أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-08-2015
1453
التاريخ: 6-08-2015
1018
التاريخ: 5-07-2015
1620
التاريخ: 20-11-2014
829
|
الحسن والقبح العقلي
ﺍﻟﺤﺴﻦ : ﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺬﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ : ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ (1) .
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ : ﻣﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺬﻡ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ (2) .
ﺇﺫﺍ ﺗﻠﺨﺺ ﻫﺬﺍ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻃﻮﺍﺋﻒ. ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻓﺮﺗﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﻋﻜﺴﻪ.
ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ - ﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻪ - ﺇﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﻠﻒ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻧﻘﻂ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ،... ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻮﻡ، ﻣﺴﺘﻮﺟﺐ ﻟﻠﺬﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺇﻻ ﺫﻟﻚ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻓﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﺒﻮﺟﻮﻩ: ِ
ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﺎ ﻧﻔﺮﺽ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻓﻨﺮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﺑﺬﻟﻚ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻗﺒﺢ ﺍﻟﺰﻧﺎ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻣﺮﺍﻥ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻛﺎﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﻢ.
ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﺻﻼ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻓﻼ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ، ﻓﻠﻮ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻟﻮﻗﻒ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﺢ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺻﺪﻗﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﺈﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪﺡ ﻓﻴﻪ.
ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺭﺍﺟﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﻣﻨﺎﻓﺮﺗﻪ، ﻟﻮﺟﺐ ﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻃﺒﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻇﻠﻢ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ [ﺍﻟﻌﻠﻢ] ﺑﻘﺒﺢ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻫﺠﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﺧﻴﻢ (3) ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﺤﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺍﻟﺬﻡ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ، ﺃﻭ ﻣﺘﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﺼﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻗﻠﺖ: ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ... ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻟﻠﻄﻮﺳﻲ 98.
(2) ﻟﻌﻞ ﻣﺮﺍﺩﻩ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ: ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ 58: ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺍﻟﺬﻡ...
(3) ﺭﺧﻢ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ: ﻻﻥ ﻭﺳﻬﻞ، ﻳﻘﺎﻝ: ﻛﻼﻡ ﺭﺧﻴﻢ ﺃﻱ ﺭﻗﻴﻖ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|