تناول القرآن النبي ابراهيم بنوع من التناقض وتبعا للمصلحة التي كان يقدرها نبي الاسلام |
472
08:50 صباحاً
التاريخ: 17-1-2019الإ
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
394
التاريخ: 14-11-2016
1471
التاريخ: 12-1-2017
488
التاريخ: 17-1-2019الإ
473
|
[نص الشبهة] : يقول ( فنسنك ) : ( كان سبرنجر ـ Leben: Sprenger und Lehredes Mohammad، ج3، ص276 وما بعدها ـ أوّل من لاحظ أنّ شخصيّة إبراهيم كما في القرآن مرّت بأطوار قبل أنْ تصبح في نهاية الأمر مؤسِّسَةً للكعبة ، وجاء سنوك هجروينيه (20 وما بعدها ) بعد ذلك بزمن فتوسّع في بسط هذه الدعوى ، فقال : إنّ إبراهيم في أَقدم ما نزل من الوحي ( الذاريات ـ آية 24 وما بعدها ، الحجَر ـ آية 5 وما بعدها ، الصافّات ـ آية 81 وما بعدها ، الأنبياء ـ آية 52 وما بعدها، العنكبوت ـ آية 15 وما بعدها ) وهو رسولٌ من الله أنذر قومه كما تُنذر الرسُل ، ولم تُذكر لإسماعيل صِلةٌ به ، وإلى جانب هذا يُشار إلى أنّ الله لم يرسل من قبل إلى العرب نذيراً ( السجدة ـ آية 2 ، سبأ ـ آية 43، يس ـ آية 5 ) ، ولم يُذكر قط أنّ إبراهيم هو واضع البيت ، ولا أنّه أوّل المسلمين ، أمّا السوَر المدنية فالأمر فيها على غير ذلك ، فإبراهيم يُدعى حنيفاً مسلماً ، وهو واضع ملّة إبراهيم ، رفع مع إسماعيل قواعد بيتها المحرّم ـ الكعبة ـ ( البقرة ـ آية 118 وما بعدها ، آل عمران ـ آية 60، 84... الخ ) ولمّا أخذت مكّة تشغل جلّ تفكير الرسول ، أصبح إبراهيم أيضاً المشيّد لبيت هذهِ المدينة المقدّس) (1) .
[جواب الشبهة] : إنّ الدسّ والتشويه الذي يوحي بشبهةٍ أنّ في القرآن تناقضاً وفي بعض آياته تردّداً فيه مغالطةً فاضحة من جهةٍ وجهلٍ أو تجاهل بطبيعة القرآن الكريم من جهةٍ أُخرى ، وتوضيح ذلك بما يأتي :
1 ـ إن التطوّر المدّعى أو بتعبيرٍ أدق التدرّج الذي نجده في القرآن الكريم ، سواء في آيات الإرشاد العقلي للجانب العقائدي أم آيات الأحكام الخاصّة بالتشريع الإسلامي ، أم آيات الأخلاق والتربية لإعداد الفرد المؤمن والأُمّة المؤمنة ، إنّما هو أمرٌ طبيعي اقتضته طبيعة الحكمة في الطرح الرسالي الهادف إلى توفير وإعداد عوامل الدعوة والبناء للإنسان والمجتمع ، وليس كتاباً أكاديميّاً مدرسيّاً يصنّف موضوعاته بفصولٍ وأبواب تستوعب موضوعاتها مرّة واحدة ، وحتّى الكتب المدرسيّة تخضع لمنهج التدرّج في طرح الحقائق والمعلومات ، فتبدأ بالأوليّات والإجماليّات وتترقّى إلى الرتب الأعلى في العمق والتفصيل العلمي ، فهذه الشبهة المدّعاة مغالطةٌ فاضحة مردودة على أصحابها من رجال الاستشراق ، ومَنْ سار على نهجهم ورأيهم المتهافت .
2 ـ إنّ القرآن الكريم نزل نجوماً فهو إضافة لكونه كتاب تربية وإعداد للرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) والأمّة المؤمنة كما ذكرنا أعلاه ، هو أيضاً كتاب حركة وإرشاد وإحكام لقيادة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لدعوة الناس للإسلام ، فجاءت آياته بشكلٍ يرتبط بالزمان والمكان طبقاً للظروف والأحوال والمستجدّات ، التي تفرزها طبيعة حركة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في دعوته سَواء في الموضوع أم المنهج أم الأسلوب .
لهذا نجد أنّ لكلّ آية من آيات القرآن الكريم شأناً وسبباً للنزول له مدخليّة أساسيّة في تحديد ما تتضمّنه الآية ، من طبيعةٍ للموضوع ومنهجيّةٍ لعرضه وأُسلوبٍ لبيانه ، كما أنّ له دوراً أساسيّا في تأويل معاني الآيات ومداليلها ، فأصحاب الشبهة من المستشرقين وأربّائهم يتجاهلون هذه الحقيقة أو يجهلونها على أقلّ تقدير لو أحسنّا الظن بهم .
وهكذا نميّز بين المركوز لديهم عن الكتاب الأكاديمي المدرسي ، وبين القرآن الكريم باعتباره كتاب تربية ودعوة وحركة ارتبط بالزمان والمكان ، لدعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحركته في المجتمع آنذاك .
3 ـ وعلى ضوء الحقيقتين الآنفتين ، فمن الطبيعي أنْ تجد قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) والأُمم السالفة خاضعة لتلكما الحقيقتين ، فالأطوار التي أشار لها المستشرق ( سبرنجر ) وأمثاله في عرض ما يتعلّق بالنبيّ إبراهيم ( عليه السلام ) والنبيّ إسماعيل ( عليه السلام ) ومكّة المكرّمة مرتبط بتلكما الحقيقتين ، حيث يجمل تارة ويفصّل أُخرى ، ويعرض الحقائق مِن زاوية معينة مرّةً وبتفاصيلٍ جديدة مرّةً أُخرى ، وهكذا حسب مناسبات الموضوع وارتباطه بدعوة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وحركته التغييريّة في الأُمّة آنذاك .
فلا غرابة ولا تردّد ولا تناقض في آيات القرآن الكريم ، بل الغرابة كلّها فيما يخرصون .
ــــــــــــــــــــــ
(1) دائرة المعارف الإسلاميّة 1 : 27 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|