أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
1261
التاريخ: 2-07-2015
1122
التاريخ: 24-10-2014
912
التاريخ: 10-3-2019
847
|
كونه قادراً: أيْ مع خلوّه عن الداعي يصحّ أنْ يؤثّر وأنْ لا يُؤثّر(1) ، إذا لم يكن مانع أو ما يجري مجراه؛ وهل مع انضمام الداعي يجب المتعلق؟
الحقّ : نعم، وإلّا لزم الترجيح بلا مرجّح، أوْ فرض ما ليس بتامٍّ تامّاً، هذا خلف.
ومنع منه جماعة، وإلّا لم يكن مختاراً؛ وهو ضعيف، إذ الاعتبار بالنسبة إلى القدرة المستقلة، وهي حاصلة.
ثمّ اعلم: أنّ الحق أنّه تعالى مختار بمعنى أنّ فعله تابع لداعيه، وأنّ الداعي لا يدعو إلى موجود، وقد اشتهر عن الحكماء القول بالإيجاب كالنار في الاحراق، ومحقّقوهم ينكرون ذلك؛ بل يثبتون له عناية؛ لكن يجوّزون تعلّقها بالموجود، والضرورة قاضية بما ذكرناه أوّلًا.
وتقرير دليل المطلوب: أنّه لو لم يكن قادراً مختاراً لزم قدم العالم، والتالي باطل؛...فكذا المقدّم، وبيان الشرطيّة: بأنّ الموجب لا يتأخر أثره عنه، لأنّ تأثيره إنْ لم يتوقف على شرط، أو يتوقف على شرط قديم لزم القدم، وإن توقّف على شرط حادث نقلنا الكلام إليه، ولزم التسلسل.
تتمّة: حيث إنّ علّة المقدوريّة هي الإمكان لاستحالة القدرة على الواجب والممتنع، والإمكان مشترك فمقتضاه مشترك، فيكون قادراً على كلّ الممكنات، وهو المطلوب.
وخالف جماعة منهم عباد بن سليمان(2) ، قال: لا يقدر على خلاف معلومه، لأنّه محال، وإلّا لزم انقلاب علمه جهلًا(3).
وأُجيب: بعدم اتحاد الوسط، إذ هو في كبراه الضمير لذاته، وفي صغراه لغيره.
ومنهم النظّام، قال: لا يقدر على القبيح، وإلّا لصدر عنه، فيكون فاعله جاهلًا أو محتاجاً، وهو محال، فيكون الفعل محالًا، فلا يقدر عليه(4).
وأُجيب: بأنّ المحال لازم من الوقوع للفعل، لا من القدرة عليه، وأيضاً:
وسط القياس مختلف، إذ المحال في الصغرى للغير وفي الكبرى للذات.
ومنهم البلخي، قال: لا يقدر على مثل مقدور عبده، لأنّه طاعة أو سفه أو عبث والكلّ محال عليه(5).
وأُجيب : بأنّها أوصاف عارضة لا تقدح بالتماثل الذاتي، وإنْ قدحت جاز التعلّق نظراً إلى القدرة لا إلى الداعي، فإنّ كلّاً من الثلاثة ممكن، وكلّ ممكن مقدور، لكنّ الصارف يصرفه عن ذلك.
وبأ نّه إنْ أراد بالعبث ما ليس بطاعة منعنا عدم جوازه من اللَّه، فإنّ أفعاله كلّها كذلك، وإنْ أراد ما ليس له غاية صحيحة عقلًا وشرعاً؛ فالحصر ممنوع؛ فإنّ المباح ليس طاعة ولا عبثاً بهذا التفسير(6).
وكذا قال: لا يقدر أنْ يخلق فينا علماً ضروريّاً بما علمناه استدلالًا، وإلّا لجاز أنْ يخلق فينا العلم بقدرة زيد المعلوم وجوده اكتساباً، ثم نشكّ في وجوده، فنشكّ في قدرته، فتلزم السفسطة، لوقوع الشكّ في الضروريات.
وأُجيب: بأن التقدير أنّه معلوم بالكسب، وعلى تقدير العلم بالشيء يكون الشك محالًا، والمحال جاز أنْ يلزمه المحال.
ومنهم الجبائيان، قالا: لا يقدر على عين مقدور العبد(7) ، وإلّا لاجتمع قادران على مقدورٍ واحد، وهو محال، وإلّا لزم وقوعه نظراً إلى إرادة أحدهما، وعدمه نظراً إلى كراهة الآخر، فيكون واقعاً غير واقع، وهو خلف.
وأُجيب: بأنّه يقع فعل أقوى القادرين، كما إذا أراده اللَّه وكره العبد، ومَنْع قوّة القادر القويّ الآخرَ لا يخرجه عن كونه قادراً، إذ فعل القادر مشروطٌ بعدم المانع.
___________
( 1) معنى القدرة واضح وما يذكر تفسيراً له لا يزيده وضوحاً بل ربما يوجب إجمالًا وإبهاماً. وأحسن ما قيل في ذلك انه كون الفاعل بحيث إذا شاء فعل وإذا لم يشأ لم يفعل، وهو كما ترى يتوقف على فهم معنى المشيئة وهي ليست بأعرف من القدرة. وكيف كان فحديث الداعي وخلو الذات عنه تارة وانضمامه إليه اخرى لا يليق بساحة قدسه تعالى. فإنّ الداعي المفروض من أين يحدث؟ فإن حدث بنفسه جاز حدوث كل شيء من غير علّة، وإن حدث بفاعل آخر استلزم الشرك، وإن حدث عن اللَّه تعالى ينقل الكلام إليه فيقال كيف يوجد هذا الداعي؟ هل بداعٍ آخر أو بلا داع؟ فإن كان بلا داع لم يكن مختاراً في خلقه وإنْ كان بداعٍ آخر لزم التسلسل، والظاهر أنّ ما نسب إلى الحكماء من نفي الاختيار، ناشٍ من قولهم بنفي الداعي الخارج عن الذات فزعموا أنّه يستلزم نفي الاختيار وليس كذلك، ولا مجال للتوسّع في البحث ها هنا فليرجع إلى مظانّه.
(2) هو عباد بن سليمان الضُمّري، من كبار المعتزلة، اقيمت بينه وبين عبد اللَّه بن سعيد مناظرة وكان في أيام المأمون، وقد زعم ان بين اللفظ والمعنى طبيعة مناسبة، فردوا عليه ذلك وقد أخذ عن هشام الفوطي، وكان الجبائي يصفه بالحذق، وقد ملأ الأرض كتباً وخلافاً وخرج عن حدّ الاعتزال إلى الكفر والزندقة.( الفصل في الملل والنحل 3: 82، و لسان الميزان 3: 289).
(3) شرح المقاصد 4: 103.
(4) شرح المقاصد 4: 102.
(5) شرح المقاصد 4: 103.
(6) نقل المصنّف رحمه الله هذا الجواب عن العلامة نصير الدين القاشي في إرشاد الطالبين: 192.
(7) هذا الوهم ناشٍ من العجز عن حلّ مسألة الاستطاعة باللَّه والأمر بين الأمرين، وإلّا لم يتوهّم تزاحم بين قدرة العبد وقدرة اللَّه تبارك وتعالى فإنّ قدرته بقدرة اللَّه وفي طولها. وفي تقرير الشبهة والجواب مناقشات لا نطيل بذكرها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|