ان تناول الاحداث التي شهدتها ارض الرافدين خلال العصر البابلي القديم يستوجب منا توخي الدقة والحذر في طرح المعلومات عن العلاقات التي ما تلبث ان تتضح معالمها حتى تتشابك ليكتنفها الغموض لقلة المصادر او لكثرة الفجوات التاريخية في تسلسل الأحداث. كذلك فان وجود سبعة او ثمانية اسرات تنتظم تحت مسمى العصر البابلي القديم يصعب من مهمة الباحث للأسباب سالفة الذكر، لانها لم تقم جميعها في بابل. ومن ثم اصبح ارتباطها بالمسمى ارتباطا اصطلاحيا ينصب على مسمى العصر برمته وظهورها خلاله.

وعلى الرغم من تميز الاسرة البابلية الأولى ودولتها عما تلاها من اسر حاكمة، الا ان عصر هذه الدولة البابلية او الاسرة البابلية الأولى يقتضي منا – وفقا لمتطلبات البحث – والدراسة تقسيمه داخليا إلى مراحل ثلاث أساسية هذه المراحل بمثابة خط بيان لتطور هذه الدولة التي يقف على قمة خطها البياني مرحلة عصر حمورابي. يسبقه عصر ما قبل حمورابي ثم اخيرا عصر خلفاء حمورابي.

وهو تقسيم يطرحه الباحث لتفسير عملية فهم تطور الدولة البابلية الأولى من مجرد مدينة دولة إلى امبراطورية مترامية الأطراف، ارتفعت فيها بابل إلى مرتبة المدينة – العاصمة. كما ان التقسيم يوفي فترة حكم اعظم ملوك هذه الاسرة وهو حمورابي حقها من العرض والبيان والتي عدت بحق عصرا منفردا بذاته وليس عهدا، مثلما الحال تماما عندما نتناول فترة حكم رعمسيس الثاني في مصر الفرعونية والتي تعتبر عصرا منفردا بذاته في اطار عصر الرعامسة بعامة.