المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Consonants
2024-05-08
برمنغنات البوتاسيوم permanganate potassium
2-10-2016
مقاضاة المنظمة وحصاناتها
8-3-2017
علي بن محمد علي بن أبي المعالي الصغير لطّباطبائي.
16-7-2016
مـبادئ المعـرفـة
15-12-2021
السياسات المالية في النظم السياسية والاقتصادية
10-7-2018


الله تعالى قادر  
  
804   07:49 صباحاً   التاريخ: 28-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص171
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / القدرة و الاختيار /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-08-2015 2351
التاريخ: 24-10-2014 2341
التاريخ: 24-10-2014 873
التاريخ: 24-10-2014 962

كونه قادراً: أيْ مع خلوّه عن الداعي يصحّ أنْ يؤثّر وأنْ لا يُؤثّر(1) ، إذا لم يكن مانع أو ما يجري مجراه؛ وهل مع انضمام الداعي يجب المتعلق؟

الحقّ : نعم، وإلّا لزم الترجيح بلا مرجّح، أوْ فرض ما ليس بتامٍّ تامّاً، هذا خلف.

ومنع منه جماعة، وإلّا لم يكن مختاراً؛ وهو ضعيف، إذ الاعتبار بالنسبة إلى القدرة المستقلة، وهي حاصلة.

ثمّ اعلم: أنّ الحق أنّه تعالى‏ مختار بمعنى‏ أنّ فعله تابع لداعيه، وأنّ الداعي لا يدعو إلى‏ موجود، وقد اشتهر عن الحكماء القول بالإيجاب كالنار في الاحراق، ومحقّقوهم ينكرون ذلك؛ بل يثبتون له عناية؛ لكن يجوّزون تعلّقها بالموجود، والضرورة قاضية بما ذكرناه أوّلًا.

وتقرير دليل المطلوب: أنّه لو لم يكن قادراً مختاراً لزم قدم العالم، والتالي باطل؛...فكذا المقدّم، وبيان الشرطيّة: بأنّ الموجب لا يتأخر أثره عنه، لأنّ تأثيره إنْ لم يتوقف على‏ شرط، أو يتوقف على‏ شرط قديم لزم القدم، وإن توقّف على‏ شرط حادث نقلنا الكلام إليه، ولزم التسلسل.

تتمّة: حيث إنّ علّة المقدوريّة هي الإمكان لاستحالة القدرة على الواجب والممتنع، والإمكان مشترك فمقتضاه مشترك، فيكون قادراً على‏ كلّ الممكنات، وهو المطلوب.

وخالف جماعة منهم عباد بن سليمان(2)‏ ، قال: لا يقدر على‏ خلاف‏ معلومه، لأنّه محال، وإلّا لزم انقلاب علمه جهلًا(3).

وأُجيب: بعدم اتحاد الوسط، إذ هو في كبراه الضمير لذاته، وفي صغراه لغيره.

ومنهم النظّام، قال: لا يقدر على القبيح، وإلّا لصدر عنه، فيكون فاعله جاهلًا أو محتاجاً، وهو محال، فيكون الفعل محالًا، فلا يقدر عليه(4)‏.

وأُجيب: بأنّ المحال لازم من الوقوع للفعل، لا من القدرة عليه، وأيضاً:

وسط القياس مختلف، إذ المحال في الصغرى‏ للغير وفي الكبرى‏ للذات.

ومنهم البلخي، قال: لا يقدر على‏ مثل مقدور عبده، لأنّه طاعة أو سفه أو عبث والكلّ محال عليه‏(5).

وأُجيب : بأنّها أوصاف عارضة لا تقدح بالتماثل الذاتي، وإنْ قدحت جاز التعلّق نظراً إلى القدرة لا إلى الداعي، فإنّ كلّاً من الثلاثة ممكن، وكلّ ممكن مقدور، لكنّ الصارف يصرفه عن ذلك.

وبأ نّه إنْ أراد بالعبث ما ليس بطاعة منعنا عدم جوازه من اللَّه، فإنّ أفعاله كلّها كذلك، وإنْ أراد ما ليس له غاية صحيحة عقلًا وشرعاً؛ فالحصر ممنوع؛ فإنّ المباح ليس طاعة ولا عبثاً بهذا التفسير(6).

وكذا قال: لا يقدر أنْ يخلق فينا علماً ضروريّاً بما علمناه استدلالًا، وإلّا لجاز أنْ يخلق فينا العلم بقدرة زيد المعلوم وجوده اكتساباً، ثم نشكّ في وجوده، فنشكّ في قدرته، فتلزم السفسطة، لوقوع الشكّ في الضروريات.

وأُجيب: بأن التقدير أنّه معلوم بالكسب، وعلى‏ تقدير العلم بالشي‏ء يكون الشك محالًا، والمحال جاز أنْ يلزمه المحال.

ومنهم الجبائيان، قالا: لا يقدر على‏ عين مقدور العبد(7) ، وإلّا لاجتمع قادران على‏ مقدورٍ واحد، وهو محال، وإلّا لزم وقوعه نظراً إلى‏ إرادة أحدهما، وعدمه نظراً إلى‏ كراهة الآخر، فيكون واقعاً غير واقع، وهو خلف.

وأُجيب: بأنّه يقع فعل أقوى القادرين، كما إذا أراده اللَّه وكره العبد، ومَنْع قوّة القادر القويّ الآخرَ لا يخرجه عن كونه قادراً، إذ فعل القادر مشروطٌ بعدم المانع.

___________

( 1) معنى القدرة واضح وما يذكر تفسيراً له لا يزيده وضوحاً بل ربما يوجب إجمالًا وإبهاماً. وأحسن ما قيل في ذلك انه كون الفاعل بحيث إذا شاء فعل وإذا لم يشأ لم يفعل، وهو كما ترى‏ يتوقف على‏ فهم معنى المشيئة وهي ليست بأعرف من القدرة. وكيف كان فحديث الداعي وخلو الذات عنه تارة وانضمامه إليه اخرى‏ لا يليق بساحة قدسه تعالى‏. فإنّ الداعي المفروض من أين يحدث؟ فإن حدث بنفسه جاز حدوث كل شي‏ء من غير علّة، وإن حدث بفاعل آخر استلزم الشرك، وإن حدث عن اللَّه تعالى‏ ينقل الكلام إليه فيقال كيف يوجد هذا الداعي؟ هل بداعٍ آخر أو بلا داع؟ فإن كان بلا داع لم يكن مختاراً في خلقه وإنْ كان بداعٍ آخر لزم التسلسل، والظاهر أنّ ما نسب إلى‏ الحكماء من نفي الاختيار، ناشٍ من قولهم بنفي الداعي الخارج عن الذات فزعموا أنّه يستلزم نفي الاختيار وليس كذلك، ولا مجال للتوسّع في البحث ها هنا فليرجع إلى‏ مظانّه.

(2) هو عباد بن سليمان الضُمّري، من كبار المعتزلة، اقيمت بينه وبين عبد اللَّه بن سعيد مناظرة وكان في أيام المأمون، وقد زعم ان بين اللفظ والمعنى‏ طبيعة مناسبة، فردوا عليه ذلك وقد أخذ عن هشام الفوطي، وكان الجبائي يصفه بالحذق، وقد ملأ الأرض كتباً وخلافاً وخرج عن حدّ الاعتزال إلى الكفر والزندقة.( الفصل في الملل والنحل 3: 82، و لسان الميزان 3: 289).

(3) شرح المقاصد 4: 103.

(4) شرح المقاصد 4: 102.

(5) شرح المقاصد 4: 103.

(6) نقل المصنّف رحمه الله هذا الجواب عن العلامة نصير الدين القاشي في إرشاد الطالبين: 192.

(7) هذا الوهم ناشٍ من العجز عن حلّ مسألة الاستطاعة باللَّه والأمر بين الأمرين، وإلّا لم يتوهّم تزاحم بين قدرة العبد وقدرة اللَّه تبارك وتعالى‏ فإنّ قدرته بقدرة اللَّه وفي طولها. وفي تقرير الشبهة والجواب مناقشات لا نطيل بذكرها.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.