أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
6144
التاريخ: 9-05-2015
6025
التاريخ: 26-11-2015
4982
التاريخ: 21-7-2016
5854
|
قال تعالى : {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق : 2، 3] .
إن تلاوة الآيات السابقة تبعث - أكثر من غيرها - الأمل في النفوس ، وتمنح القلب صفاء خاصا ، وتمزق حجب اليأس والقنوط ، وتنير الأرواح بنور الأمل ، إذ تعد كل المتقين بحل مشاكلهم وتسهيل أمورهم .
جاء في حديث عن أبي ذر الغفاري أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " إني لأعلم آية لو أخذها بها الناس لكفتهم {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} فما زال يقولها ويعيدها " (1)
وفي حديث آخر عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في تفسير هذه الآية أنه قال : " من شبهات الدنيا ، ومن غمرات الموت ، وشدائد يوم القيامة (2) " .
وهذا التعبير دليل على أن تيسير أمور المتقين ليس في الدنيا فقط وإنما يشمل القيامة أيضا .
وفي حديث آخر عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " من أكثر الاستغفار جعله الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا " (3)
قال بعض المفسرين : إن أول الآية السابقة نزلت بحق ( عوف بن مالك ) وهو أحد أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي أسر ابنه فجاء يشكو هذا الحادث وفقر حاله وضيق ذات يده إلى الرسول فنصحه رسول الله بقوله : " اتق الله واصبر ، وأكثر من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله " ففعل ذلك وفجأة بينما هو جالس في بيته دخل عليه ولده ، فتبين أنه قد استغفل الأعداء وفر من قبضتهم وجاء بجمل معه منهم . لذا نزلت هذه الآية التي تخبر عن تيسير معضلة هذا الرجل المتقي من حيث لا يحتسب (4)
ولا يعني هذا إطلاقا أن الآية تحث على ترك السعي وبذل الجهد والجلوس في البيت والركون إلى الله وأن يردد الإنسان قول " لا حول ولا قوة إلا بالله " لينزل عليه الرزق من حيث لا يحتسب . إن ما تريد الآية الكريمة أن تركز عليه هو أن السعي لابد أن يكون معه وإلى جانبه تقوى ، وإذا ما أغلقت الأبواب مع كل هذا حينئذ يتدخل البارئ لفتح هذه الأبواب .
لهذا نجد في الحديث أن أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) (عمر بن مسلم) انقطع فترة عن الإمام ، قال الإمام (عليه السلام) ما فعل عمر بن مسلم (عليه السلام) قلت : جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال : ويحه ! أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له ، إن قوما من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما نزلت {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا : قد كفينا ، فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأرسل إليهم قال : " ما حملكم على ما صنعتم به "
فقالوا : يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنه من فعل ذلك لم يستجب له ، عليكم بالطلب " (5).
________________________
1. تفسير مجمع البيان , ج10 , ص306.
2. تفسير نور الثقلين , ج5 , ص356 , ح44.
3. المصدر السابق , ص357 , ح45.
4. تفسير مجمع البيان , ج10 , ص306 , وبهذا المعنى جاء في تفسير الكبير , وتفسير روح المعاني , مع اختلاف بسيط بعضهم قال انه جلب مائة بعير .
5. اصول الكافي , ج5 , ص84.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|