المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



استقلال الشباب  
  
1227   09:29 صباحاً   التاريخ: 2023-12-25
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 81 ــ 82
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن طلب الاستقلال هو إحدى الغرائز الثمينة التي خلقت في الإنسان بحكمة إلهية، وهذه الغريزة هي أساس الإعتماد على النفس، ومقدمة لنجاح الجيل الشاب في المجال الإجتماعي، والآباء والأمهات الواعون لا يودون فقط استقلال أبنائهم الشبان، بل إنهم لن يصابوا بالقلق أو الحقارة، فظهور تلك الحالة دليل على سلامة الجسم والنفس، فيفرحون كما فرحوا لدى استقلال ابنهم بالاعتماد على نفسه في المشي في عهد الطفولة. ولكي لا يقوم الشبان بأعمال متطرفة عند شعورهم بالاستقلال والحرية، ولا يصابوا بالغرور في بداية مرحلة الشباب التي هي حساسة جداً في حياتهم، ولكي لا يقوموا بأذى الآخرين، من الضروري أن يعرفوا أن احترام استقلالهم وحريتهم لا يعني أن يتخذوا القرارات جميعاً وحدهم وأن يقوموا بأي عمل يريدونه.

حاجة الشباب الى الارشاد:

إن الشبان، ليست لهم تجربة، وينحرفون بسرعة عن مسير مصلحتهم مما يؤدي إلى تعاستهم. فهم يحتاجون إلى إرشاد الوالدين والأشخاص الآخرين ذوي التجربة، ويجب الاستفادة من معلومات وتجارب هؤلاء، كما يجب أخذ آرائهم بعين الإعتبار لمعرفة الطريق الصحيح من الخاطئ، تجنباً للوقوع في أخطار الحياة المختلفة.

عندما يستقل الطفل الصغير في مشيه لا يقوم الآباء والأمهات بربط يديه ورجليه لكي يمنعاه من المشي، فهو يسير متجولاً بحرية في البيت ويذهب إلى هنا وهناك ولكنه يحتاج إلى مراقبة شديدة، لأنه طفل لا يعرف خيره من شره لأنهم إن تركوه وحده يسير ربما تعرض لأخطار الحرق، أو السقوط من مكان عال أو الغرق في الماء، وأمثال هذه الحوادث وفي النتيجة قد يفقد حياته أو على الأقل سلامته.

فالطفل يعشق اللعب، وبما أنه مستقل في مشيه، فإنه يوصل نفسه بسرعة إلى أحواض السباحة وعندما تصل الأم تقوم بإبعاده فيغضب الطفل، ويصرخ ويدق بقدمه الأرض معترضاً (لماذا زاحمتني أمي في اللعب؟) ولكن الأم بناء على المصلحة سلبت منه الحرية، الطفل يعشق اللعب، والأم تعشق حياة وسلامة ابنها.

الطفل يشعر بلذة إلى ماء الحوض حيث يلعب، ولكنه يغفل عن خطر الموت، والأم واجب عليها المحافظة على طفلها فتراقبه حتى يكبر فيدرك بنفسه ماهية السلامة والخطر، عند ذاك تتركه حراً.

الحرية بحدود:

إن الشبان يسيرون بشكل طبيعي نحو طلب الاستقلال، يريدون التجول بحرية في المجتمع، ويذهبون اينما يريدون، اما الآباء والامهات الواعون فإنهم لا يعارضون استقلال وحرية الأبناء، ولا يمانعون في تحركهم الإجتماعي، ولكن يرون من واجبهم أن يراقبوهم، ويذكروهم بالخير والشر، ويمنعوهم من الأعمال الضارة.

بعض الشبان يعتبرون إرشادات الوالدين سلباً لحرياتهم فيغضبون، ومثل هؤلاء يجب أن يعلموا أن الحرية تختلف عن اللامبالاة. إن الآباء والأمهات الواعين عندما يقدمون إرشاداتهم ونصائحهم ويمنعون الشبان من بعض الأعمال، إنما يريدون خير وسعادة الأبناء طبقاً لما تقتضيه مصالحهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.