أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015
3497
التاريخ: 2024-09-03
190
التاريخ: 4-08-2015
3355
التاريخ: 17-3-2022
2865
|
الحكومة إذا كانت مدعومة من اللّه تعالى ، وطبقت الأحكام والقوانين الإلهية في المجتمع ، فإن الناس سيتغيرون ببركتها ، ويتوجهون للتقوى والصلاح ، وستفيض نتيجة ذلك نعم اللّه على العباد من كل مكان .
كما نقرأ في القرآن الكريم {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } [الأعراف: 96].
في دولة المهدي عليه السّلام التي يتوجه فيها الناس إلى طاعة اللّه - عز وجل - وتخضع رقابهم لأوامر حجة اللّه ، تسخو الأرض والسماء بكلّ بركاتها على عباد اللّه . من هذه الناحية تهطل الأمطار الموسمية ، تمتلئ الأنهار بالمياه ، وتكثر محاصيل الأرض ، وتزدهر الزراعة ، وتخضرّ الحقول وتثمر ، وتتحول الصحارى بين مكة والمدينة التي لم تر الخضرة أبدا إلى واحات ، وتتسع تربية الحيوانات . ويزدهر الإقتصاد ، ويزول الفقر والعوز ، ويظهر العمران في كل مكان ، وتزدهر التجارة .
هناك روايات كثيرة وردت في مجال الازدهار الاقتصادي في زمان إمام العصر عليه السّلام نذكر منها الروايات التالية :
أ - الرفاه الاجتماعي :
ما يستفاد من الروايات في هذا المجال هو أنه على اثر تحسن الوضع الاقتصادي تنتزع جذور الفقر والعوز من المجتمع البشري ، ويعطى للشخص المحتاج المال حتى لا يستطيع حمله ، ويتحسن الوضع العام للمجتمع بحيث أن دافعي الزكاة يجهدون في العثور على المستحق لإيصالها إليه .
1 - تقسيم الأموال :
عن أبي جعفر عليه السّلام : « إذا قام قائم أهل البيت عليه السّلام . قسّم بالسويّة وعدل في الرعية ، . . . ويجمع إليه أموال من بطن الأرض وظهرها ، فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام ، وركبتم في ما حرّم اللّه عز وجل ، فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله »[1].
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد »[2].
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي ، عطاؤه هنيئا »[3].
إن عطاء المهدي عليه السّلام رحمة وبلا منّة ، بناء على هذا يكون هنيئا على خلاف عطاء الآخرين الذي يكون ثمنه العبودية ، أو بيع الدين ، أو إراقة ماء الوجه .
عن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « ثم ينشأ رجل من قريش . . . فيقسم المال ، ويعمل بسنّة نبيهم »[4] . وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ولا يعدّه عدّا »[5] .
وعن عبد اللّه بن سنان ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إن لي أرض خراج ، وقد ضقت بها ذرعا قال :
فسكت هينهة ثم قال : إن قائمنا لو قد قام ، كان نصيبك في الأرض أكثر منها »[6].
وعن الإمام الباقر عليه السّلام : « إذا قام قائم أهل البيت عليه السّلام ، قسم بالسويّة وعدل في الرعية »[7] .
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . آخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض . . . يأتيه الرجل والمال كدوس ، فيقول : يا مهدي أعطني ، فيقول خذ »[8] .
وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . إنه يستخرج الكنوز ، ويقسم المال ، ويلقى أهل الإسلام بجرانه »[9].
2 - قلع جذور الفقر :
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يخرج المهدي . . . ويطاف بالمال في أهل الحواء ، فلا يوجد أحد يقبله »[10].
وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يكون في أمتي المهدي . . . والمال كدوس »[11].
هذا الحديث كناية عن زوال الحاجة من المجتمع بنحو تزيد الأموال عن موارد مصرفها . وبتعبير آخر إن دولة المهدي عليه السّلام ليست بلا نقص في ميزانيتها ، فحسب بل إن مدخولها أكثر من مصروفها . كيف وقد أخرجت الأرض كنوزها ببركة الإمام العدل بقية اللّه .
عن المفضل بن عمر : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « إن قائمنا إذا قام . . . تظهر الأرض كنوزها ، حتى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته ، لا يوجد أحد يقبل منه ذلك ، واستغنى الناس بما رزقهم اللّه من فضله » [12].
وعن علي بن عقبة : « ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبرّه لشمول الغنى جميع المؤمنين »[13].
وعن الباقر عليه السّلام : « ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي ، ويوسع اللّه على شيعتنا ، ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا »[14].
وعن أبي جعفر عليه السّلام : « . . . ويعطي الناس عطايا مرتين في السنة ، ويرزقهم في الشهر رزقين ، ويسوّي بين الناس حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة ، ويجيء أصحاب الزكاة على المحاويج من شيعته فلا يقبلونها فيصرّوها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم فيقولون : لا حاجة لنا في دراهمكم » [15].
يعلم من الروايات السابقة أمران :
الأول : أن الناس في زمن دولة الإمام المهدي عليه السّلام ، تصل إلى مرحلة من الرشد الفكري إلى درجة أنّهم يعملون بواجباتهم في جميع أبعادها دون إجبار واضطرار ، ومن هذه الوظائف دفع خمس الأرباح للدولة الإسلامية .
لو دفع جميع المسلمين أرباحهم وزكاة أموالهم إلى الدولة الإسلامية ، فإنها ستشكل رقما كبيرا وتكون الدولة قادرة على أي إجراء إصلاحي وخدماتي عام .
الثاني : أنه وإن كان عطاء الإمام عليه السّلام في ذلك العصر بدون حساب ، وكان لدى الناس موارد مختلفة تسد حاجاتهم ، ولكن ما يلفت النظر هو طبيعة وحالة الغنى لديهم ؛ لأنه كم من الناس الأثرياء تتملكهم نفس جائعة وروح فقيرة ، وكم من الناس مع فقرهم يتمتعون بطبيعة عالية وروح غنية . الناس في عصر إمام الزمان عليه السّلام يتمتعون بروح غنية ، وهذا هو التغيير المعنوي الذي يحدث في ذلك العصر .
3 - مساعدة المحرومين والمستضعفين :
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . فعند ذلك خروج المهدي وهو رجل من ولد هذا - وأشار بيده إلى علي ابن أبي طالب عليه السّلام به يمحق اللّه الكذب ، ويذهب الزمان الكلب ، وبه يخرج ذل الرق من أعناقكم »[16] .
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : « . . . فلا يترك - أي المهدي - عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه ، ولا غارما إلا قضى دينه »[17] .
وعن أبي أرطأة : « ثم ينزل - أي المهدي - الكوفة حتى يستنقذ من فيها من بني هاشم »[18] .
وعن أبي جعفر عليه السّلام : « ثم يخرج المهدي حتى يمر بالمدينة فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم »[19] .
وفي الملاحم لابن طاووس : « فيفتح اللّه أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم »[20] .
وعن طاووس اليماني : « المهدي يلعق المساكين الزبد »[21] .
يحتمل أن يكون المراد أن الإمام عليه السّلام لديه اهتمام خاص بمساعدة وإعطاء المحرومين والمساكين ، وكان يعطيهم من الأموال زيادة ما يستحقه أي مسلم من بيت المال ، بمقدار ما يرى الأصلح .
ب - العمران :
عندما نأخذ بعين الاعتبار مقدار الدمار قبل الظهور فإننا سندرك عظمة وأهمية العمران في دولة الإمام المهدي عليه السّلام . فالعالم ابتلي بالحرب المدمرة ، وصار هدفا للأهواء النفسانية للمستكبرين واحترق مدة من الزمن بنار الحرب التي تركت الكثير من القتلى والدمار ، لذلك هو يحتاج إلى مقدار كبير من الإعمار ، ودولة الإمام المهدي عليه السّلام تقوم بتعمير هذا الخراب ، ويظهر هذا الإعمار في العالم كله .
عن علي عليه السّلام : « . . . ثم إن المهدي عليه السّلام يفرق أصحابه وهم الذين عاهدوه في أول خروجه ، فيوجههم إلى جميع البلدان ، ويأمرهم بالعدل والإحسان ، وكل رجل منهم يحكم على إقليم من الأرض ، ويعمّر جميع مدائن الدنيا بالعدل والإحسان »[22] .
وعن أبي جعفر عليه السّلام : « . . . فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمّر »[23].
وعنه عليه السّلام : « يدخل المهدي الكوفة . . . ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السّلام لهم نهرا يجري إلى الغريين ، حتى يبرز في النجف ، ويعمل على فوهته قناطر »[24].
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام : « إن قائمنا إذا قام . . . ويتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة »[25] .
وفي الإرشاد : « اتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء »[26].
تحكي هذه الرواية عن اتساع العمران في الكوفة ، الذي يتصل من ناحية بالحيرة التي تبعد الآن من ناحية مسافة ستين كيلو مترا عن الكوفة ، وتتصل بكربلاء من ناحية أخرى التي هي أيضا تبعد بهذه المسافة .
« ليتصلنّ هذه بهذه ، وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة ، حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير »[27].
قد يكون اتساع الكوفة وغلاء الأرض لأنها ستكون عاصمة الدولة الإسلامية ، والمؤمنون بحسب الروايات سيذهبون إلى هناك .
في زمن الإمام المهدي عليه السّلام تتسع الطرق والشوارع أيضا ، وتوضع قوانين خاصة في هذا المجال . عن الإمام الباقر عليه السّلام : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة . . . ولم يبق مسجد على الأرض له شرف إلا هدّمها وجعلها جماء ، ووسع الطريق الأعظم »[28] .
وعن أبي الحسن موسى عليه السّلام : « إذا قام قائمنا قال : يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق يا معشر الرجال سيروا على جنبي الطريق ، فأيما فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلا عيب ألزمناه الدية ، وأيما رجل أخذ في وسط الطريق فأصابه عيب فلا دية له »[29] .
نفهم من هذه الرواية أن المدن تتسع ، وتكثر الطرقات ، وتوضع قوانين ليس فقط لوسائل النقل ، بل للمشاة أيضا . فالحكومة التي تستفيد من العلم والصناعة وتوسع الطرق الرئيسية ، وتفتح شوارع واسعة ، لا شك أنها تضع إلى جانب ذلك قوانين للقيادة مع ضمان قوي لتنفيذها .
ج - الزراعة :
من المجالات التي حصل فيها تغيير ملفت في دولة إمام الزمان عليه السّلام ، الزراعة وتربية المواشي ، فبعد أن ذاق الناس طعم قلة المطر ، والجفاف ، وقلّة المواد الغذائية ، وموات الأراضي الزراعية لسنوات متوالية ، ومضى زمان لا أثر فيه للماشية وتربية المواشي ، وكان على المرء أن يقدم أحيانا أغلى شيء عنده ، أي الشرف والعرض ، من أجل تأمين لقمة الخبز يحدث تغيير مدهش في الزراعة وتربية المواشي وتكثر المواد الغذائية في المجتمع .
قبل ظهور الإمام عليه السّلام إذا كان المطر يهطل أحيانا ، لم تكن الأرض تقبله ، وأحيانا تكون الأرض محتاجة له إلا إنّ السماء لا تمطر ، تنعدم المحاصيل الزراعية ، وقد يهطل المطر في غير زمانه فيفني المزروعات . في زمان الإمام عليه السّلام تتغير أوضاع الطقس ، في البداية يهطل مطر لم يره الناس في حياتهم ، وبعد ذلك تنزل الرحمة الإلهية على البشر ، وتكثر على أثره النعم عليهم ، بحيث أنهم يجنون محصول عشر سنوات في يوم واحد . وقد جاء في الروايات أنه ينتج من كل منّ واحد - كل ثلاثة كيلو غرامات - من القمح مائة منّ .
تحكي الروايات عن نزول المطر أربعا وعشرين مرة في سنة الظهور ، تعم بعدها الناس بركات كثيرة . وتنتشر الخضرة والبهجة ، في الجبال والسهول والصحارى ، ولا يبقى في الصحارى البائرة والقاحلة أثر للبوار ، وتزداد النعم الإلهية حتى يتمنى الناس الحياة لأمواتهم .
1 - كثرة الأمطار :
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . ترسل عليهم السماء مدرارا »[30] .
وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . وينزل اللّه له البركة من السماء »[31].
وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، وتمطر السماء مطرا ، وتخرج الأرض نباتها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعم بمثلها قط » [32].
وعن أمير المؤمنين عليه السّلام : « بنا يفتح اللّه ، وبنا يختم ، وبنا يمحو ما يشاء ، وبنا يثبت ، وبنا يدفع اللّه الزمان الكّلب ، وبنا ينزل الغيث ، فلا يغرنك باللّه الغرور ، ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عز وجل ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء »[33].
وعن أبي عبد اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « وإذا آن قيامه صلّى اللّه عليه واله وسلّم ، مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم تر إلى الخلائق مثله »[34].
وقال سعيد بن جبير : « السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر أربعا وعشرين مطرة يرى أثرها وبركتها »[35].
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « وتزيد المياه في دولته ، وتمدّ الأنهار »[36].
وقال صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « إذا كان خروج القائم ، . . . فعند ذلك تفرح الطيور . . . وتمد الأنهار ، وتفيض العيون ، وتنبت الأرض ضعف أكلها »[37] .
2 - كثرة المحاصيل الزراعية :
عن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « طوبى لعيش بعد المسيح ( الدجال ) ، يؤذن للسماء في القطر ، وللأرض في النبات ، فلو بذرت حبة على الصفا لنبتت ، ولا تباغض ولا تحاسد ، حتى يمرّ المرء على الأسد ولا يضره ، ويطأ على الحية فلا تضرّه »[38] .
وقال صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . تنعم أمتي في دنياه نعما لم تنعم مثله قط ، البرّ منهم والفاجر ، ترسل السماء عليهم مدرارا ، ولا تدّخر الأرض شيئا من نباتها »[39] .
وعن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « وتكون الأرض كفاثورة الفضة ، تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم »[40] .
وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « ويجتمع النفر على الرّمانة فتشبعهم »[41] .
وعن طاووس عن أبيه يرويه : ويكون القطف - عنقاء - يأكل منه النفر ذو عدد »[42] .
وعنه قال أمير المؤمنين عليه السّلام « . . . وبعد ذلك يملك المهدي مشارق الأرض ومغاربها . . . ويذهب الشر ويبقى الخير ، ويزرع الرجل الشعير والحنطة ، فيخرج من كل منّ مائة منّ ، كما قال اللّه تعالى : فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ »[43] .
وعن أمير المؤمنين عليه السّلام : « فبعث الإمام عليه السّلام إلى أمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس . . . ويزرع الإنسان مدّا يخرج له سبعمائة كما قال اللّه عز وجل وَاللَّهُ يُضاعِفُ . . . [44] .
وعنه عليه السّلام : وفي قصة المهدي عليه السّلام : « . . . وتحمل الأشجار ، وتتضاعف البركات »[45] .
وعنه عليه السّلام : « ولو قد قام قائمنا ، لأنزلت السماء قطرها ، ولأخرجت الأرض نباتها . . . حتى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلا على النبات »[46] .
قد يكون الإمام عليه السّلام ذكر هذه المنطقة كمثال ، ولا بد من الالتفات إلى أن هذه المنطقة ليس فيها إلا الأشواك الصحراوية .
ولعل ذكرها هو لبيان أن جميع الأراضي البائرة تتحول إلى أراض زراعية في عصر الإمام المهدي عليه السّلام ، يقول النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم في هذا
المجال : « إذا ظهر المهدي في أمتي أخرجت الأرض زهرتها وأمطرت السماء مطرها » [47] .
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام : « . . . واللّه ليزرعنّ الزرع ، وليغرسنّ النخل بعد خروج الدجال »[48] .
وعنه عليه السّلام في تفسير الآية الشريفة مُدْهامَّتانِ : « أن أشجار التمر تتصل بين مكة والمدينة » [49].
3 - انتشار تربية المواشي :
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه اللّه الغيث ، وتكثر الماشية »[50] .
وقال صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « . . . وتعيش الماشية »[51] .
وعنه صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « بعد الدجال يبارك اللّه في الرّسل ، حتى أن اللقمة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقمة من البقر لتكفي القبيلة ، واللقمة من الغنم لتكفي النفر من الناس »[52] .
4 - التجارة :
إن رشد ونمو التجارة في البلاد والمجتمع هو علامة إزدهار الإقتصاد وثراء المجتمع ، كذلك تعطيل الأسواق ، وكساد التجارة هو علامة فقر المجتمع . وبما أن الناس في دولة إمام العصر عليه السّلام يعيشون في وضع اقتصادي راق ، فإن التجارة تزدهر وتنشط الأسواق .
عن النبي محمد صلّى اللّه عليه واله وسلّم : « من أشراط الساعة أن يفيض المال ، ويظهر العلم ويفشو التجار »[53] .
وعن عبد اللّه بن سلام : « يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ، ويغرس النخل ، وتقوم الأسواق »[54] .
___________________________________
[1] علل الشرائع ، ص 161 ، النعماني ، الغيبة ، ص 237 . عقد الدرر ، ص 39 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 390 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 497 .
[2] ابن حماد ، الفتن ، ص 98 . ابن أبي شيبة ، المصنف ، ج 15 ، ص 196 . أحمد بن حنبل ، المسند ، ج 3 ، ص 5 . ابن بطريق ، العمدة ، ص 424 .
[3] الشافعي ، البيان ، ص 124 . إحقاق الحق ، ج 13 ، ص 248 . الشيعة والرجعة ، ج 1 ، ص 207 .
[4] ابن داود ، السنن ، ج 4 ، ص 108 .
[5] عبد الرزاق ، المصنف ، ج 11 ، ص 372 . ابن بطريق ، العمدة ، ص 424 . الصواعق المحرقة ، ص 164 ، البغوي ، مصابيح السنة ، ج 2 ، ص 139 . الشافعي ، البيان ، ص 122 . ابن طاووس ، الملاحم ، ص 69 .
[6] الكافي ، ج 5 ، ص 285 . التهذيب ، ج 7 ، ص 149 .
[7] النعماني ، الغيبة ، ص 237 . بحار الأنوار ، ج 51 ، ص 29 .
[8] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 70 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 379 . أنظر : أحمد بن جنبل ، المسند ، ج 3 ، ص 21 . أحقاق الحق ، ج 13 . ص 55 .
[9] ن . م ، ص 69 .
[10] عقد الدرر ، ص 166 . المستجاد ، ص 58 . يطلق الحواء على البيوت القريبة لبعضها في حي واحد .
[11] الحاكم ، المستدرك ، ج 4 ، ص 558 . الشيعة والرجعة ، ج 1 ، ص 214 .
[12] المفيد ، الإرشاد ، ص 363 ، بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 337 .
[13] ن . م ، ص 344 . المستجاد ، ص 509 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 339 . انظر : أحمد بن حنبل ، المسند ، ج 2 ، ص 53 . 272 . 313 وج 3 ، ص 5 . مجمع الزوائد ص 314 .
[14] النعماني ، الغيبة ، ص 238 . حلية الأبرار ، ج 2 ، ص 642 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 390 .
[15] النعماني ، الغيبة ، ص 238 . حلية الأبرار ، ج 2 ، ص 642 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 390 .
أنظر : بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 352 . ابن أبي شيبة ، المصنف ، ج 3 ، ص 111 . أحمد بن حنبل ج 4 ، ص 306 . البخاري ، الصحيح ، ج 2 ، ص 135 . مسلم ، الصحيح ، ج 2 ، ص 70 .
[16] الطوسي ، الغيبة ، ص 114 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 502 ، بحار الأنوار ، ج 5 ، ص 75 .
[17] العياشي ، التفسير ، ج 1 ، ص 64 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 224 .
[18] ابن حماد ، 83 ، الحاوي للفتاوي ، ج 3 ، ص 67 . المتقي الهندي ، البرهان ، 118 .
[19] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 64 .
[20] عقد الدرر ، ص 167 .
[21] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 68 . عقد الدرر ، ص 227 .
[22] الشيعة والرجعة ، ج 1 ص 168 .
[23] كمال الدين ، ص 331 ، الفصول المهمة ، ص 284 . اسعاف الراغبين ، ص 152 . الوافي ، ج 2 ، ص 112 . نور الثقلين ، ج 2 ، ص 212 . إحقاق الحق ، ج 3 ، ص 342 .
[24] المقيد ، الإرشاد ، ص 362 . الطوسي ، الغيبة ، ص 280 . روضة الواعظين ، ج 2 ن ص 263 .
الصراط المستقيم ، ج 2 ، ص 262 . إعلام الورى ، 430 . المستجاد ، ص 580 . كشف الغمة ، ج 3 ، ص 253 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 331 وج 97 . ص 385 .
[25] الطوسي ، الغيبة ، ص 295 ، بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 330 . 337 . وج 97 ، ص 385 .
[26] المفيد ، الإرشاد ، ص 362 ، أنظر : روضة الواعظين ، ج 2 ، ص 264 . أعلام الورى ، ص 434 .
الخرايج ، ص 3 ، 1176 . الصراط المستقيم ، ج 2 ، ص 252 . المحجة ، ص 184 .
[27] التهذيب ، ج 3 ، ص 253 . ملاذ الأخيار ، ج 5 ، ص 478 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 374 . عن الصادق من كانت له دار بالكوفة فليتمسك بها وفي آخر ألا وإنّ قم الكوفة الصغيرة .
بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 386 و 374 . سفينة البحار ، ج 7 ، ص 543 .
[28] المفيد ، الإرشاد ، ص 365 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 339 .
[29] التهذيب ، ج 1 ، ص 314 ، وسائل الشيعة ، ج 19 ، ص 181 . ملاذ الأخيار ، ج 16 ، ص 685 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 455.
[30] مجمع الزوائد ، ج 7 ، ص 317 .
[31] عقد الدرر ، ص 169 .
[32] المطالب العالية ، ج 4 ، ص 242 . ابن طاووس ، الملاحم ، ص 139 . إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 524 . إحقاق الحق ، ج 19 ، 655 . انظر بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 345 .
[33] منن الرحمن ، ج 2 ، ص 337 . الوافي ، ج 2 ، ص 470 .
[34] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 337 . الوافي ، ج 2 ، ص 470 .
[35] إحقاق الحق ، ج 13 ، ص 169 .
[36] عقد الدرر ، ص 84 .
[37] المفيد ، الإختصاص ، ص 208 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 304 .
[38] فردوس الأخبار ، ج 3 ، ص 24 .
[39] ابن طاووس ، الملاحم ، ص 141 ، انظر : الطوسي ، الغيبة ، ص 115 ، إثبات الهداة ، ج 3 ، ص 504 .
[40] ن . م ، ص 152 . ابن ماجة ، السنن ، ج 2 ، ص 1359 . ابن حماد ، الفتن ، ص 162 . فيه ( كفادورة ) . عبد الرزاق ، المصنف ج 11 ، ص 399 وفيه ( كماتور الورق ) .
[41] ن . م ، الدر المنثور ، ج 4 ، ص 255 . فاختلاف - عبد الرزاق ، المصنف ، ج 11 ، ص 401 .
[42] م . س .
[43] ( 1 ) الشيعة والرجعة ، ج 1 ، ص 167 . الآية 261 ، من سورة البقرة .
[44] ( 2 ) عقد الدرر ، ص 159 . ابن طاووس ، الملاحم ، ص 97 . القول المختصر ، ص 30 .
[45] ( 3 ) ابن طاووس ، الملاحم ، ص 125 . الحاوي للفتاوي ، ج 2 ، ص 61 ، المتقي الهندي ، البرهان ، ص 117 .
[46] ( 4 ) تحف العقول ، ص 115 .
[47] ( 1 ) المناقب والمثالب ، ص 44 . أحقاق الحق ، ج 19 ، ص 677 . أنظر : ابن ماجة ، السنن ، ج 2 ، ص 1356 . الحاكم ، المستدرك ، ج 2 ، ص 492 . الدر المنثور ، ج 2 ، ص 244 .
[48] ( 2 ) الكافي ، ج 5 ، ص 260 . من لا يحضره الفقيه ، ج 3 ، ص 158 . وسائل الشيعة ، ج 13 ، ص 193 . التهذيب ، ج 6 ، ص 384 .
[49] ( 3 ) القمي ، التفسير ، ج 2 ، ص 346 . بحار الأنوار ، ج 51 ، ص 49 . الآية 64 . من سورة الرحمن .
[50] الحاكم ، المستدرك ، ج 4 ، ص 5558 . عقد الدرر ، ص 144 . المتقي الهندي ، البرهان ، ص 84 . كشف الغمة ، ج 3 ، ص 260 . بحار الأنوار ، ج 51 ، ص 81 .
[51] جامع الأحاديث ، ج 8 ، ص 77 . إحقاق الحق ، ج 13 ، ص 215 . وج 19 ، ص 681 .
[52] ابن حماد ، الفتن ، ص 148 .
[53] ابن قتيبة ، عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 12 .
[54] ابن أبي شيبة ، المصنف ، ج 15 ، ص 142 ، الدر المنثور ، ج 5 ، المتقي الهندي ، البرهان ، ص 193 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|