الهندي ، البرهان ، ص 193 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.