مجلس التعاون الخليجي ودوافعه:

نشا هذا المجلس في عام 1981 من ستة اقطار خليجية هي " السعودية, الكويت, عمان, قطر, الامارات العربية المتحدة, البحرين" (1)، ويعد قيامه امتدادا للتعاون القديم بين هذه الدول، فضلا عن ذلك دفعته إلى حيز الوجود الظروف الإقليمية والدولية التي تفاقمت أحداثها في أواخر السبعينات(2). وكان المشروع وفي جزء كبير منه محاولة للوقوف بوجه قوتين إقليميتين كانتا تتصارعان في منطقة الخليج وهما العراق وإيران.....

 لذلك فان الدوافع لإنشاء هذا المجلس هي:

1- يبدو ثقل الدافع الأمني للتعاون واضحا في فكرة إنشاء المجلس وهذا يمكن ملاحظته من خلال تتابع التطورات التي سبقت ومازالت ترافق قيام المجلس وهذا كان واضحا ً من تصريح قابوس بن سعيد سلطان عمان" إذا نحن أعطينا أهمية كبرى للناحية الأمنية في اتفاق مجلس التعاون الخليجي، فذلك لاعتقادنا بأنه ليس فينا دولة واحدة قادرة على حماية امن الخليج، ولكن في تكتلنا الأمني الدفاعي الجماعي قوة يجب إن يتكفل بها مجلس التعاون الخليجي".

2- وجود حقول النفط التي يمكن أن تكون هدفا سهل وسريعا للوجود العسكري الاستعماري، وهي الحقول التي يمكن اعتبارها مصدر الثروة الوحيد لهذه الأقطار، كما أنها المصدر الرئيسي لتغذية الوطن العربي بحاجاته النفطية، وهذا يؤدي إلى توافر دوافع قوية لدى أقطار المجلس لحماية هذه المصالح.

3- إن مسالة تحسين النظام الدفاعي وإجراءاته الأمنية الداخلية كانت تحتل أعلى مرتبة بين سلم اولويات عمل المجلس(3).

_______________

(1) مجدي صبحي، مجلس التعاون الخليجي كتجربة للتكامل الاقتصادي شبه الإقليمي، مجلة السياسة الدولية، ع94، دار  الأهرام، القاهرة، 1988، ص8.

(2) عبد الرحمن النعيمي، اضواء على مجلس التعاون الخليجي، مجلة دراسات عربية، ع1، تونس، حزيران، 1981،   ص24.

(3) فؤاد حميدي بسيو، التعاون بين أقطار مجلس التعاون الخليجي، سلسلة اطروحات دكتوراه (6)، مركز دراسات الوحدة العربية، ط2، بيروت، 1987، ص181ص182.