أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-21
748
التاريخ: 2024-03-18
934
التاريخ: 2024-02-12
1357
التاريخ: 21-09-2015
2039
|
المقصود من الإنسان بالدرجة الأساس
هو الإنسان الكامل الذي يتحلّى بالمرتبة القصوى من معرفة القرآن ، بل هو مظهر
وجودي له كما القرآن مظهر نصّي له ، بل هو حقيقته. فكما أنّ : «هذه
الصحيفة النورانية [القرآن الكريم] صورة «الاسم الأعظم» فكذلك
الإنسان الكامل صورة الاسم الأعظم أيضا ، بل حقيقتهما واحدة في حضرة الغيب» (1).
والمصداق الإنساني والمظهر الأتمّ الأكمل للإنسان الكامل هو النبي صلّى اللّه عليه
وآله وسلّم وأهل بيته.
على هذا سيكون من الطبيعي أن يحظى
النبي وأهل بيته بالمرتبة القصوى من معرفة القرآن ، وهي معرفة معايشة ومعاينة ،
لأنّ القرآن هو جوهر ذات النبي وآله تبعا له ، ثمّ يليه من يليه تبعا لسعته الوجودية
والفكرية. يكتب الإمام : «ولم يكن أحد حاملا له بظاهره
وباطنه ، إلّا هؤلاء الأولياء المرضيون» (2).
مع أنّ هذه النتيجة في انحصار
المعرفة القصوى بالنبي وأهل بيته تبدو طبيعية من حيث البناء المنطقي لتصوّرات هذه
المدرسة ، إلّا أنّ الإمام يقرّبها بل يستدلّ عليها بضروب الاستدلال ، فمن النقل
يسوق عددا من النصوص الروائية الدالة ، منها : «فمن طريق «الكافي» عن أبي جعفر
عليه السّلام أنّه قال : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده
جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء» (3). ومن طريق «الكافي» أيضا عن جابر ،
قال : سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول : «ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع
القرآن كلّه كما أنزل إلّا كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله اللّه تعالى إلّا علي
بن أبي طالب عليه السّلام والأئمّة من بعده عليهم السّلام» (4). ومنه أيضا عن أبي عبد اللّه عليه
السّلام ، أنّه قال : «وعندنا واللّه علم الكتاب كله (5)» (6).
ممّا قارب به هذا المعنى من النقل
أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو المخاطب بالقرآن أولا وبالذات ، ووفاقا
لقاعدة : «إنّما يعرف القرآن من خوطب به» (7) فهو الذي يتحلّى بالذروة
العليا في فهمه ، وله منه الحدّ الأقصى الذي لا يشاركه به حتّى واسطة الوحي
جبرائيل عليه السّلام. ففي معرض إشارته إلى تفاوت الانتفاع بكتاب اللّه والإفادة
منه يشير الإمام إلى الحدّ الأقصى ، بقوله : «تلك الاستفادة التي ينبغي [والتي
يعجز عنها الآخرون] الاستفادة تلك هي بحسب : «إنّما يعرف القرآن من خوطب به» هي
التي يختصّ بها رسول اللّه نفسه» (8).
وفي موضع آخر يشير إلى الحدّ الأقصى
المتمثّل بالنبي وآله ، على النحو التالي : «إنّ حدّ القرآن هو : إنّما يعرف
القرآن من خوطب به ... ومفاد لا يعرفه إلّا من خوطب به هو الرسول الأكرم نفسه ،
بمعنى أنّ الواسطة تعجز عن الفهم أيضا ، أي أنّ جبرائيل لا يستطيع الفهم أيضا. إنّ
جبرائيل الأمين هو محض واسطة تلا على النبي الآيات التي أتى بها من الغيب وامر
بإيصالها إليه ، لكنّه ليس «من خوطب به» ؛ «من خوطب به» هو الرسول الأكرم فقط ،
والآخرون فهموا بواسطته ؛ بواسطة ذلك النور الذي في قلب حضرة الرسول صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم ، فهموه بواسطة ذلك التعليم النوري الذي تحوّل به من قلبه إلى قلب
الخواص» (9).
كما يعبّر عن المعنى ذاته الذي يفيد
أنّ للنبي من القرآن الحد الأقصى ، في موضع آخر بقوله : «إنّ الفائدة التي يجنيها النبي
الأكرم من القرآن ، هي غير الفائدة التي يجنيها الآخرون ، ذلك إنّما يعرف القرآن من
خوطب به
... فمن
نزل عليه القرآن يعرفه ، يعرف كيف نزل ، وكيفية النزول ، ويعرف المقصد من هذا
النزول ، ومحتواه والغاية من هذه العملية» (10).
إلى جوار ما تقتضيه المنظومة الفكرية
ذاتها وما ساقه الإمام من أدلة نقلية ، استدلّ على هذه النتيجة التي تفيد أنّ
الفهم الأقصى هو من نصيب الإنسان الكامل وحسب ، باستدلال عقلي مؤدّاه أنّ المحدود
لا يحيط بغير المحدود ، وللإنسان الكامل أحاطه لأنّه مظهر الكامل ، فهو في معرفة
القرآن يمثّل الحدّ الأقصى . يقول :
«لا يستطيع المحدود أن يحيط بغير
المحدود إلّا أن يكون غير محدود أيضا. الإنسان الكامل غير محدود ، الإنسان الكامل
غير محدود في جميع الصفات وهو ظلّ الذات الإلهية المقدسة ، ومن ثمّ فهو الذي
يستطيع أن يدرك الإسلام كما هو ، والإنسان كما هو ، والبعثة كما هي ، والقرآن كما
هو والعالم كما هو» (11).
__________________
(1)- آداب الصلاة : 321.
(2)- شرح دعاء السحر : 58.
(3)- الكافي 1 : 228/ 2.
(4)- نفس المصدر 1 : 228/ 1.
(5)- نفس المصدر 1 : 229/ 5.
(6)- شرح دعاء السحر : 58- 59.
(7)- الكافي 8 : 311/ 485 ، بحار
الأنوار 24 : 237/ 6 و46 : 349/ 2.
(8)- تفسير سورة حمد : 139.
(9)- صحيفه امام 18 : 262 ، والنص
يعود إلى خطاب الإمام عام 1983.
(10)- نفس المصدر 19 : 355- 356 ،
والنص يعود لخطاب ألقاه الإمام صيف 1985.
(11)- نفس المصدر 12 : 420.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|