أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
1810
التاريخ: 6-11-2014
2660
التاريخ: 6-4-2016
2612
التاريخ: 17-4-2016
1515
|
قال تعالى : { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات : 47]
لغويّا : الأيد معناها القوة ، والكلمة مشتقة من وآد وأيّد أي قوّى ، وهذا المعنى لكلمة الأيد نستخلصه أيضا من قوله تعالى : {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } [ص : 45]، و {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص : 17].
ومن مثاني قوله تعالى : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [الذاريات : 47] ، أي الآيات الكريمة التي تشرحها ، قوله : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء : 30] ، و {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات : 27 - 29] ، ذلك أن فصل السماوات والأرض يستتبع بالضرورة توسّعهما. وعلى ضوء استعراض تاريخ اكتشاف توسع الكون تظهر المعاني الإعجازية الكامنة في الآيات الكريمة أعلاه.
ففي عام 1912 تبيّن للعالم « سليفر » ( Slipher Melvin ) أن المجرات تتباعد عن مجرتنا بصورة متزايدة.
وفي عام 1916 جاءت نظرية النسبية العامة لأينشتاين تؤيد نظرية توسّع الكون.
وفي عام 1929 أكد العالمان « همسن » ( Humason ) و « هوبل » ( Hubble ) نظرية توسّع الكون ، ووضع « هوبل » القاعدة المعروفة باسمه أو قانون تزايد بعد المجرات بالنسبة لمجراتنا وبالنسبة لبعضها البعض ، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي.
ومع تقدم علوم الفيزياء الحديثة أمكن بواسطة دراسة طيف ( Spectre ) ضوء النجوم والمجرات وانزياحه نحو الأحمر ( Shift Red ) أن تحسب السرعة التي تبتعد بها المجرات عن بعضها البعض ( كلما تباعدت النجوم والمجرات عنا انزاح طيفها نحو اللون الأحمر ). فمجموعة المجرات المعروفة بكدس العذراء ( Amas de La Vierge ) يتزايد بعدها عن مجرتنا المسماة « باللبنيّة » 1200 كلم في الثانية ؛ ومجموعة المجرات المعروفة بكدس العدار ( Amas de I’hydre ) والذي تفصله عنا مسافة ملياري سنة ضوئية تقريبا ( السنة الضوئية تعادل 10 آلاف مليار كلم ) يتزايد بعدها عنا 60 ألف كلم في كل ثانية. وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازيّة هائلة من الدخان ، ما تزال تتوسع وتنتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار الهائل في الكتلة الغازيّة الأولى. ويشبّه العالم الفلكي المعاصر « هيوبرت ريفز » ( Reeves Hubert ) الكون بقالب من الحلوى انتثرت عليه حباب من العنب
هي المجرات ، وهذا القالب يتوسع في مجال يخلقه لنفسه كما ينتفخ قالب الحلوى في الفرن (1).
ولقد أجاب هذا العالم عن سؤال طرح عليه عن نظرية توسّع الكون وهل هي حقيقة علمية فأجاب : نستطيع القول اليوم إن توسّع الكون هو شبه مؤكد ( quasi ـ certain ).
إضافة إلى ذلك يقول علماء الفلك إن انفجار الكتلة الغازيّة الأولى وتوسّع الكون المستمر الذي نشأ من هذا الانفجار هو السبب المنطقي الذي يشرح الظلمة الحالكة في الكون الذي هو شبه خال بالرغم من ملايين المليارات من النجوم التي تسبح فيه. كما أن الانفجار الكبير وتوسّع الكون هو السبب في انتشار الضوء بعد أن كان محبوسا داخل الكتلة الغازيّة الأولى ، ولا يستطيع الإفلات منها بحكم قوة الجاذبية الكامنة فيها. ونقرأ في كتاب الله الكريم ما يشرح ذلك بكلمات :
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } [النازعات : 27، 28]. وقد بيّن علم الكونية اليوم أن بناء السماء وتسويتها كان بفعل رفع سماكة الكون أي بتوسّعه الناتج عن الانفجار الكبير.
{وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات : 29]. كان الكون حتى ثلاثمائة ألف سنة من بدء نشأته شديد الظلمة.
وبعد ثلاثمائة ألف سنة من بدء نشأة الكون ظهر الضوء وذلك عند ما استطاعت جزيئات الضوء ( Photons ) التي يتكون منها أن تترك الكتلة الكونية البدائية التي كانت محصورة فيها ، وذلك بعد أن تغلبت قوة الدفع الناتجة عن الانفجار الذي حصل في الكتلة البدائية للكون على قوة الجاذبية الكامنة فيها والتي كانت تمسك بجزئيات الضوء وتمنعه من الظهور والانتشار. فالضوء لم يظهر إلا بعد ثلاثمائة ألف سنة من بدء نشأة الكون ، وبفعل الانفجار
الكبير والتوسع الذي حصل في كتلة الكون البدائية. فالظلام سابق في وجوده على النور كما أثبتت العلوم الفيزيائية الحديثة وكما أشار إلى هذه الحقيقة القرآن الكريم في قوله تعالى : {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } [النازعات : 29] ، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } [الأنعام : 1].
__________________
(1) « Notre Univers s’etend comme Gonfle dans le four un podding aux raisins dans un espase qu’il cree lui meme ».
راجع : Hubert Reeves. Patience dans L’Azur. Seuil; p. 33.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|