أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-9-2020
2707
التاريخ: 24/9/2022
1548
التاريخ: 2023-10-30
1095
التاريخ: 24-11-2020
2305
|
لا شك في أن الأنبياء كانوا رجالا ذوي إرادة قوية، ومعتمدين على أنفسهم، ولكن أساس الطاقات المذهلة التي كانوا يملكونها هو الاتكال على الله. لقد كان يستحيل على موسى بن عمران أن يقارع فرعون بفضل اعتماده على نفسه فقط ، وأن يقوم بوحده بهدم تلك الحكومة الظالمة القوية لكن اتكاله على قدرة الله وعظمته هو الذي منحه القدرة على ذلك كله.
وكذلك نبينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فإنه ذو شخصية روحية صلبة، واستقلال في الإرادة لا يضاهى ... ولكن الطاقة التي منحته القوة في ذلك الظرف الأهوج، والدور العصيب، وأعطته الاستقرار والهدوء في أشدّ المواقف، ومكنته من خوض المعارك العقيدية والسياسية والاجتماعية بكل نجاح... إنما هي الإيمان بالله والاستناد الى عظمته.
لقد ذكر القرآن الكريم منهج الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)، الذي سرّ نجاحه وتقدمه في عبارة موجزة حيث قال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[آل عمران:159].
لقد ذكرت هذه الآية الكريمة واجب النبي تجاه الناس ، وواجبه تجاه نفسه ، وواجبه تجاه الله تعالى :
أما واجبه تجاه الناس ـ فقد كان عبارة عن استشارتهم في الأمور الاجتماعية ، ورسم الخطط العسكرية ، وغير ذلك من الأمور التي لم يرد بشأنها نصّ ... وعن طريق التشاور وتبادل الآراء يعين للمسلمين طرق انتصارهم وتقدمهم. إن الاعتماد على الناس، والفرار من عبء المسؤولية استناداً الى جهود الآخرين مذموم في الإسلام. أما احترام شخصية الأفراد ومعاشرتهم بالجميل، واستشارة العقلاء وذوو الرأي منهم فهو محبذ ومرغوب فيه.
وأما واجبه تجاه نفسه فهو عبارة عن عزمه وتصميمه في الأمور وقيامه بأدائها بنفسه. يجب عليه أن يكون صلباً أمام الحوادث، لا تزعزعه المشاكل المختلفة، بل يقابلها بإرادة حديدية وثبات لا يغلب عليه.
وأما واجبه تجاه الله ـ فهو أن يتوكل عليه بعد استشارته المسلمين ، والوقوف على رأي قاطع ... يجب عليه أن يستمد العون منه عز وجل، ويعزز مكانته بالاستناد الى قدرته اللا متناهية.
إن تبادل الآراء والتشاور مع الناس لتنظيم شؤون العمل، وكذلك الاعتماد على النفس، والعزم والتصميم في تنفيذ خطة العمل عاملان كبيران لنجاح البشرية وتقدمها ، وقد تكفل صدر الآية الكريمة ببيان ذلك وان العلم الحديث يهتم بهذين الأمرين اهتماماً بالغاً ايضاً. لكن الطاقة التي لا تقبل الاندحار، والشعلة التي لا تنطفئ، والثروة التي تنبع منها جميع الطاقات الروحية ويستند إليها الاستقرار والاطمئنان إنما هي النقطة التي تكفل ختام الآية ببيانها ، وهو الاتكال على الله ... إن الاتكال على الله اعظم من الاعتماد على النفس بكثير.
إن أعظم المراتب في المدارس التربوية العالمية هي تمنية الاعتماد على النفس وحسب. أما المدرسة الإسلامية في التربية فإنها ترقى إلى ما هو أهم من ذلك ، حيث تغذي النفوس من نمير الإيمان بالله والاعتماد عليه ، وهذه هي سمة فريدة يمتاز بها المنهج القرآني ، دون غيره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|