أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1685
التاريخ: 23-11-2014
1567
التاريخ: 22-04-2015
1894
التاريخ: 17-7-2016
4156
|
يقول تعالى عن القرنين : {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86].
الحمأ : الطين النَّتِن الذي تَغيّر لونه إلى السواد ، يَرسب تحت المياه الراكدة وعلى ضفافها... وحمأ مسنون : (1) مُنتَن ، وقُرئَ : ( عينٍ حامية ) أي دافية ( حارّة ) .
قال المفسّرون : أراد ذو القرنَين أن يَبلغ بلاد المغرب ، فاتّبع طريقاً تُوصله إليها ، حتّى إذا انتهى من جهة المغرب بحيث لم يستطع تجاوزه ووقف على حافّة البحر الأطلانطي ( المحيط الأطلسي ) وجد الشمس تغرب في بحر خِضَمٍّ يضرب ماؤه إلى سواد الخُضرة ، وكان معروفاً عند العرب ببحر الظُلمات ، فقد سار إلى بلاد تونس ثُمّ مراكش ووصل إلى البحر المحيط ، فوجد الشمس كأنّها تغيب فيه وهو أزرق اللون يضرب إلى السواد ، كأنّه حَمِئة (2) .
والمُراد بالعين : لُجّة الماء ، حيث البحر الواسع الأرجاء لا تُرى له نهاية .
قال سيّد قطب : والأرجح أنّه كان عند مصبّ أحد الأنهار (3) ، حيث تكثر الأعشاب ويتجمّع حولها طين لزج هو الحمأ ، وتوجد البِرَك وكأنّها عيون الماء... فرأى الشمس تغرب هناك {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (4).
قلت : وسوف يأتي عند الكلام عن ذي القرنَين ـ وأنّه كُورُش الهخامنشي على الأرجح ـ أنّه في فتوحاته غرباً في آسيا الصغرى توقّف على المنطقة التي تُسمّى باسم : إقليم أيونيّة ، وهو الإقليم الغربي من قارّة آسيا الصغرى المُطلّ على مَضيق الدردنيل وبحر إيجه وما يُلاصق الساحل من جُزر وأشباه جزر ، حين توقّف كورش عند شواطئ بحر إيجه ـ وهي جزء من سواحل تركيا على البحر المتوسّط ـ وجد الشاطئ كثير التعاريج ، حيث تتداخل أَلسنة البحر داخل اليابس ، ومِن أمثلة هذه الألسنة البحريّة خليخ هرمس ومندريس الأكبر ومندريس الأصغر... ويتعمّق خليج ( أزمير ) إلى الداخل بمقدار 120 كم ، تحيط به الجبال البلّوريّة من الغرب إلى الشرق على حافّتيه ، بحيث يتّخذ شكل العين ، ويَصبّ فيه نهر ( غديس ) المياه العَكِرة المُحمّلة بالطين البُركاني والتراب الأحمر من فوق هضبة الأناضول... وحين توقّف كورش عند ( سارد ) قرب أزمير تأمّل قرص الشمس وهو يسقط عند الغروب في هذا الخليج الذي يُشبه العين تماماً... واختلطت حُمرة الغَسَق بالطين الأحمر والأسود الذي يَلفظه نهر غديس في خليج أزمير... ولعلّها هي العين الحَمِئة ( الضاربة بالسواد ) التي ذَكَرها القرآن (5) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في قوله تعالى : ( إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) ، الحجر 15 : 28 ، وراجع الآية 26 و33 من نفس السورة .
(2) راجع : تفسير المراغي ، ج16 ، ص16 .
(3) واحد معاني العين ، مصبّ ماء القناة .
(4) في ظِلال القرآن ، ج16 ، ص6 ، المجلّد 5 ، ص409 .
(5) مفاهيم جغرافيّة ، ص243 ـ 244 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|