المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

سماك بن حرب
19-8-2016
التوتر العائلي
23-5-2018
نتائج سقوط الخالفة العباسية واحتلال بغداد.
2023-04-26
Alveolars
16-3-2022
عنصر الإرادة في الجريمة المنظمة العابرة للحدود
3-7-2019
Magic Geometric Constants
23-7-2021


أساليب تربوية  
  
2337   12:45 مساءً   التاريخ: 19-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص408ـ416
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2017 2087
التاريخ: 17-2-2017 54893
التاريخ: 19-11-2019 1697
التاريخ: 23-12-2017 2292

أساس عمل المربي قائم على إعداد الجيل وبنائه وعليه توظيف كافة الآليات والأدوات وما يتقنه من فنون لبلوغ هذا الهدف.

فمن الخطأ أن يقف الوالدان والمربون مكتوفي الأيدي أمام الممارسات الخاطئة للطفل فلا ينبغي أن يراودنا السرور إذا ما وجدنا الطفل يلجأ الى المبالغة ونسج خياله عند تجاذب أطراف الحديث مع الآخرين لأن هذه الظاهرة قد تدفعه لاحقاً الى مزيد من المبالغة والكذب. كما يتعيّن علينا الوقوف أمام الممارسات الشريرة للطفل مهما صغرت لأنها قد تجعله فيما بعد إنساناً شريراً بمعنى الكلمة أو إنساناً مشاكساً وطاغياً. وأمام المربي خلال عملية بناء وإصلاح الأطفال أساليب وفنون كثيرة ...

ثلاثة أساليب تربوية هي اللوم والحرمان والقطيعة حيث سنتناولها هنا باقتضاب.

1- موضوع اللوم: اللوم يعد من الأساليب والطرق التي يجري الاستفادة منها في التربية الإسلامية بشكلٍ ملحوظ.

فالمقصود من اللوم نوع من التأنيب عادة ما نلجأ إليه عندما يصدر عمل خاطئ من المقابل طالماً حذرناه من عواقبه الوخيمة وعندما يرفض الطفل الانصياع لتنبيه المربي ويرفض الانصياع لذلك ويبادر الى تكراره.

فعندما يرفض الطفل الانصياع لتنبيه المربي ويصر على ارتكاب فعل معين يلزم أن يقابل بالتأنيب واللوم، ويعد هذا اللوم في الواقع تذكير جديد للطفل ليعي إن فعله كان بعيداً عن الصواب ولا ينبغي أن يصدر منه ثانية.

2ـ موضوع الحرمان: يعد الحرمان من الأساليب الأخرى التي تستخدم لبناء الطفل، فالمقصود من الحرمان هو منع الطفل عما يرغب به فالطفل على سبيل المثال يحب اللعب ولعب الأطفال وعطف وحنان الوالدين والمأكولات ويصعب عليه التنازل عن هذه العلائق ولهذا فهو مستعد لأن يترك جانباً كل الممارسات الخاطئة للفوز بهذه الرغبات.

ومما لا شك فيه إن الحرمان ينبغي أن يكون محدوداً ومتناسباً مع عمر وإدراك الطفل وقدرته على التحمل وسنعاود الحديث عن هذا المضوع لاحقاً ولكن يجب الإشارة الى أن الإصلاحات ودور التأديب والملاجئ لا تخدم بناء الطفل لأن عملية الإصلاح ينبغي أن تجري داخل محيط الأسرة لا في الإصلاحيات.

3ـ موضوع القطيعة: القطيعة تعتبر من الأساليب الأخرى لإصلاح الطفل، فبإمكان الوالدين والمربي اللجوء الى القطيعة والهجران إذا ما وجدوا أن الطفل يصر برغم التذكير والتحذير على ارتكاب الممارسات الخاطئة ولكن ينبغي للقطيعة أولاً:ـ أن لا تكون طويلة ومستمرة.

ثانياً:ـ ان لا يواجه الطفل هجراناً من قبل جميع أفراد الأسرة، فلو هجر الأب مثلاً ابنه فعلى الأم ان تكون في وئام مع الطفل وبالعكس.

ثالثاً:ـ ان تكون القطيعة ذات طابع تمهد الأرضية لإعادة أجواء الوئام.

رابعاً:ـ ان يوفر الوالدان أرضية الوئام بنفسهما.

خامساً:ـ ان تقبل التوبة من الطفل لو تاب من فعله طواعية.

سادساً:ـ اذا لم يبد الطفل استعداداً للتوبة فعلينا المبادرة الى خلق أرضية ذلك داخل نفسه.

ـ الدور التربوي لهذه الفنون :

اللوم يعد نوعاً من الوسائل التربوية التي ينبغي استخدامها بحذر كامل ويتعين استخدامه مع صغار السن فقط بدقة فائقة لأن اللوم الشديد لا يخدم مطلقاً.

إن الطفل يتأثر باللوم والحرمان والقطيعة لا سيما وإنها تأخذ بنظر الاعتبار البعد العاطفي وإن البعد العاطفي يعد من دعائم الروح البشرية، وطالماً وجدنا أشخاصاً أحجموا عن ارتكاب الأعمال غير الصحيحة وابتعدوا عنها خوفاً وهرباً من اللوم والقطيعة والحرمان.

من البديهي إن انزعاج الرأي العام وانزعاج الأسرة يعذب الطفل بل حتى إنه يصعب تحمّله من قبل البعض ويجعل الحياة بالنسبة لهم جحيماً لا يطاق ووقعه عليهم أشد من وقع الجَلد والعقاب.

وعليه فباستطاعتنا استخدام هذا الأسلوب التربوي لبناء وإصلاح الفرد ونضمن من خلاله ابتعاد الطفل عن الممارسات السيئة.

ـ الآثار السلبية المترتبة عليها :

لا يترك اللوم والحرمان والقطيعة مع الطفل آثاراً إيجابية وبنّاءة دوماً بل قد يترتب عليها آثار سلبية وغير مرضية.

فعلى سبيل المثال إن الحرمان يثير استياء وسخط الآخرين ويخلق بعض الأمراض، فاللوم يخلق عند الطفل شعوراً بالحقارة والضعة ويدفعه الى الانتقام أو إن القطيعة تجعل الطفل يشعر بالوحدة وإنه مقطوع عن الآخرين وليس الى جانبه أحد لذا فهو لا يتورّع عن القيام بأي حماقة أو عمل دنيء.

ومن الطبيعي إن كل ما يقود الى تحطيم شخصية الطفل يترك آثاراً سيئة على الطفل ويترك أحياناً شوائب على روحه وذهنه لا يمكن إزالتها بسهولة، ويدفع الفرد الى التعامل بحدة وعنف بالشكل الذي يسعى الى المواجهة وتبدو عليه علائم الظلم والقسوة بشدة وتترسخ في ذاته نزعة الكراهية وهذا أمر عواقبه وخيمة.

إن حرمان الطفل ولا سيما إقصاءه عن محيط الأسرة قد يجعل منه إنساناً معقداً الى درجة أنه يضطر من أجل إنقاذ نفسه الى جلب انتباه من هم حوله، ويتحول الى إنسان مجادل مع أسرته أو يجنح الى الانعزال لا إرادياً.

إن الطفل يفكر مع نفسه عندما يكون تصرف والديه معه على هذه الشاكلة فإن واجبه حيال الآخرين سيكون واضحاً جداً، هذا وإن الكثير من حالات الخجل والجنوح الى الانعزال وحتى الجنوح الى الفساد والأفعال الدنيئة مصدرها هذا الأمر أيضاً.

ـ نوع وأنواع ذلك :

ليس من الضروري أن يكون اللوم باللسان فأحياناً تترك نظرة لوم آثاراً بنّاءة وتربوية على الطفل فالمظهر العابس والكئيب والنظرة الباردة والغرق في عالم الغم بإمكانه أن يؤدي دور اللوم نفسه بالنسبة للطفل.

فالحرمان يعد من الوسائل التربوية ولكن لا ينبغي أن يكون بالشكل الذي يشعر فيه الطفل أنه مقطوع عن كل ما حوله ومن كل شيء أو أن يتصور أن أبويه اتفقا على ان يسوّدا حياته فهو بحاجة الى ركن يلجأ إليه وبصيص أمل يدفعه الى مواصلة العيش.

فالقطيعة قد تكون بشكل مقاطعة كلامية أو اتخاذ موقف متجاهل ولا أبالي أو الامتناع عن اللعب مع الطفل بحيث يشعر معه إن علاقة أبويه معه يسودها فتور مطلق ومن الضروري في كل هذه الحالات أن يدرك الطفل لماذا بات عرضةً للّوم ولماذا حُرِم من نعمةٍ كان يرفل فيها؟ وما هو السبب الذي دفع أبويه الى مقاطعته؟ وما ينبغي أن يفعل لكي يكسب ودّهما؟ وكيف يعيد المياه الى مجاريها و...

هذا وينبغي أثناء تأنيب الطفل ولومه أن نتجنب تأنيبه على عاهة في جسمه أو بدانة أو نحول، فلا تقصير للطفل في هذه العاهة البدنية لكي نبادر الى تأنيبه عليها.

فلا ينبغي لنا أن نخاطبه بالقول يا أعرج يا أعمى و.. لأن هذا النوع من التأنيب واللوم يخلق عقدةً لدى الطفل ويجعله إنساناً خجولاً يختار العزلة فضلاً عن أنها ممارسة تعد بعيدة عن العدل والإنصاف.

ـ طريقة التنفيذ :

من الأمور المهمة التي ينبغي مراعاتها عندما نتعاطى مع هذه الأساليب التربوية هي الأسلوب غير المباشر.

فعلينا أن نعلم الطفل الأمور التربوية الحسّاسة والمهمة عبر رعاية الأدب واللجوء الى الأسلوب غير المباشر ولكن شريطة أن نطمئن بأن الطفل يتفهّم ويدرك هذا الأسلوب، فلو علمنا أن الطفل لا يدرك ولا يتفهّم هذا الأسلوب فعلينا أن نلجأ الى الأسلوب المباشر.

ويتعيّن علينا أن نظهر بمظهر الإنسان العبوس والكئيب عندما نريد أن نلوم الطفل أو نحرمه أو نقاطعه لنبرهن له إننا مستاؤون متألمون أيضاً، فعلى المربي أن يثبت للطفل أنه غير مرتاح لمبادرته الى مقاطعته أو حرمانه من نعمةٍ ما أو إن هذا التعامل ما هو إلا نتيجة لممارسته التي جعلته أهلاً لهذا التعامل.

ويجدر بنا في جميع الأحوال أن نتجنب استعمال هذه الأساليب مع الطفل أمام أصدقائه وأن نتجنب الحط من منزلته أثناء لومه لأنه يتألم كثيراً من ذلك ويدفعه في بعض الأحيان الى الانتقام والإصرار على ممارساته الخاطئة.

ـ حدود ذلك :

ينبغي أن نأخذ بنظر الاعتبار النقاط التالية عند تحديد درجة القطيعة واللوم والحرمان، أولاً: أن تكون عند مستوى تحمل الطفل، ثانياً: أن لا يجري تكرار ذلك الى درجة إنها تفقد قيمتها واعتبارها أو أن يعتاد الطفل عليها، ثالثاً: أن تكون متناسبة مع الخطأ الصادر عن الطفل، رابعاً: أن نكف عن اللوم والحرمان إذا ما وجدناه أطرق برأسه وأبدى خجله، خامساً: أن نحرص على عدم كشف كل أسراره وفي غير ذلك سيصبح الطفل أكثر جرأة وصلافة.

المسألة المهمة هنا ضرورة أن لا يكون التعاطي مع هذه الأساليب من الشدة بدرجة أن الطفل يضطر للركود وعدم بذل مساعيه بالشكل اللائق فعلى سبيل المثال اذا تجاوز اللوم حده فأنه سيثير الشعور بالغضب والنفرة وسيفقد اللوم آثاره التربوية.

ولذا تجدر الاستفادة من هذه الأساليب بالدرجة التي تحث الطفل على مراجعة تصرفاته.

ـ مراعاة العمر :

من النقاط المهمة جداً في هذا المجال هو الأخذ بنظر الاعتبار عمر الطفل، فلا ينبغي الاستفادة من هذه الأساليب في السنين الأولى خصوصاً وإن الطفل شديد التعلق بوالديه في هذه المرحلة ولا يتحمل أدنى قطيعة وجفاء وتجاهل فالحياة ستسود أمام عينيه إذا ما افتقد محبة والديه أو حتى غذاءه ووسائل لعبه وستخلف آثاراً سلبية على نفسيته وروحه.

هذا وينبغي تعاطي هذا الأسلوب بشكل أقل عند سن الرابعة فما بعد وأن يكون استعمال هذا

الأسلوب بصورة دقيقة كتعاطي الدواء كما يتعين تعاطي هذا الأسلوب بشكل أقل أيضاً عند سني الـ 12-18 لأن الإنسان في هذه السنين يتطلع الى نيل الحرية والاستقلال بدرجة أكبر وإذا ما شعر إن تطلعاته هذه معرضة للخطر وتواجه عقبات كبيرة فإنه سيبادر الى المواجهة والدخول في صراع ونزاع الأمر الذي لا يخدم الفرد فضلاً عن المربي، ولذا يجب أن نلجأ في هذه الحالة وفي هذه المرحلة من عمر الفرد الى تبني أسلوب المصاحبة وإعطاء النصائح وإبداء حسن النوايا.

ـ موضوع السخرية والحط من الشخصية :

لا ينبغي أن يقود اللوم والحرمان والقطيعة الى السخرية بالطفل والحط من منزلته أو حرج مشاعره بكلمات نابية لأن ذلك سيزرع حاجزاً أمام إصلاح وتقدم الطفل.

للأسف إن بعض الآباء والأمهات هم عديمو الأخلاق ولذا يربون أطفالهم على الأخلاق السيئة، فهم يتبادلون كلمات بذيئة الأمر الذي يقود الى فساد أخلاق الطفل، فالكلام النابي يعزز في روح الطفل الانتقام والحقد، فالسخرية من الطفل أمام الأصدقاء والأقارب والتوبيخ المتواصل بحكم شخصية الطفل ولا يقود سوى الى تردي أوضاعه أكثر فأكثر ولا ينبغي مطلقاً توبيخ الطفل والحط من شخصيته أو تحقيره قبل أن تنكشف الحقيقة، كما لا ينبغي الإساءة إليه أو وصفه بالأحمق لخطئٍ صدر منه لأن هذا التصرف يزيد من وخامة وضع الطفل ويجعله أكثر إهمالاً ويجعل الطفل يعيش حالات سيئة ومؤلمة ذات عواقب وخيمة في بعض الأحيان، وأثبتت الدراسات العلمية إن الحرمان غير المدروس واللوم المفرط يقود الى زرع عقبات في طريق حياة الطفل وخلق أرضية العجز والحرمان في روحية الطفل وتجاهل شخصيته والتدخل في شؤونه الشخصية وتحقيره والاستهزاء به والتمييز بين الأطفال تترك آثاراً سلبية على الطفل وتتسبب في ارتكابه أفعالاً غير مناسبة.

ـ ملاحظات مهمة :

ينبغي عند تربية وبناء شخصية الطفل عبر ممارسة هذه الأساليب الأخذ بنظر الاعتبار ملاحظات منها ما يلي :

1ـ لا ينبغي عند بناء شخصية الطفل الاستخفاف به أو الإفراط في فرض السيطرة عليه.

2ـ يعد غياب العدل عند تربية الطفل من الأمراض الكبيرة التي تقود الى الطغيان وخلق عقد كثيرة وتجعل الطفل في بعض الأحيان منطوياً على نفسه أو عصياً أو معزولاً.

3ـ ينبغي أن يكون اللوم مقروناً بالإشادة والحرمان بالمحبة والرحمة لكي نحافظ على طراوة نفسية وروح الطفل.

4ـ ينبغي أن يكون لوم الطفل بسبب الخطأ الصادر عنه لا بسبب العاهة الجسمية التي فيه فعلى سبيل المثال إذا ما أردنا أن ننحي باللائمة على الطفل بسبب ما صدر عنه من أخطاء فلا ينبغي أن نعيِّره على لثغة لسانه مثلاً.

5ـ إن التأنيب والحرمان المتواصل لا يعالج مرضاً بل العكس إن الطفل سيعتاد ذلك وهذه الحالة هي بحد ذاتها محنة جديدة.

6ـ علينا أن نسيطر على أعصابنا عندما نريد توجيه اللوم الى الطفل وأن نتجنب الإهانات اللفظية أو العقوبة البدنية.

7ـ إن الممارسات التربوية للوالدين لا تكون ذات قيمة واعتبار إلا عندما تكون بعيدة عن طابع الانتقام والتحقير والاستهزاء.

8ـ ينبغي التعامل بجد مع الطفل من دون أن نخلق في قلبه أي نوع من الحقد.

9ـ لا بد أن يكون تعاملنا مع الطفل جاداً ومشفوعاً بالإنصاف والعفو والتجاوز.

10ـ ينبغي معالجة الكثير من الافعال السيئة عن طريق المصاحبة وإسداء النصح لا من خلال إنحاء اللائمة والقطيعة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.