أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2019الإ
475
التاريخ: 14-11-2016
436
التاريخ: 18-1-2019
638
التاريخ: 14-11-2016
461
|
[جواب الشبهة] :
نحن نعتقد بأنّ هناك أدلة كثيرة عقلية ونقلية تدل على عدم تحريف القرآن، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] ، وفي آية أخرى قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42].
فإذا كان الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ هذا الكتاب ، أفهل يمكن أن تطال يد التحريف هذا الكتاب؟
إضافة إلى أنّ القرآن الكريم لم يكن متروكاً أو منسيّاً حتى يأتي شخص ويضيف أو ينقص منه شيئاً. فكتّاب الوحي قد إزداد عددهم من أربعة عشر إلى أربعمائة شخص، وكانوا يقومون بتدوين وضبط كلّ آية بمجرّد نزولها، ووصل عدد حفّاظ القرآن الكريم في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المئات، حيث كانوا يحفظون كلّ آية حين نزولها.
وقد كانت تلاوة القرآن في ذلك الزمان من أفضل العبادات، حيث كان يتلى ويقرأ ليلاً ونهاراً.
كما أنّ القرآن الكريم هو القانون الأساسي للإسلام والدستور العملي للمسلمين، وحاضر في جميع جوانب حياتهم.
فالعقل يدرك أنّ مثل هذا الكتاب لا يمكن أن يقع فيه تحريف سواء من جهة الزيادة أو النقصان.
والروايات الإسلاميّة الواصلة إلينا من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) تؤكّد على تمامية القرآن الكريم وعدم وقوع التحريف فيه. فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) يصرح في نهج البلاغة: «وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ (الْكِتَابَ تِبْيَاناً)، وَعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ فِيَما أنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنفْسِهِ» (1).
وفي مواضع كثيرة من نهج البلاغة عندما يتعرض امير المؤمنين(عليه السلام) للقرآن الكريم لا نجد أي حديث عن تحريف القرآن، بل يؤكّد على تمامية القرآن بشكل واضح وصريح.
وذكر الإمام التاسع محمّد بن علي الجواد (عليه السلام) في خطابه لأصحابه حول انحراف الناس عن جادة الحق قائلاً: «وكَان مِنْ نَبذِهم الكِتَاب أن أقامُوا حُرُوفَه وحرَّفوا حُدُودَه» (2).
إنّ هذا الحديث وأمثاله يشير إلى أنّ ألفاظ القرآن الكريم ظلت محفوظة، والتحريف وقع في المعاني، بحيث قام البعض بتفسير أو توجيه بعض الآيات طبق ميوله النفسية ومنافعه الشخصية خلافاً للواقع.
ومن هنا تتضح مسألة مهمّة وهي: أنّ الروايات التي تتحدث عن التحريف إنّما تتحدث عن التحريف المعنوي والتفسير بالرأي، وليس التحريف في العبارات والألفاظ.
ومن جهة أخرى نلاحظ أنّ هناك روايات عديدة ومعتبرة وصلتنا عن الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) تأمر بعرض الروايات على القرآن الكريم وخصوصاً عند تعارضها; لأجل معرفة الروايات الصحيحة من غير الصحيحة، فما وافق القرآن فهو صحيح ويجوز العمل به، وما خالفه اتركوه: «اعرِضُوهُمَا عَلى كِتابِ اللّهِ فَما وَافَق كِتَاب اللّهِ فَخُذُوه، ومَا خَالَف كِتاب اللّهِ فَرُدُّوه» (3)، فهذا دليل واضح على عدم وقوع التحريف في القرآن; لأنّه في غير هذه الصورة لا يصبح معياراً لتشخيص الحق من الباطل.
وإضافة إلى كل هذا، فقد ورد في حديث الثقلين المعروف والمنقول بكثرة في كتب أهل السنّة والشيعة أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) يقول: «إِنِّي تَاركٌ فيكم الثِّقْلَيْنِ كِتابَ اللّهِ وعِتْرَتِي أهْلَ بَيْتِي مَا إنْ تَمَسَّكْتُم بِهِمَا لنْ تَضِلُّوا» (4).
إنّ هذا الحديث العظيم يدلّ بوضوح على أنّ القرآن الكريم بجانب عترة النبي (صلى الله عليه وآله) ملجأ آمن لهداية الناس إلى يوم القيامة.
فإذا كان القرآن محرّفاً فكيف يمكن أن يكون ملجأً آمناً، وهادياً للناس من الضياع والضلال (5).
_________________
1. نهج البلاغة، الخطبة 85 .
2. اصول الكافي، ج 8، ص 53 .
3. وسائل الشيعة، ج 18، ص 80 .
4. بحار الأنوار، ج 36، ص 331 .
5. للمزيد من التوضيح يراجع كتابنا «أنوار الأصول»، ج 2، ص 340 فصاعداً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|