أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016
8320
التاريخ: 18-11-2014
1572
التاريخ: 2023-03-27
1155
التاريخ: 10-10-2014
1551
|
قال تعالى : {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود : 40].
الفوران الارتفاع ، وللتنور معان في اللغة ، منها وجه الأرض ، وهو المراد هنا ، ونظيره « وفجرنا الأرض عيونا » والمعنى حين أتى أمر اللَّه ، وأخذ الماء ينبع من الأرض ( قُلْنَا » - لنوح - « احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) ذكرا وأنثى ، وكلمة كلّ تدل على عموم ما تضاف إليه ، ويختلف هذا العموم سعة وضيقا باختلاف موارده ، فكلمة شيء في قوله تعالى : « ولَهُ كُلُّ شَيْءٍ » تعم جميع الكائنات دون استثناء ، وهي في قوله عن بلقيس : « وأوتيت من كل شيء »[النمل : 23] تختص بأشياء زمانها أو بلدها ، وعلى هذا يكون المراد من كل زوجين في الآية ما يستطيع نوح (عليه السلام) أن يحمله معه في السفينة من أنواع الأحياء أو المخلوقات ، لا من جميع أنواعها ، والا كان طول السفينة وعرضها مئات الأميال .
(وأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) أي واحمل أهلك في السفينة ولا تحمل منهم من ننهاك عن حمله . وتجدر الإشارة إلى ان اللَّه سبحانه لم يقل لنوح : لا تحمل ولدا مع العلم بأن اللَّه قد أغرقه مع الكافرين . وقال المفسرون : ان أبناء نوح الثلاثة الذين حملهم معه حام وسام ويافث ، أما من كتب عليه الهلاك من أهله فهو أحد أبنائه الذي أشار إليه سبحانه بقوله : « فكان من المغرقين » وقيل : اسمه كنعان ، وامرأة نوح أيضا كانت من الهالكين لقوله تعالى في الآية 10 من سورة التحريم : « ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وامْرَأَةَ لُوطٍ » . .
( ومَنْ آمَنَ وما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) ، أي واحمل العصبة القليلة التي آمنت معك .
( وقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها ومُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) وامتثل نوح (عليه السلام) أمر اللَّه ، ودعا المؤمنين من أهله وأصحابه أن يركبوا معه السفينة ، وهو ومن معه يسمون عليها في الجريان والرسو . . ورأيت تفسيرا لبعض الصوفية يقول : المراد بسفينة النجاة هنا الشريعة ، وبالأمواج أهواء النفس وشهواتها . .
فتساءلت ، وأنا أقرأ هذا التفسير : هل يا ترى استوحى بعض الشيوخ من هذا التفسير تسمية كتابه أو رسالته بسفينة النجاة ؟ .
( وهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ ) . وفي هذه الحال التي هي أشبه بسكرات الموت ينظر نوح إلى ولده بحسرة ، ويدعوه إلى الايمان وسبيل النجاة قبل أن يلفظ النفس الأخير {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ } [هود : 42] . مسكين الأب . . ما مسّ الأذى طرفا من جسم ولده الا ومسه في روحه وقلبه . . لقد أيقن نوح بأن ابنه هالك لا محالة ان أصر على الشرك ، فهتف بلهفة الأبوة : يا بني آمن باللَّه واركب معنا . . ولكن لا حياة لمن تنادي ، فإن رعونة الفتوة قد أعمته عن سوء العاقبة ( قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ ) . لقد صوّر له الجهل والغرور ان المشكلة مشكلة ماء ، وانه يحلها بالصعود إلى الجبل ، ولم يدر انها مشيئة اللَّه وغضبه على المشركين والمتمردين .
( قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ) . فأجابه نوح ليست المشكلة مشكلة ماء كما تظن ، وانما هي مشيئة اللَّه التي لا مفر منها إلى غيره . . فمن رحم اللَّه نجا ، ومن غضب عليه هلك ( وحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) وفي أثناء الحديث بين الوالد وولده ارتفع الموج ، وغاب الولد عن عيني والده . .
والذي حدث لنوح (عليه السلام) مع ولده يحدث لكثير من الآباء مع أبنائهم الذين يسيئون تقدير الأمور وعواقبها ، ويكون مصيرهم تماما كمصير ابن نوح .
{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود : 44] . أمر اللَّه الأرض أن تبتلع الماء ، وأمر السماء أن تكف عن الصب ، فكفت هذه ، وابتلعت تلك ، وانتهى الأمر بنجاة المؤمنين ، وهلاك المشركين ، وإذا بالسفينة تستقر على الجودي ، وهو جبل بالموصل كما قيل ( وقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الذين كذبوا بالحق . وبعدا كلمة دعاء أي أبعدهم اللَّه عن رحمته ، مثل سحقا في قوله تعالى : {فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك : 11] .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|