أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-06-2015
926
التاريخ: 13-3-2018
933
التاريخ: 19-3-2018
1362
التاريخ: 7-08-2015
1141
|
1 - لا بد أن يكون الإمام معصوما عن ارتكاب القبائح والفواحش وعن الخطاء والغفلة والسهو والنسيان.
2 - وأن يكون أفضل الخلق بعد الرسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع - الصفات الكمالية.
أما الدليل على لزوم عصمته فأمور.
منها - أن الإمام قائم مقام النبي (صلى الله عليه وآله)، وحافظ لشرعه ودينه فكما أن النبي يجب أن يكون معصوما وإلا لجاز عليه الكذب وغيره من المعاصي والسهو والنسيان، فكذلك الإمام.
فلو جازت عليه المعصية والخطاء والسهو والنسيان فلا اعتماد بقوله أصلا، فيلزم أن يكون محفوظا عما ذكر ليطمئن الناس في الركون إلى أقواله وأفعاله وليؤمن من الزيادة والنقصان في الدين. ومنها أن الإمام منصوب لبعث الناس إلى طاعة الله تعالى وزجرهم عن مخالفته ولردع الظالم عن ظلمه والانتصاف للمظلوم عن الظالم وقلع مواد الفتن والفساد فلو لم يكن معصوما وجاز عليه - الخطاء والسهو والنسيان وخالف أمرا من أوامره تعالى أو نهيا من نواهيه عمدا أو خطاء فلا يليق لمنصب الإمامة والخلافة ويحتاج إلى إمام آخر رادع له وهكذا فيتسلسل.
ومنها أن الإمام يكون واسطة بين الله تعالى وبين الخلق وبهذه الجهة يكون أقرب الناس إليه عز وجل، فلو لم يكن واجدا لمرتبة العصمة وكان مظنة لصدور العصيان عمدا أو خطاء وسهوا لم يكن أقرب. ومنها أن الشيطان كما في القرآن العظيم قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } [ص: 82، 83]. وقال الله سبحانه: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } [الحجر: 42] وقال أيضا في قصة يوسف: { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24] فمن لم يكن معصوما وأمكن صدور المعصية منه ولو خطاء أحيانا لم يكن معدودا في عداد المخلصين بالمعنى الذي يكون مرادا في الآيات فلا يليق للرياسة الإلهية على جميع الخلائق ومنصب الإمامة والزعامة - العامة.
ومنها - أن الإمام لو لم يكن معصوما لأمكن أن يدعو الناس إلى خلاف الحق والصواب، فيكون مضلا مع أنه سبحانه قال: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 51]. ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] وجه الدلالة أنه سبحانه قرن طاعة أولي الأمر بطاعة نفسه وطاعة رسوله وأوجب على الخلق إطاعتهم على الإطلاق، ولا يمكن أن يوجب الله عز وجل إطاعة أحد من الخلق على الإطلاق، إلا من كان مأمونا من الخطاء والغفلة والسهو والنسيان وكان متصفا بصفة العصمة وعالما بجميع أحكام الشرع، حتى يكون كل ما أمر به أو نهى عنه حجة ويكون أمره ونهيه أمر الله تعالى ونهيه ويجب متابعته في جميع أقواله وأفعاله. ومنها قوله تعالى: { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] أي عهدي وهو الإمامة لا ينال الظالمين من ذريتك كما عن مفسري العامة والخاصة، فأن الظالم أعم من أن يظلم غيره أو يظلم نفسه، بأن يشرك بالله تعالى أو يرتكب معصية من المعاصي كما قال عز وجل حكاية عن قول لقمان لابنه {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13]. وقال تعالى {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} [فاطر: 32] والآية تدل على أن الإمامة لا تنال الظالم ومقتضى إطلاقه أن الظالم لا يليق لمنصب الإمامة في حال الظلم وغيره لأن المراد من الظالم فيها أما من تلبس بالظلم حين إعطاء منصب الإمامة، أو من كان متلبسا به في وقت من الأوقات، أما احتمال الأول فممنوع، لأن إبراهيم (عليه السلام )لا يستدعي من الله تعالى إعطاء منصب الإمامة لذريته ممن كان ظالما حين الإعطاء فيتعين الثاني فتدل الآية الشريفة على أن من كان متلبسا بالظلم في وقت من الأوقات لا يليق لمنصب الإمامة والخلافة. ولما كان غير المعصوم معرضا للظلم ولا يكون مأمونا ومصونا عن صدوره منه أحيانا ولا يمكن أن يقال له إنه عادل بقول مطلق وبلحاظ تمام مدة عمره لإمكان صدور المعصية منه في آن ما أو الخطاء الذي يشارك العمد في الإغراء والاضلال يستفاد اعتبار العصمة منها.
وأما الدليل على لزوم أفضليته عن غيره فلأمرين:
أحدهما- أنه لو لم يكن الإمام أفضل لكان إما مساويا مع غيره أو أدون، فإن كان الأول لزم الترجيح بلا مرجح وهو باطل عقلا (1) وإن كان الثاني لزم ترجيح المرجوح على الراجح وهو قبيح عقلا ونقلا كما هو ظاهر لقوله تعالى: { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] وقوله تعالى: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9] وقوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] وقوله: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة: 247] فلا بد أن يكون أفضل.
الثاني - أن الإمام معلم الأمة وهاديها، لأنه قائم مقام النبي (صلى الله عليه وآله) في تعليم الخلق وتكميلهم فيلزم أن يكون أعلم وأفضل من جميع الأمة.
____________
1 - كما ذكر وجهه في صدر مبحث النبوة فراجع.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|