المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

مرحلة الطفولة
2024-05-29
Chemical lasers
7-12-2016
مباحث علم الدلالة (أقسام الدلالة)
28-4-2018
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
الإلكترون كيان لاحتمي بالفطرة
2023-10-22
تأثير النجاح الطويل الأمد على بنكرياسك
2024-09-07


التشاور والعزم والتوكل  
  
2125   01:34 مساءً   التاريخ: 29-1-2017
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2، ص232ـ233
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-9-2020 2707
التاريخ: 24/9/2022 1548
التاريخ: 2023-10-30 1095
التاريخ: 24-11-2020 2305

 لا شك في أن الأنبياء كانوا رجالا ذوي إرادة قوية، ومعتمدين على أنفسهم، ولكن أساس الطاقات المذهلة التي كانوا يملكونها هو الاتكال على الله. لقد كان يستحيل على موسى بن عمران أن يقارع فرعون بفضل اعتماده على نفسه فقط ، وأن يقوم بوحده بهدم تلك الحكومة الظالمة القوية لكن اتكاله على قدرة الله وعظمته هو الذي منحه القدرة على ذلك كله.

وكذلك نبينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فإنه ذو شخصية روحية صلبة، واستقلال في الإرادة لا يضاهى ... ولكن الطاقة التي منحته القوة في ذلك الظرف الأهوج، والدور العصيب، وأعطته الاستقرار والهدوء في أشدّ المواقف، ومكنته من خوض المعارك العقيدية والسياسية والاجتماعية بكل نجاح... إنما هي الإيمان بالله والاستناد الى عظمته.

لقد ذكر القرآن الكريم منهج الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)، الذي سرّ نجاحه وتقدمه في عبارة موجزة حيث قال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[آل عمران:159].

لقد ذكرت هذه الآية الكريمة واجب النبي تجاه الناس ، وواجبه تجاه نفسه ، وواجبه تجاه الله تعالى :

أما واجبه تجاه الناس ـ فقد كان عبارة عن استشارتهم في الأمور الاجتماعية ، ورسم الخطط العسكرية ، وغير ذلك من الأمور التي لم يرد بشأنها نصّ ... وعن طريق التشاور وتبادل الآراء يعين للمسلمين طرق انتصارهم وتقدمهم. إن الاعتماد على الناس، والفرار من عبء المسؤولية استناداً الى جهود الآخرين مذموم في الإسلام. أما احترام شخصية الأفراد ومعاشرتهم بالجميل، واستشارة العقلاء وذوو الرأي منهم فهو محبذ ومرغوب فيه.

وأما واجبه تجاه نفسه فهو عبارة عن عزمه وتصميمه في الأمور وقيامه بأدائها بنفسه. يجب عليه أن يكون صلباً أمام الحوادث، لا تزعزعه المشاكل المختلفة، بل يقابلها بإرادة حديدية وثبات لا يغلب عليه.

وأما واجبه تجاه الله ـ فهو أن يتوكل عليه بعد استشارته المسلمين ، والوقوف على رأي قاطع ... يجب عليه أن يستمد العون منه عز وجل، ويعزز مكانته بالاستناد الى قدرته اللا متناهية.

إن تبادل الآراء والتشاور مع الناس لتنظيم شؤون العمل، وكذلك الاعتماد على النفس، والعزم والتصميم في تنفيذ خطة العمل عاملان كبيران لنجاح البشرية وتقدمها ، وقد تكفل صدر الآية الكريمة ببيان ذلك وان العلم الحديث يهتم بهذين الأمرين اهتماماً بالغاً ايضاً. لكن الطاقة التي لا تقبل الاندحار، والشعلة التي لا تنطفئ، والثروة التي تنبع منها جميع الطاقات الروحية ويستند إليها الاستقرار والاطمئنان إنما هي النقطة التي تكفل ختام الآية ببيانها ، وهو الاتكال على الله ... إن الاتكال على الله اعظم من الاعتماد على النفس بكثير.

إن أعظم المراتب في المدارس التربوية العالمية هي تمنية الاعتماد على النفس وحسب. أما المدرسة الإسلامية في التربية فإنها ترقى إلى ما هو أهم من ذلك ، حيث تغذي النفوس من نمير الإيمان بالله والاعتماد عليه ، وهذه هي سمة فريدة يمتاز بها المنهج القرآني ، دون غيره.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.