حفظ محصول البطاطا

يصعب خزن البطاطا الناتجة في أواخر الربيع أو الصيف بحكم ارتفاع الحرارة وقتئذ وكثرة ماء البطاطا ورقة قشرتها، لأن درنات البطاطا أجسام حية تتنفس وتنفضح بالعرق وتخشى الحرارة. ولذلك يحسن بيع المحصول عقب قلعه، أما إذا أريد حفظه فيجب أن يوضع في مكان بارد غير رطب (لكي لا تتعفن الدرنات) متجدد الهواء (لكي يخرج غاز الفحم وبخار الماء الناتجان من عمليتي التنفس والإنضاج) في حالة طبقة رقيقة (لكي لا تزداد الحرارة داخلها فتختمر الدرنات وتتلف) بعيدة عن حر الشمس ونورها المباشر.

والبطاطا المعدة للأكل يمكن حفظها لمدة شهرين أو ثلاثة في مكان جامع لهذه الشروط، كالقبو الذي يكون تحت الطابق الأرضي، وهذا إذا كان رطباً أو غير مبلط يوضع فيه طبقة من الخشب أو القش أو الرمل الجاف أو التبن سمكها من10-15 سم، وبعد ذلك تكوم البطاطا عليها بشكل طبقة سمكها 40-50 سم لكي لا تزداد الحرارة داخلها وتجعل كل كومة بشكل منشور متوازي المستطيلات طول الواحد منها 1.5-2 متر وقاعدته نحو 70 سم وعلوه 40-50 سم وتبعد كل كومة عن الثانية نحو 100 سم ويرش حولها ماء خفيف مرتين أو ثلاث كل يوم لتلطيف الجو وتقليل التبخير عن البطاطا، وتغطى هذه الأكوام بغطاء سمكه نحو 20 سم من قش الحبوب أو ما شابهه.

وإذا لم يوجد مكان كالذي ذكر يجوز أن يكون مكان الحفظ أحد مستودعات الحبوب (حاصل) مازال حائزاً للشروط المطلوبة وفيه نوافذ للتهوية، ويجوز أن يكون عريشاً بسيطاً مرتفعاً محاطاً بالقصب حتى لا يؤثر فيه نور الشمس الموجب لاخضرار البطاطا.

كل هذا الاحتياط يدلنا على خطأ الذين يحشرون البطاطا ضمن جوالات خيش أو أقفاص في مستودعات (عنابر) رطبة ليس فيها تهوئة كافية، فيؤدي ذلك إلى اهتراء معظم المحصول إذا مضى عليه مدة من الزمن، خاصة وفحص البطاطا في الجوالات صعب ويجعلها أكثر تعرضاً للاختمار والتلف. ولا بد من فحص طبقات البطاطا في الأماكن التي ذكرناها كل 10-15 يوماً وفرز المعطوب وما يظهر عليه أثر الرطوبة منها.

إذا أريد منع تفريخ البطاطا المعدة للأكل يمكن إتلاف البراعم النامية بغطس البطاطا في محلول مركب من  98،5% ماء و1،5 حامض كبريت مدة 10 ساعات، ويعمل من هذا المحلول كمية تكفي لمقادير كبيرة من البطاطا. أما البطاطا المعدة للبذار فقد صاروا في أوربا وأمريكا وشرعت مصر تتبعها يحفظونها في دور التبريد (البرادات، الثلاجات) حيث درجة الحرارة +2 والرطوبة 85-90 فتمضي البطاطا هنالك دور السكون وتسلم من كل أسباب التعفن والتعرض للأمراض وهي توضع في هذه الدور ضمن أقفاص جريد أو صناديق على هيئة صقالات، وقد وجدوا أن هذه البطاطا بعد خروجها تنبت بسرعة ومحصولها يكون متفرقاً.