المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الكزبرة
11-4-2017
قدرة النبي موسى على الصبر وتنزيهه عن النسيان
16-11-2017
مرهم الثوم لعلاج تشققات اليدين والقدمين
23-3-2016
اقسام المياه واحكامها
2024-06-16
الشيخ الأنصاري والمحافظة على الأمانة
6-5-2022
السيد صدر الدين الهمذاني.
29-11-2017


أضرار تربية المربية  
  
2646   01:19 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الام في التربية
الجزء والصفحة : ص259ـ260
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 4051
التاريخ: 21-4-2022 2644
التاريخ: 20-4-2016 2582
التاريخ: 15-1-2016 2243

يعتبر توكيل تربية الطفل للمربية نوعا من المكننة في التربية وتحويل مسؤولية للخادمة نوعا من الرعي وتسمين العجول فلا فرق بينه وبين اعطاء مسؤولية الخراف ليسرح بها الراعي في المراتع ويسمنها. فلا عواطف ولا حنان ولا محبة وستكون نتائجها كما يقول المثل اليوناني (اذا وكلت تربية طفلك للخدم والعبيد فستكون عما قريب صاحب عبدين).

فمهما كانت المربية على خلق حسن وحنكة وتجربة في اختصاصها فأنها لا تستطيع ان تقوم بوظيفة الامومة وتحل محلها ولا يمكن لها ان تلبي كافة احتياجات الطفل التربوية. فلا تتعب ولا تمل الام من التحدث الى طفلها. وان اشتراكها الفعال والمباشر في تربيته تهيئ المجال المناسب لاسداء المحبة والحنان اليه لأنها لا تتصنع ذلك.

فكأن الطفل عندما يشاهد العواطف الكاذبة والحب المصطنع للمربية لا يستسيغه ولا يود الافتراق عن احضان امه عندما ينام وادعاً فيه ليلا الا اذا تعود ذلك او يئس من اقناع امه به. وعجباً كيف تستطيع الام سماع صراخ طفلها وبكاءه واستغاثته وعذابه ثم تستمر هي في غيها غير عابثة وتتابع نظام حياتها المتخبطة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.