المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اصناف ذرة المكانس
6-4-2016
سالم بن مكرم.
2024-02-20
جمع المذكر السالم
1-1-2022
Seifert Form
9-6-2021
‏إدارة الجودة الشاملة
27-6-2016
{وما ظن الذين يفترون على اللـه الكذب يوم القيامة}
2024-06-22


مكافحةُ الإسلام للخرافات  
  
3234   12:11 مساءً   التاريخ: 2-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني .
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص80-83.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

كافح الإسلامُ ... الخرافات بطرق مختلفة واساليب متنوعة .. أما بالنسبة إلى ما كانوا يفعلونَهُ بالحيوانات فمضافاً إلى أنّ أيّ شيء من هذه الأَعمال لا ينسجم مع العقل والمنطق والعلم لأن المطر والغيث لا ينزل من السماء بإشعال النيران وضرب الثيران لا يؤثر في البقر كما لا ينفع كيُّ البعير الصحيح في شفاء الإبل السقيمة وتعتبر هذه الاعمال نوعاً من تعذيب الحيوانات وقد نهى الإسلام بشدة عن تعذيب الحيوانات وايذائها باي شكل كان.

فقد روي عن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أنه قال : لِلدّابةِ عَلى صاحبها ستُّ خصال :

1 ـ يَبدأ بعلفها إذا نَزَل.

2 ـ ويُعرضُ عليها الماء إذا مَرَّ به.

3 ـ ولا يضرب وجهها فإنها تسبِّحُ بحمدِ ربّها.

4 ـ ولا يقفْ على ظهرها إلا في سَبيل اللّه عزّ و جلّ.

5 ـ ولا يحمّلها فوق طاقتها.

6 ـ ولا يكلّفها من المشي إلا ما تطيقُ .

كما رُوي أنه نهى رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عن أن توسَم البهائمُ في وجهها وأن تضرَب في وجوهها فأنها تسبّح بحمد ربها.

ومن هنا ندركُ ان التعاليم في مجال الرفق بالحيوان وحمايته على النقيض من العادات الجاهلية السائدة في البيئة العربية آنذاك.

واما بالنسبة إلى التمائم والأَشياء الّتي كانت تعلّقها العربُ على أعناق وصدور رجالها وأولادها من الأحجار والخَرَز وَعظام الموتى ومعالجة المرضى والمصابين وغيرهم بها أحياناً فقد حاربَها الإسلامُ بعد أن ابطلها كما ابطل الافاعيل الّتي سبق أن ذكرناها قبل هذا.

فلما جاءت جماعات من الأعراب إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وسألوه عن الرّقى والقلائد الّتي كانوا يتداوون بها أو يسترقونها بدلا عن التداوي بالعقاقير والأدوية قائلين يا رسول اللّه : انتداوى؟

قال رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : تداووا فإنَّ اللّه لَمْ يَضَعْ داء إلا وَضَعَ لَهُ دَواء .

بل نجد النبي (صـلى الله علـيه وآله) يأمر سعد بن أبي وقاص عندما اُصيب بمرض في فؤاده أن يعالج نفسَه عِند طبيب إذ قال له لما عادَه وعرف بحاله : إنَك رجلٌ مفودٌ إئتِ الحارثَ بن كلْدة أخا ثقيف فإنَهُ رَجَلٌ يتطبَّب .

هذا مضافاً إلى أنه وردت أحاديث كثيرة تصرّح ببطلان التمائم السحريّة الّتي لا تنفع ولا تضرّ أبداً وها نحنُ نشير في ما يلي إلى نموذجين من هذه الأحاديث :

1 ـ يقول أحدُهُم : دخلتُ على النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بابن لي قد علقت عليه من العُذرة (وهي قلادة سحرية جاهلية ) فقال : علام تدغَرْن أولادَكنَّ بهذا العِلاق عليكنَّ بهذا العُود الهِنْديّ وكان (صـلى الله علـيه وآله) يقصد عصارة هذا العود .

2 ـ رُوي عن الإمام جعفر بن محمَّد الصادق (عليه‌ السلام) أنه قال : إنَّ كثيراً مِنَ التمائم شِرْكٌ.

هذا مضافاً إلى أن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وأوصياءه الكرام ـ بارشادهمُ الناس إلى ما ينبغي أن يتداووا به من العقاقير والأدوية وما أعطوْه من تعاليم قيمة كثيرة في هذا المجال ممّا جمعه المحدثون الكبار تحت عنوان : طبّ النبيّ و طب الرضا و ... وقد وجهوا ضربة قوية اُخرى إلى تلك الأوهام والتخيّلات والخرافات والاساطير الّتي كان يعاني منها المجتمعُ العربي الجاهلي قبل الإسلام .

وأما الغول والطيرة والتشاؤم والهامّة والنَوء فقد حاربها النبي بصراحة إذ قال : (صـلى الله علـيه وآله) لا هامَّة ولا نَوء ولا طِيرَة ولا غول .

وقال (صـلى الله علـيه وآله) : العِيافَةُ والطِيَرةُ والطَرْق مِن الجبْت .

وعن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أيضاً أنه قال : إنَّ الرقى والتمائم والتولَة شركٌ .

وعن أحدهم قال : قلتُ يا رسولَ اللّه اموراً كنّا نصنعها في الجاهلية كنّا نأتي الكهّان قال : فلا تأتوا الكهّانَ قلت : كنّا نتطيّر قال : ذاك شيء يجدُهُ أحدُكُمْ في نفسِه فلا يَصُدَّنكم .

إن وجودَ النهي الشديد والمكرّر في الاحاديث الكثيرة عن الطيرة والتشاؤم والزجر والعيافة والتمائم والتولة والهامّة والنوء والغول والكهانة وايذاء الحيوانات وكيهنّ وتعذيبهن وماشابه ذلك يدل بوضوح وقوة على مدى رسوخ هذه العادات الباطلة في الحياة العربيّة الجاهلية يكشف عن مبلغ اعتقادهم بها ونزوعهم اليها وهو بالتالي يكشف عن مغزى قوله تعالى :{وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ} [الأعراف: 157] الَّتي كانَت عَلَيهِمْ فأيّة سلاسل وأَغلال أثقل وأسوء عاقبة وأشدّ وطئة من هذه الأغلال ... أغلال الخرافة والوهم وسلاسل التخيلات والاساطير؟!!




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.