المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05

القواعد الحسان لتفسير القرآن- عبد الرحمن بن ناصر السعدي
9-5-2017
الجرعة dosage = dose
8-9-2018
التخلّص والاقتضاب وفصلُ الخطاب
5-11-2014
كتلة الجسيمات
2023-03-02
الكرم
2-5-2022
كنوليز w.s .knowles
21-4-2016


الله ﺗﻌﺎﻟﻰ قادرا مختارا  
  
860   03:06 مساءً   التاريخ: 24-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 82
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / القدرة و الاختيار /

ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻷﻗﺪﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺋﺦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻬﻢ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﻓﻌﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ.

ﻭﺍﻷﺻﺢ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﻓﻌﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ، ﻭﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺮﻕ ﻳﺪﻕ ﻓﻠﻴﺘﻨﺒﻪ ﻟﻪ ... ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻹﺷﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺮﺍﻕ ﺃﻣﺮﺍﻥ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺄﺛﺮﻩ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻻ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ. ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ.

ﺑﺮﻫﺎﻧﻪ: ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﻭﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍ.

 ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻓﻸﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺤﺪﺙ ﻓﻘﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﻮﺟﺪﻩ، ﻭﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﺄﻭﺟﺪﻩ، ﻓﻮﻗﻮﻉ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻣﻨﻪ ﺃﺯﻻ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ. ﺛﻢ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻪ ﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺼﺤﺘﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻓﻸﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻋﺪﻣﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﺸﻴﺔ ﻭﻋﺪﻣﻬﺎ. ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﻣﻤﻜﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻴﻪ. ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺠﻤﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﻳﺔ ﻭﺟﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﻤﻊ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﻨﺎﻓﻴﺎﻥ ﺻﺤﺘﻪ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﺣﺎﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﺎﻝ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻧﻘﻴﻀﻪ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ ، ﻷﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﺤﺼﻮﻟﻪ ﻳﻔﻴﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭ: ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻻ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺻﻔﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﻧﻔﻲ ﻣﺤﺾ ﻓﻼ ﻳﻌﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ. ﻭﺃﻣﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻓﻸﻧﻪ ﺑﺎﻕ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ.

(ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﻤﺎﻡ ﻣﺆﺛﺮﻳﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻳﺠﺎﺏ ﻣﻨﺎﻓﻴﺎ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﺣﺎﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻴﻬﻤﺎ ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻫﺐ ﺃﻥ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻓﻠﻢ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ - ﺃﻋﻨﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮﻙ - ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﻲ ﻣﺤﺾ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ. ﻗﻮﻟﻪ " ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ...




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.