المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

كابيتزا ، بيوتر ليو نيدروفيتش
9-10-2015
مكروهات صلاة الجماعة
8-2-2017
محنة الشورى والمؤاخذات عليها
27-4-2022
الغدة النخامية Pituitary gland
13-8-2021
مبيد ماترين Matrine %0.6
13-10-2016
ما هي الأَمَة في الإسلام؟ وما تعريفها وحكمها ؟ وهل يوجد الآن إماء؟
1-9-2020


الاوضاع السياسية وتوحيد حمير لليمن  
  
3590   02:27 مساءاً   التاريخ: 10-11-2016
المؤلف : عبد الله علي الفيش عطبوش
الكتاب أو المصدر : حمير ودورها السياسي حتى ظهور الاسلام
الجزء والصفحة : ص130-159
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / مدن عربية قديمة / الحميريون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2796
التاريخ: 20-10-2019 1371
التاريخ: 1736
التاريخ: 10-11-2016 14066

سيطرة  شمر يهرعش على شبوة عاصمة حضرموت وبداية توحيد الحميرين لليمن:

منذ المرحلة الثانية من حكم شمر يهرعش بدأ الحميريون يسعون لتوحيد الارض اليمنية تحت نفوذهم اذ واجه شمر يهرعش خصماً عنيداً في هذه المرحلة هو دولة حضرموت المسيطرة على الجزء الشرقي من اليمن وقاسمته السيادة عليها وأدى التنافس بين الكيانين إلى قيام شمر يهرعش بالسيطرة على عاصمة حضرموت شبوه(1)  بطريقة غير معروفة ويبدو انه استغل موت ملك حضرموت الغير معروف او انشقاق بين اهلها فسيطر عليها ونتيجة لذلك اضاف إلى لقبه الملكي "حضرموت ويمنة" واحتلاله لمدينة شبوه فقط يدل ان سيطرته على حضرموت كانت جزئية(2) ولم تتعدى الاجزاء الغربية منها كما ان بقاء شبوه وعدم تعرضها للتدمير يدل على ان سيطرة شمر يهرعش عليها لم تكن نتيجة لغزو عسكري(3) وانما تم بدون عنف وبطريقة سلمية(4).

ومهما يكن من امر فان الملك شمر يهرعش بدأ يوسع نفوذ حمير السياسي في جنوب الجزيرة العربية(5) لتصبح حضرموت ويمنه ضمن المشروع التوحيدي الذي جمع سبأ وحمير منذ الربع الاخير من القرن 3م(6) ونتيجة لذلك تلقب بملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(7) وهو اول ملك حمل هذا اللقب(8).

ويرى فلبي(9) ان ضم شبوه تم في عام 290م والارجح ان ذلك حدث في السنوات الاخيرة من القرن 3م حيث يذكر نقش يمن (13) المؤرخ بعام 294م(10) شمر يهرعش وهو متلقباً بذلك اللقب وقد شكلت هذه الخطوة بداية لتوحيد اليمن سياسياً تحت حكم حمير(11) وعين شمر يهرعش (يعمراشوع) سيد سبأ حاكماً على مدينة شبوه لحمايتها والمحافظة على الامن فيها(12).

وقد دخل شمر يهرعش إلى وادي حجر في جنوب غرب حضرموت اشرف على جمع اللبان منه(13) وهذا يدل على عدم سيطرته على اراضي حضرموت جميعها بل سيطر على عاصمتها شبوه والمناطق القريبة من حضرموت بينما انسحبت المقاومة الحضرمية إلى داخل حضرموت وحالت دون سيطرته على الاراضي الحضرمية.

اما يمنه التي يرى البعض بأنها تابعة لحضرموت(14) فيختلف الباحثون في مدلولها فمنهم من يقول انها القسم الجنوبي من مملكة حضرموت(15) والبعض الاخر يعتقد انها المناطق الجنوبية من اليمن الممتدة من عدن حتى حضرموت(16).

ويميل الباحث إلى الرأي الثاني فقد حرر ياسر يهنعم عدن وما جاورها من الاحباش(17) ثم تمكن شمر يهرعش من ضم المناطق الجنوبية من اليمن إلى كيانه والممتدة من عدن غرباً حتى المناطق الجنوبية الغربية من حضرموت، بينما جنوب حضرموت يمتد من ميفعة إلى ظفار عمان وهذه المنطقة لم تدخل ضمن سيطرته.

وظل ملوك حضرموت برغم خسارة شبوه والمناطق الجنوبية الغربية لحضرموت متحصنين في المناطق الداخلية ومنها ظلوا يقاومون التوسع الحميري حيث قام ملكا حضرموت (شرح آل وربشمس) بإعلان الحرب على حمير وشمر يهرعش الا انهما خسرا الحرب التي وقعت في وادي السر (وادي حضرموت)- والحقت الهزيمة بهم(18).

وثار الحضارم مرة اخرى بقيادة (شرح آل) وهددوا السيطرة الحميرية على شبوه فاضطر الملك شمر يهرعش إلى قيادة حملة جديدة على حضرموت واستطاع هزيمتهم(19). ورغم هذه الهزائم الا ان السلطة الحميرية في حضرموت لم تتوطد وظل الحضارم يسعون للاستقلال مما جعل الملوك الحميرين بعد شمر يهرعش يرسلون عدة حملات عسكرية إلى مدن حضرموت للقضاء على ثورات الحضارم(20).

وبالمقابل استغلت القبائل في شمال غرب اليمن انشغال شمر يهرعش بحروبه ضد حضرموت فتمردت على الدولة الحميرية(21) إذ قامت عشائر خولان بمحاربة الملك شمر يهرعش فارسل اليهم قائديه (ابو شمر ورفا) فتمكنا من اخضاعها وامر الملك بوضع حامية عسكرية في مدينة صعده لحمايتها(22) ومنع الخولانيين من التمرد ثم انطلق القائدان بحملة ضد عشيرة سنحان في وادي دفا* واخضعاها(23) ثم زحفا مع عدد من الاقيال وكبار القوم على السهره والحره فحاربوا عشائر نشدايل في وادي عتود بالشمال(24)، وبهذه الحملة حقق شمر يهرعش نصراً اخر على القبائل المناوئة له ووطد حكمه شمالا إذ عاد الهدوء والاستقرار للمناطق الشمالية الغربية من اليمن الممتدة من صعده إلى وادي دفا ووادي عتود(25).

يرى بعض الباحثين ان امرؤ القيس بن عمرو المذكور في نقش النماره والمتوفي سنة 328م كان معاصراً لشمر يهرعش في فترة حكمه الثانية ما بين 310-316م(26) وانه وصل بتوسعاته جنوباً إلى نجران مدينة شمر(27) وان قتالاً دار حول نجران بين قوات امرئ القيس وقوات شمر يهرعش وان النصر كان حليفاً لامرئ القيس(28) وتلك الحرب اشير اليها في النقش الموسوم جام (658) وان القائد نشدايل المذكور في النقش هو قائد عربي شمالي يحتمل انه قائد من قواد امرئ القيس(29) ويعتمد اولئك الباحثون على نقش شرف الدين (31)(30) والذي يذكر ان قوات من الاعراب الهجانة والخيالة قد قامت بالإغارة على ملك الاسد في ارض تنوخ ووصلت حملاته إلى قط وصف دكوك بمملكة فارس وارض تنوخ وقد انزل بها اعراب شمر خسائر فادحة ثم عاد القائد إلى نجران مما يؤيد روايات الاخباريين التي تذكر ان شمر غزا ارض الفرس(31) وان هذه الحملة جاءت رداً على غزوة امرئ القيس التي وصلت حتى نجران(32).

ويرى الباحث عدم حدوث صدام بين الملكين فبالرغم من تعاصرهما خلاف نهاية القرن 3م الا ان شمر يهرعش لم يمتد به العمر إلى بداية القرن 4م ويبدو انه مات في نهاية القرن 3م(33) لعدم وجود نقوش تتحدث عنه خلال هذه الفترة. كما ان نقش جام 658 يذكر (نشد ال) ليس كقائد لجند بل عشائر تسكن في وادي عتود(34). اما بخصوص نقش شرف الدين فان صاحبه (ريمان ذو حزفر) لم يذكر اية حروب مع هذه المناطق بل يصف لنا الطريق التي سلكها باتجاه فارس كما لم يذكر اية غنائم أو اسرى مما تذكره النقوش الحربية. كما ان حملة موجهة إلى هذه المناطق لابد ان يتولاها شمر يهرعش نفسه ويحشد لها عدد كبير من مناصريه وهذا ما لا نجده في النقش مما يجعلنا نقول ان الباحثين فهموا النقش بانه حملة عسكرية مقصودة بينما لا يعطي ذلك الانطباع فالجزء المتعلق بهذه المسألة لا يعدو العبارات التالية "وحدم/ بذت/ اتو/ بوخيم/ عدي/ قط/ وصف/ دكوك/ مملكت/ فرس/ وارض تنخ/ وفمرهمو المقه/ اتو/ بوخيم/ وخعش/ بكل/ ذبلتهمو/ مراهمو"(35) وهي تعني الوصول إلى تلك البقاع في مهمة سلمية سياسية ثم العودة منها مكللين بالنجاح وتحقيق كل ما اوفدهم من اجله سيدهم(36). ولا نعرف طبيعة هذه المهمة السياسية. كما ان صاحب النقش لم يعود إلى نجران كما ضن ويزمن(37) ولكنه عاد إلى صعده وارض خولان(38) لهذا لا يوجد مؤشر على حدوث مواجهة عسكرية بين شمر يهرعش وامرئ القيس ويبدو ان هناك شمراً اخر كان يحكم نجران في فترة ما بعد شمر يهرعش لا نعرف عنه شيئا ربما حدثت حملة امرئ القيس في عهده اضافة الى ان شمر يهرعش كان مشغول انذاك بحروبه ضد القبائل المناوئة له في شمال غرب اليمن.

ومهما يكن من امر فقد كانت هناك منجزات عسكرية إضافة إلى المنجز السياسي لشمر يهرعش وهو بداية توحيد اليمن هو بداية تكوين جيش الاعراب الرديف للجيش النظامي ومن اهم قادة ذلك الجيش (وهب اوام) وهو كبير اعراب حضرموت وكنده ومذجح ويهلم وحدان ورحنوم واظلم واحرم(39). ومعظم هذه القبائل لم يعدلها وجود ماعدا كنده ومذجح.

وهذه الاعمال العظيمة لشمر يهرعش تركت أثراً باقياً وذكرى عميقة عند الاخباريين العرب فأحاطوه بهالة كبيرة من البطولة فاقت شهرة ابيه فهو عندهم فاتح كبير خرج في جيش عظيم حتى دخل العراق واختط الحيرة(40) ثم غزا فارس وقاتل قباذ ملك الفرس واسره وسيطر على بلاد الروم واستعمل عليهم ماهان قيصر(41). ثم توجه لغزو الصين فسار في طريق فارس وسجستان وخراسان فاقتتح المدن والقلاع وقتل وسبا ووصل مدينة الصغد فهدمها فسميت شمركند أي شمر خربها فعربها الناس فقالوا سمرقند(42) ثم بناها(43) ثم توجه منها لغزو الصين(44) ووصل إلى التبت ووضع بها قوماً من قبائل اليمن(45) ومات في غزوه للصين(46). وسمي شمر يرعش لارتعاش كان به(47)، وقيل لانه كان يرعش من رأه رهبة(48).

وعلى الرغم من هذه المبالغات الكثيرة الا ان نفوذ شمر يهرعش لم يصل إلى تلك المناطق البعيدة عن اليمن ولم يقم بتلك الاعمال العسكرية الضخمة التي خلده بها اخباريو العرب والظاهر ان ما تنسبه إليه الروايات العربية من الفتوحات انما هي تعبير عن اصداء فتوحاته وانتصاراته في اليمن وجهوده الحربية التي اخضع بها قبائل عسير وتهامة ونجران المناصرة للأحباش في غرب اليمن(49) وضمه لأجزاء من حضرموت وبداية توحيده لليمن لأول مرة في تاريخه القديم تحت سلطة واحدة(50).

وابتداءاً من عهده بدا ما سمي بعصر التبابعة الذي استمر قرنين من الزمان اشتمل على مرحلتين الاولى بدأت بضم حضرموت ويمنه والاخرى تم فيها ضم الاعراب في تهامة وجبال عسير(51) وتوسع نفوذ حمير إلى اواسط شبه الجزيرة العربية.

اجراءات الحميريين لتدعيم توحيد اليمن:

بتوحيد سبأ وحمير(52) وحضرموت(53) منذ نهاية القرن 3م بدأ دور سياسي جديد لحمير لم يعد نطاقه يشمل الاراضي الحميرية والسبأية بل تعداه ليشمل كل مناطق اليمن تم التعبير عنه بعدة جوانب هي:

1- الجانب السياسي: اصبح ملوك حمير حكام اليمن وانتقل مركز الثقل السياسي من مارب وشبوه إلى ظفار التي اصبحت عاصمة لليمن بعد ان تسلم ياسر يهنعم وابنه شمر يهرعش قصر سلحين(54) واصبح قصر ريدان مركز السلطة الفعلية(55) في اليمن الموحد.

2- الجانب الديني: بعد وحدة الارض اليمنية لم يفرض ملوك حمير عبادة الاله الرئيسي لحمير بل اعترفوا بجميع الالهة الموجودة في مارب(56) وشبوه(57) واتخذ ذلك الاجراء طابع سياسي كان الهدف منه حماية الدولة الجديدة وترسيخ دعائمها. ويرى بعض الباحثين ان (المقه) اصبح هو الاله الوحيد المشترك والمقبول من قبل كل القبائل في دولة حمير(58) الا اننا نرى ان كل منطقة اعترف لها بالهتها من قبل حكام حمير فاليزنيون مثلا كانت لهم الهتهم(59) وظلت القرابين تقدم لاله حضرموت سين وانما كثر ذكر (المقه) في النقوش لان اكثر القادة الذي ظهروا خلال هذه الفترة هم سبئيون كما ان القبائل البدوية التي استوطنت اليمن في نهاية القرن 3م كانت مواطنها قريبة من مارب فاتخذت المقه الهاً لها(60) بينما الاله الاخرى لم تذكر لان اتباعها ظلوا في حالة حرب مع حمير كالحضارم أو ان ما كتبوه لالهتهم لم يصلنا بعد لكن الاعتراف بها كان موجوداً من قبل الحميرين(61). وعموماً كان الاعتراف بآلهة المناطق جزء من سياسة الدولة ويعبر عن الصيغة الاتحادية لليمن القديم كما كان عاملاً لانضواء جميع القبائل في ظل دولة حمير الوحدوية.

3- وحدة التقويم: بتوحيد سبأ وحمير ثم حضرموت اصبح التقويم الحميري الذي يبدأ بعام 115ق.م(62) هو السائد في الدولة الواحدة منذ القرن 4م وأرخت به جميع الاحداث واختفت التقاويم المحلية للكيانات السياسية السابقة سبأ وحضرموت والتي تقوم على تدوين الاعوام بأسماء الاشخاص(63) فاصبح لليمن تقويم واحد دال على تعاظم دور حمير السياسي في الساحة اليمنية. كما اخذت لغة حضرموت بالاختفاء وسادت لغة سبأ وحمير(64) منذ مطلع القرن 4م(65) للروابط القوية بين الجانبين منذ عصر ما قبل الميلاد وبعده ولتقارب مناطقهما واستمرار السبئيين في خدمة الدولة الحميرية وكتابتهم لنقوشهم بها.

4- انشاء جيش الاعراب الحميري: منذ عهد شمر يهرعش تم دمج الاعراب القاطنين في تخوم الممالك القديمة سبأ وحضرموت واعراب القبائل البدوية النازحة إلى اليمن في جيش واحد اصبح رديف للجيش النظامي ووضعوا تحت قيادة واحدة برئاسة (سعد تالب يتلف الجدني) الذي لقب بكبير اعراب كنده ومذجح وحرمم وباهل وزيدال واعراب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(66) وقد هدف ملوك حمير من تشكيل هذه القوة مد النفوذ السياسي لحمير ليشمل كل اليمن فتم بها اخضاع ما تبقى من حضرموت(67) كما شاركت في اخضاع قبائل وسط الجزيرة العربية(68) فاصبح للدولة جيشان الاول يتكون من رجال القبائل اليمنية الرئيسية سبا وحمير وحضرموت إضافة إلى جيش البدو "الاعراب" كندة ومذحج(69). وهذه السياسة تجاه البدو التي شكلت منهم جيشاً ساعدت على سيطرت الحميرين على كافة مناطق اليمن من جهة وتوسع النفوذ السياسي الحميري شمالاً إلى وسط الجزيرة العربية. كما سمحت باختلاط اولئك الاعراب باليمنيين واندماجهم معهم. واستيطانهم في مناطق عدة من اليمن وخاصة حضرموت ومارب والجوف بعد اعترافهم بسلطة ملوك حمير(70).

5- رمز الدولة الحميرية الموحدة: كان رمز دولة سبأ ذي ريدان يشبه نخلة زخرفية لها ساق وغصنان وما يشبه الثمر زينت به نقوش الحميريين(71) وقد اشار إلى وحدة سبأ وحمير وقصريهما سلحين وريدان وبتمكن شمر يهرعش من ضم شبوه وسيطرته على قصرها الملكي شقير(72) لقب نفسه بملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه فتم وضع رمز القصر شقير وهو القصر الملكي لحضرموت إلى جوار رمز قصري ريدان وسلحين وعرف ذلك الرمز بخاتم ملوك حمير أو خاتم التبابعة(73) والذي ختمت به نقوشهم وتكون من ثلاثة رموز. متعاقبة الاول: جمع حروف كلمة بحلف(74) وتعني المعاهدة على التعاضد والتآزر والاتفاق(75) والثاني: رمز دولة سبأ وذي ريدان(76) والثالث كلمة شقير وهو اسم القصر الملكي لحضرموت في عاصمتها القديمة شبوه(77).

ويقرأ الخاتم بحلف سبأ وحمير وحضرموت أي بالحلف الذي آخى بين تلك القبائل المعبر عنها في الرموز(78). مما يدل على الصيغة الاتحادية للدولة الحميرية والتي جاءت نتيجة طبيعية لدور حمير السياسي في توحيد اليمن، فقبائل (شعوب) سبأ وحمير وحضرموت كانت تحتل مكانة مرموقة منذ توحيد اليمن وعليها يعتمد ملوك حمير في تنفيذ سياستهم العسكرية(79) التوسعية والاقتصادية وخاصة بناء السدود ومنشآت الري(80).

ومن هنا نجد الدور السياسي التوحيدي لحمير في القرنين 4 و 5م قد عبر عنه ملوكها في الرموز، الثلاثة التي مثلت رمز لوحدة الشعوب الاساسية في الدولة وهي تشير إلى الكيانات الرئيسة في الدولة عاكسة الطبيعة الاتحادية لنظام حكم حمير وتتماشى في الوقت نفسه مع صيغة اللقب الملكي(81) ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه.

وقد اشار مؤرخي العرب لهذه الصيغة التوحيدية ونعتو ملوكها بالتبابعة بالرغم من انهم اعطوا تفاسير مختلفة لكلمة التبابعة منها ان الناس يتبعونهم(82) أو لأنهم يتبع بعضهم بعضا(83) ولا يسمى الملك منهم تبعاً حتى يملك اليمن والشحر وحضرموت ومن لم يكن له شيء من هذا الامر فيسمى ملكاً ولا يقال له تبع(84). وهذا الرمز يعطي بعض الصحة فيما ذهب إليه المؤرخين العرب بقولهم بان ملك اليمن لا يسمى تبعاً حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير(85).

ومهما يكن من آمر فان تلك الاجراءات السياسية التي بدأت منذ مطلع عهد شمر يهرعش واستمرت في عهد خلفائه جعلت قبيلة حمير تلعب دور سياسي ريادي في اليمن القديم لم تقم به اية قوة سياسة اخرى، واصبح دور الملوك الحميريين لا تمثيل مصالح حمير ومناطقها فحسب بل رعاية مصالح اليمنيين كافة في طول الارض اليمنية وعرضها والاستفادة من جهودهم جميعاً في كافة المجالات سواء أكانت سياسية أم اقتصادية مما جسد دون شك الوحدة الحقيقية التي عمل ملوك حمير على ترسيخها منذ اواخر القرن 3م(86) واستمرت قرنين من الزمان.

ملوك حمير بعد شمر يهرعش واستكمال توحيد اليمن:

يرى بعض الباحثين ان دور حمير السياسي قد ضعف بعد وفاة شمر يهرعش وخسرت حمير حضرموت ويمنه واستغلت السهره واستعاد الاحباش سلطانهم في السواحل الجنوبية الغربية من اليمن لان من تولى السلطة بعده كانوا ملوك ضعاف(87). لكن من الثابت ان الحميريين لم يسيطروا على حضرموت بكاملها بل امتد نفوذهم ليشمل جزء بسيطاً منها. اما يمنه فلا توجد اشارة تاريخية تدل على خروجها عن النفوذ الحميري.

اما السهره وقبائلها فقد دأبت على التمرد كلما سنحت لها الظروف بذلك وفي مقدمتها انشغال الحكام بالصراعات والخلافات، لكن الملوك الحميرين يعملوا على اخضاعها كما سنرى.

اما الاحباش فاننا نرى عدم سيطرتهم على المناطق الغربية من اليمن بل استغلوا الاضطرابات الداخلية والصراعات داخل النظام السياسي(88) للحصول على مكاسب سياسية، فهناك اشارة إلى وصول ملك من غير الاسرة الحميرية هو كرب آل وتر يهنعم(89) وذكر بوصفه ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(90) وينتمي لأصول سبئية كما يدل على ذلك اسمه، وهو الوحيد من ملوك هذه المرحلة الذي ذكرت النقوش ان له علاقة بالأحباش إذ ارسل وفداً بقيادة قيل صرواح (شرح عثت اشوع) في مهمة سياسية بارض الحبشة ووقع اتفاقية سلام وصداقة وعاد برفقة وفد حبشي(91).

ويختلف الباحثون حول فترة حكمه فمنهم من جعله يحكم بين سنتي 325- 330(92) والبعض يرى انه حكم بين 310-340م(93)، ولكننا لا نستبعد ان يكون حكم بعد شمر يهرعش والذي ذكره اخر نقش كملك في عام 294م(94) في نهاية القرن 3م لعدم وجود وريث للعرش.

ويرى فلبي(95) انه نافس يرم يهرجب "الذي يعتبره احد ابناء شمر يهرعش" وكان ضعيفاً حكم خلال المدة 310- 340م(96) وسيطر على السلطة ولكننا نرى ان (يريم يهرجب) لم تذكره النقوش كأحد ملوك هذه الفترة ومن المحتمل ان (كرب آل وتر يهنعم) تولى السلطة بعد وفاة شمر يهرعش في ظروف غير معروفة. ويذكر جام(97) ان للملك شمر يهرعش اخ يسمى (ملكم) ملك ومن المحتمل ان كرب آل وتر حال دون توليه السلطة وسيطر بدلاً عنه على الحكم رغم عدم معرفتنا بتولي (ملكم) الحكم ومثلت فترة حكم كرب ال وتر (يهنعم) تطلع السبئيين للسيطرة على الحكم وصراعهم ضد السلالة الحميرية الحاكمة ضمن فترة ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(98) مما جعله يستعين بالأحباش أو يتحالف معهم واعطاءهم بعض التنازلات التي لا نعرف عنها شيئاً ليستمر في الحكم مما سمح لهم بالتدخل في شؤون اليمن. إلا ان ثورة واضطرابات قامت في ظفار(99) ضده لا يستبعد ان قام بها الحميريون لازاحته عن السلطة. وهذا في رأينا جعل ملوك الاحباش يزينون لقبهم بالقاب ملوك حمير لبعض الوقت ومن المعقول ان يكون ملكي الحبشة (الاعميدا وعزانا) الذي يرى كثير من الباحثين انهم احتلوا اليمن وتلقبوا بالقاب ملوكها(100) قد حكما بعد الملكين (ذ تونس وزقرنس)(101) الذين عاصرا (ياسر يهنعم) الاول وابنه (شمر يهرعش) وفي ايامهما تم طرد الاحباش من جميع المناطق اليمنية الجنوبية والغربية(102).

أما الملوك الذين حكموا بعد ذلك كانوا اقوياء وظلوا يحتفظون بلقب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه وتوسعت الدولة الحميرية في عهدهم كما سنرى.

ملوك حمير بعد شمر يهر عش:

ياسر يهنعم الثاني:

يرى بعض الباحثين انه تولي الحكم بعد شمر يهرعش وربما كان ابنه(103) ونحن نستبعد ذلك لعدم اشارة النصوص إلى اسم ابيه كما انه لم يحكم بعد شمر يهرعش الذي تبعه كرب آل وتر يهنعم وشاركه في الفترة الاولى من حكمه (ثاران ايفع) بوصفهما ملكا سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(104) ويرى ويزمن(105) بأنه اخاه طالما ان النقش لم يشر إلى كونه اباً له والباحث لا يميل إلى هذا الرأي لعدم ذكر كلمة (واخوهموا) في النقش التي تحدد قرابة الاخوة بين الاشخاص(106) ومن المحتمل انهما قادا الثورة ضد كرب آل وتر يهنعم ومن ثم اشتركا في الحكم.

ويرى ويزمن(107) انهما حكما بين عامي 310- 320م وحكم ياسر يهنعم الثاني مع ابنه ذرا امر ايمن230- 236م ولكننا نرى ان حكم هؤلاء الملوك ربما كان في العقد الاول من القرن 4م فالقائد (سعد تالب) كان معاصراً لهما كما عاش في عهد الملك ذمر علي يهبر بعدهما وأياً كان الامر فمنذ عهد ياسر يهنعم الثاني وثاران ايفع بدأ نجم اليزنيون اذواء عبدان بالظهور واصبحوا راس حربة مع جنودهم في توسع الحميريين خلال هذه الفترة خارجياً وكذلك سنداً للحميريين في القضاء على التمردات الداخلية فقد تزعم الملك ثاران ايفع حملة عسكرية شارك فيها الاقيال بنو ملشان اليزنيون مع شعبهم "قبيلتهم كانت وجهتها منطقة السراة فحاربوا قبيلة غثين"*(108) التي يبدو انها تمردت اثناء مدة حكم كرب آل وتر وما صاحبها من صراعات داخلية. وكان النصر حليف الملك الحميري واقياله اليزنيون(109).

ويرى بعض الباحثين ان اليزنيين بدأ دورهم السياسي في خدمة حمير بعد القضاء على مقاومة الحضارم(110) وان عهد بني ملشان واكب عهد ذمار علي يهبر الثاني(111) الا ان الباحث يرى ان دورهم بدأ مبكراً منذ عهد (ياسر يهنعم) الثاني (وثاران ايفع) حيث انظموا إلى الحميريين(112) بعد ان كانوا موالين لحضرموت(113).

ويبدو ان (ثاران ايفع) قد اختفى من المسرح السياسي الحميري ومن المحتمل أنه مات، إذ نجد الملك (ياسر يهنعم الثاني) والى جواره ابنه (ذرا امر ايمن) ملكي سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(114) وفي عهدهما اصبح لجيش الاعراب قائداً هو (سعد تالب يتلف الجدني) وقد واصل الملكين الحرب لاخضاع حضرموت وكلفا (سعد تالب) بمهاجمتها عبر العبر* ووقعت معركة اراك**  بين الطرفين هزم فيها الحضارم واغار الحميريون على دهر ورخيه*** وتغلبوا على اهلها(115) ثم عادوا وحاربوا بأسفل عيون خرصم(116) ثم واجهوا كتائب ملك حضرموت المكونة من 3500 جندي من الهجانة و1250 فارساً. ووقعت بين الطرفين معركة قوية                   هزم فيها الحضارم وقتل منهم 850 بحد السيف واسر قائد الهجانة (افصــي بن جمن) وحصلوا على غنائم كثيرة من الابل والخيول(117) ثم توجه لقتال بساعم وهزمهم وبعدها عاد القائد بسلام مع الاسرى والغنائم(118).

ونستنتج من النص ان الحضارم قد ارتضوا لهم ملكاً لم ترد اشارة إلى اسمه(119) ومقر حكمه فضلاً عن انهم نظموا انفسهم وحشدوا عدد كبيراً من الجند للتخلص من السيطرة الحميرية ويبدو ان ذلك حدث خلال مدة الصراع في عهد كرب آل وتر يهنعم ورغم هزيمة الحضارم الا انهم ظلوا يحتفظون بمعظم حضرموت إذا دارت معظم المعارك في اطراف وادي حضرموت الغربية ولم تتجاوز واديي دهر ورخيه(120 ).

لذلك فإن رأي ويزمن بأن مرحلة (ياسر يهنعم) وابنه (ذرا امر يمن) كانت اضعف الحقبات في تاريخ جنوب شبه الجزيرة العربية(121) ليس له ما يدعمه فقد ظلت دولة سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه قوية ومسيطرة على تهامة والاجزاء الغربية من حضرموت ويمنه.

ثاران يركب:

وجعله جام(122) يحكم بين عامي 330- 335م بينما يرى ويزمن(123) انه حكم عام 310م وذكر هذا الملك مع ابنه ذمر على يهبر الثاني بوصفهما ملكا سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه(124) ولا توجد اية معلومات عنه، ويمكن ان يكون حكم لفترة محدودة من العقد الاول من القرن 4م.

ذمار علي يهبر الثاني:

حكم مع والده بعد ياسر يهنعم وابنه ذا امر ايمن(125). ويرى جام(126) ان فترة حكمه بين سنتي 335- 340م اما ويزمن(127) فجعل حكمه عام 340- 350م ويرى الباحث بأن فترة حكمه متقدمة على ما وضعه جام وويزمن سنوات له ونلمس من خلال النقوش ان عهده لم يكن بعيداً عن عهد شمر يهرعش وياسر يهنعم الثاني وابنه ذرا امر ايمن فالقائد (لفعثت يشع بن مرحبم) الذي عاش في عهد شمر يهرعش(128) قد قاد حملة في عهد هذا الملك(129) و(سعد تالب) القائد الآخر الذي شن حملة على حضرموت(130) يقوم بحملة أخرى على حضرموت في عهد هذا الملك(131). ونستطيع القول على ضوء ذلك ان فترة حكمه امتدت من 310- 319 وهي المرحلة الاولى من حكمه وتولى العرش وحيداً(132) وقد واصل (ذمر على يهبر الثاني) سياسة سلفه للقضاء على المقاومة الحضرمية فكلف قائده (لفعثت يشيع المرحبي) حاكم قبائل سبأ بمهاجمة حضرموت فشن حملة واسعة على الحضارم شملت صوران وعثران وشبوه ورطقه ومريمة وتريـم وكل مدن السرير (وادي حضرموت) وحقق هذا القائد مهمته بنجاح وحصل على السبي والغنائم(133) ويبدو من هذه الحملة ان الحضارم اعادوا سيطرتهم على كثير من مدن حضرموت بما فيها شبوه ولكن هذه الحملة لم تقض على مقاومة الحضارم فاصدر (ذمر علي يهبر الثاني) اوامره لقائده (سعد تالب الجدني) قائد جيش الاعراب الحميري بقيادة قبيلة سبأ أهل مارب واعراب كندة ونجران للقضاء على المقاومة الحضرمية فهاجم (سعد ثالب) جميع مدن حضرموت ووديانها وانتصر على الحضارم وعاد بالغنائم من الانعام والاموال وباسرى كثيرين الى مدينة ظفار نحو سيده الملك واحضر معه المدعو (انمار) الذي نصبه اهل حضرموت ملكاً. ومجموعة من سادات حضرموت(134).

والظاهر ان هذه الحملة اضعفت مقاومة الحضارم ان لم تكن انهت هذه المقاومة في ايام ذمر علي يهبر الثاني(135) وتم تصفية كثير من جيوب المقاومة الحضرمية المنتشرة في المواقع والمدن المهمة من وادي حضرموت(136).

وفي المرحلة الثانية من حكم (ذمر علي يهبر الثاني) اشترك معه ابنه (ثاران يهنعم) في الحكم(137) وفي هذه المرحلة تم انهاء الصراع مع الحضارم واخضع ما تبقى منهم معارضاً لحكم الحميريين حيث استمرت الاغارات على وادي حضرموت فيذكر جماعة من قبيلة سبأ كهلان انهم حصلوا على غنائم واسرى من مدن سررن "أي وادي حضرموت" في المعارك التي خاضوها(138) ويبدو ان الحضارم قاموا بمحاولة اخيرة للتمرد على الحميريين إذ لا نجد بعدها أي تمردات ضد الحميريين في حضرموت وهذا يعني ان (ذمار علي يهبر الثاني) قد استطاع ضم حضرموت لدولة حمير، فشكلت بعد ذلك القبيلة الرئيسية الثالثة بعد حمير وسبأ وسنداً كبيرا لدور حمير السياسي في اليمن ووسط الجزيرة العربية وظلت المهر وظفار عمان حالياً خارج السيادة الحميرية.

ومما تجدر الاشارة إليه انه بقدر احلال السلام في اليمن بعد هذه المعارك الا انها احدثت تخريب كبيراً بمدن حضرموت وبخاصة شبوه التي دمرت في معارك الطرفين كما تعرضت مدن اليزنيين للدمار ايضا بسبب غضب الحضارم من انحياز اليزنين إلى حمير وخاصة مدن عبدان(139).

فانه ومنذ عهد ذمر علي يهبر الثاني(140) وابنه ثاران يهنعم وبعد ضم حضرموت إلى دولة حمير صار اليزنيون يشكلون راس حربة للحميريين في اخضاع التمردات الداخلية وتأديب قبائل وسط الجزيرة العربية، وان كانت بداية ظهورهم السياسي بعد انضمامهم للحميريين منذ عهد (ياسر يهنعم الثاني وثاران ايفع) وذكروا في نقشهم المسمى نقش عبدان الكبير(141) الذي سجلوا فيه انجازاتهم السياسية والمعمارية احدى عشر حملة عسكرية اغفلوا تواريخها واكتفوا بتاريخ تدوين النقش وهو عام 355م(142).

ويختلف الباحثون في سبب تدوين النقش إذ يرى البعض انه دون بمناسبة ما يسمى (بتبكُّر) كل فرد من افراد اسرة ملشان مؤسس القيالة اليزنية أي بلوغه سناً معينة ثم اكتمال تثقيفه أو تأهيله لتولي مسؤولياته القيلية عند بلوغه سناً اخرى ومن خلال ما قاموا به من وقائع عسكرية والمشاركة الاولى لكل منهم(143). ويرى اخرون ان سبب تدوينهم للحملات جاء نتيجة لاهميتها السياسية وليس لبلوغ احد ابناء ملشان مرحلة النضج(144).

ويميل الباحث للرأي الاول فالتبكر بالنسبة لأبناء ملشان يتقدم الاهمية السياسية للحملة ويركز على عدد القتلى للشخص الواحد منهم عند بلوغه سن معينة ومشاركته في الحملة العسكرية ولو كانت هناك اهمية سياسية للحملة تتقدم على التبكر لقدم اسماء الملوك على ابناء ملشان(145).

ويرى بعض الباحثين ان تلك الحملات مرتبة ترتيباً زمنياً وفق حدوثها في عهد ملشان(146). الا اننا نرى انها غير مرتبة ترتيباً زمنياً وفقاً لحدوثها بل وفقاً لوصول ابناء ملشان لسن معينة ومما يدلل على ذلك ان النقش يذكر ملوك حمير غير مرتبين زمنياً فنجد النقش يذكر (ثاران ينعم)(147) ثم (ثاران ايفع)(148) ثم (ذمار علي ايفع)(149) والمعلوم ان (ثاران ايفع)(150) حكم قبل (ثاران ينعم)(151) و (ذمار علي ايفع)(152) حكم قبل ثاران ينعم وهذا لا يدل على الترتيب الزمني ولا على الاهمية السياسية بل على كبر ابناء ملشان، ويخالف الترتيب المعروف حسب اسبقية هؤلاء الملوك في الحكم.

ونقش عبدان يذكر احد الملوك وهو (ذمار علي ايفع)(153) ولا يستبعد ان يكون هو نفسه (ذمار علي يهبر) إذ لا نجد ملك من ملوك هذه الفترة بهذا الاسم وهو اقرب لاسم ذمار علي يهبر وذلك لعدم ظهور الاسم الاول في نقوش سابقة أو لاحقة وقد قاد حملة عسكرية بمشاركة اليزنين على السهره "س هـ ر ت ن"(154) ضد قبيلة السهرة في مناطق (ش و ر ى ن/ و س ر د د)(155) أي شورين* وسردد** وقد حقق الملك نصر كبير على هذه القبيلة وعاد مع اليزنيين بالغنائم الوفيرة من السبي والابل(156). ولا يستبعد ان الملك (ذمار علي يهبر) قد اوعز لليزنيين بالقيام بحملات ضد القبائل المتمردة في الاطراف الشرقية من اليمن استهدفت المهره حيث شن اليزنيون على هذه المنطقة حملتين متتاليتين الاولى هي الحملة الرابعة من حملات النقش(157) فثار اهلها مرة اخرى فأرسلت عليها حملة ثانية هي الحملة الخامسة من حملات النقش(158) وتم الانتصار عليهم واخضاعهم لنفوذ الحميريين(159). وقد استنتجنا ذلك لانه لا يمكن المرور إلى المهره الا عبر حضرموت التي اخضعها (ذمار علي يهبر الثاني) ومن ثم فقد تم اخضاع المهره في عهد هذا الملك الا ان اليزنيين لم يشيروا إلى ذلك في نقشهم وبذلك اكمل ذمار على يهبر الثاني توحيد اليمن بضم حضرموت اولاً ثم المهرة للدولة الحميرية.

الملك ثاران يهنعم ابن ذمار علي يهبر الثاني:

حكم منفرداً(160) بعد وفاة ابيه وجعل جام(161) فترة حكمه من عام 350- 365م الا ان حكمه ربما يكون قد يبدأ عام 443 حميري= 328م(162) لانه ذكر من النقوش انه قام بإصلاحات واسعة للطرق في هذا العام وهو اول نقش يذكر فيه كملك مستقل(163) وذكر في نقش عبدان الكبير باسم ثاران ينعم(164). وفي عهده تمردت قبيلة (س هـ ر ت ن)*(165) فشن عليها حملة عسكرية مع اقياله اليزنيين واستطاع هزيمتها. وعاد الملك وجنده بغنائم كثيرة(166) وبذلك اخضع هذه القبيلة والمنطقة نهائياً لحكم الحميريين.

ومنذ عهده بدأ الدور السياسي لحمير يخرج عن اطار اليمن لأول مرة إلى انحاء متفرقة من شمال وشرق الجزيرة العربية إذ قام اليزنييون ببعض الهجمات على القبائل البدوية هناك، وبالرغم من عدم ذكر نقش عبدان لاسم الملك (ثاران) يهنعم الا مرة واحدة كما لم يذكر اسباب القيام بهذه الحملات الا اننا نرى انها حدثت في عهده فعام تدوين النقش كان 355م مما يدل انه دون في عهده كما انه اول ملك حميري يشن حملة عسكرية خارجية اما الحملات التي قادها اليزنيون خاصة فقد تكون بتوجيه منه لاشتراك قبائل اخرى إلى جانبهم وهذا لا يتم الا بموافقة الملك ومن اهداف تلك الحملات تأمين الطريق التجاري المار من اليمن إلى شمال الجزيرة وشرقها وتأديب القبائل العربية البدوية لتعرضها لقوافل اليمن التجارية. كانت اولى تلك الحملات الخارجية بقيادة الملك ثاران يهنعم وشاركه اليزنيون(167) وتوجهت لبلاد الاسد(168)* في شرق حضرموت والمهرة(169). وحاربت هذه الحملة عشيرتي ص د ي ن/ و ر س ن(170) أي الصداء والرس وهما فرعان من قبيلة الاسد(171) ويفيد النقش بان الحملة انتهت بانتصار الملك الحميري ثاران يهنعم بدليل اشارته إلى ذلك بالرغم من تلف الاشارة في النقش إلى مقدار الغنائم وعدد القتلى(172).

اما الحملة الثانية التي يبدو انها تمت في عهد الملك (ثاران يهنعم) فقد استغرقت سبعة اشهر(173) واشترك فيها إلى جانب اليزنيين اعراب حضرموت الذين انطلقوا جميعاً من حضرموت إلى المهره فالربع الخالي حتى نزلوا بيبرين(174)*ومنها اتجهوا شرقاً(175) إلى اليمامة(176) حتى وصلوا إلى موضع "ا ك ل/ هـ ج ر ا(177) (اكلا هجر) أو مدينة اكلا وهي من ملحقات هجر اليمامة(178) وقد غنموا كل ابل صدين(179) وهي احد عشائر قبيلة اسد(180) كما قام الاقيال اليزنيون(181) وقبيلة مراد* وقبيلة مشرقن وقبيلة ضينتن** واعراب حضرموت(182) تتقدمهم (م ن س ر ت)(183) فرقة امامية أو استطلاعية بحملة ضد قبيلة اياد فتم اسر سيدها (ثعلبة بن سلول)(184) وغنموا اكثر من 2500 جمل و 9 خيول(185).

كما قام الاقيال اليزنيون (خوليم) واخوته بني ملشان(186) بحملة اخرى إلى وسط الجزيرة العربية شاركت فيها قبيلتا اليزنين مشرقن وضينتن(187) واصحاب مأرب وبعد تلف في النقش تذكر قبيلة شداد "ش د د م" الحميرية وخولان خ و ل ن/ ذ ح ب ب(188) فتكون من هذه القبائل جيش فيه 300 فارس(189) وتوجهوا إلى اليمامة(190) وتحديداً إلى منطقتي "ج و ن/ و خ ر ج ن"(191) أي الجون والخرج*** وحاربوا (الحمس خارجه) "ح م س ن/ خ ر ج ت"(192). وعشائر "ع ش ر م" من معد(193) وانتصروا عليها وسبوا وغنموا الكثير من الابل.

وفي الحملة الاخيرة إلى الجزيرة العربية قام الاقيال اليزنيون بنو ملشان بمشاركة قبائل مشرقن وضيقتن وكندة ومذجح ومراد(194) بتكوين جيش قوامه 2000 رجل و 60 فارس(195) وهاجموا بلاد معد(196) وحاربوا عشائر عبد القيس في البحرين(197) في منطقة "س ي ن"(198)* بين ارض نزار وارض غسان(199) وتقع نزار وسط الجزيرة العربية شمال ارض كندة(200) كما حاربوا عشيرة "ش ن م"(201) ويعتقد كرستان روبان(202) بانها شنن احدى فخائذ عبد القيس وعشيرة "ب ن ي/ ن ك ر ت"(203) وعشيرة "ب ن ي/ ص ب ر ت"(204) بني صبرة. وقد غنم اليزنيون اعداد كبيرة من الابل والضأن والخيول والسبي(205) وقتلوا 150 بحد السيف(206).

ولا شك ان هذه الحملات التي تزعمها اليزنيون وشاركت فيها قبائل اخرى ما كان لها ان تتم لولا وجود وموافقة ملك قوي كثاران يهنعم وقد هدفت إلى تأديب القبائل العربية البدوية التي ربما تعرضت لتجارة اليمن مما جعل الملك ثاران يوعز إلى اقياله اليزنيين وقبائل حمير بتأديبهم ويبدأ ذلك بنفسه فيقود اول حملة لتأديب قبائل الاسد رغم عدم اشارة النقش إلى ذلك الا ان تاريخه عام 355م كان ضمن فترة حكمه مما يجعلنا نستنتج انها تمت تحت اشرافه ودعمه.

واشرك (ثاران يهنعم) ابنه (ملككرب يهامن) معه في الحكم في الفترة الثانية من عهده(207) في الفترة من350 – 365م(208) والتي شهدت استقراراً سياسياً واقتصادياً في اليمن(209) واصبحت دولة حمير قوية ومهابة بعد ان قضت على تهديد القبائل العربية لحدودها وطرق قوافلها. والحادث المهم في عهدهما هو تصدع سد مأرب للمرة الثانية(210) فامر الملكان جماعة من بني سخيم بقيادة جيش من الاعراب لإصلاح السد الذي تهدم في عدة مواضع فتم اصلاحه بعد 3 أشهر من العمل(211).

___________________

(1) الارياني، ملحق ب "3" نقوش مسندية، ص 223، 224. بافقيه، مختارات، ص 54.

(2) Wismman, Himyar, P 485.

(3) Philpy, The Background, P 113.

(4)Ja 662.

-        بافقيه، في العربية السعيدة جـ2، ص 135.

(5) غاجدا، ايفونا، جنوب الجزيرة العربية موحداً تحت راية حمير، اليمن في بلاد مملكة سبأ، ترجمة، د. بدر الدين عرودكي، معهد العالم العربي باريس، دار الاهالي دمشق، 1999، ص188. روبان، كرستان، انتشار العرب البداة في اليمن من القرن الثاني إلى القرن العاشر الميلادي، ترجمة: علي محمد زيد، مجلة دراسات يمنية العدد (27) مركز الدراسات اليمني، صنعاء، 1987، ص98. ريكمنس، حضارة اليمن القديم، ص131.

(6) Philpy, The Background, P 108.

- بافقيه، اليمن القديم، من دول القبائل إلى الدولة الواحدة، ص21.

(7) CiH 428, 431. JA 657. E: 30.

- البكري، تاريخ حضرموت السياسي، جـ1، ص 32. الشاطري، دور التاريخ الحضرمي، ص 51. علي، المفصل جـ2، ص 528. مهران، دراسات، ص 35. عبد الحميد، تاريخ، ص 196. ريكمنس، حضارة اليمن القديم، ص 131. عبد الله، حمير، ص 41. البكر، دراسات، ص 294، 301.

(8) Wismman, Himyar, P 486.

(9) Philpy, The Back ground, P 111.

(10) عبد الله، يوسف محمد، مدونة النقوش اليمنية القديمة، مجلة الاكليل، عدد 3-4 عام 88م ص 29-50 نقش يمن 13/11-13.

(11)Philby. The Background. P 111.

- غاجدا جنوب الجزيرة، ص88.

(12) Ja 662.

(13) Ja 948.

(14) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ1، ص 49. اليمن القديم من دول القبائل، ص20.

(15)Wismman, Himyar. P 485.

- بافقيه، في العربية السعيدة، جـ1، ص51.

(16) الجرو، كيف تطورت الصيغة التوحيدية، ص 27. غاجدا، جنوب الجزيرة، ص 178.

(17) بافقيه، نقش المعسال 5 و 6 مجلة ريدان عدد 6 عام 1994م ص 57 وما بعدها.

(18) Ja 656.

(19)CiH 948.

-عبد الحميد، تاريخ العرب قبل الاسلام، ص 196.

(20)Ja 665

-بافقيه، مختارات، ص 54. غاجدا، جنوب الجزيرة، ص 188 بافقيه محمد، عودة إلى نقوش العقلة، مجلة دراسات يمنية، العدد 22 ديسمبر، 1985 ص 119.

(21) E: 40. JA 658

(22) E: 40/ 10-14

* دفا: واد يمتد من خولان إلى تهامة ينظر الارياني نقوش مسندية ص 392.

(23) E: 40/15-17

(24) E: 40/19, 20, 21

(25) الارياني، نقوش مسندية، ص 251، ص 389. علي جواد، المفصل جـ2، ص 55. الحداد، التاريخ جـ1، ص 282. البكر، دراسات، ص 306.

(26) Wismman, Himyar, P 486

(27) RES 483

(28)Wissman, Hiymar, P, 486, 487

-علي، المفصل، جـ2 ص 55. مهران، دراسات، ص 350، 351. البكر، دراسات، ص 302. الجرو، موجز التاريخ السياسي، ص 236- 237- 238.

(29) علي، المفصل، جـ2، ص549، مهران، دراسات، ص350. البكر، دراسات، ص301.

(30)Wissman, Himyar. PP486-487

 شرف الدين، احمد حسين، تاريخ اليمن الثقافي جـ3، ص 87، 88.

(31)Wissman, Himyar. P 487.

-علي، المفصل، جـ2، ص 550، 551. مهران، دراسات، ص 347. دراسات، ص303. عبد الله، حمير، ص42.

(32) الجرو، موجز، ص237-238.

(33) Philpy, The Background, P 110.

-نقش يمن 13.

(34)  Ja 658/ 21, 22

- الارياني، نقوش مسندية، ص389.

(35) شرف الدين، تاريخ اليمن الثقافي، جـ3، ص 88. نقش شرف الدين 31 سطر 2.

(36) بافقيه، تاريخ اليمن القديم، ص 142. الارياني، نقوش مسندية، ص 126. ريكمنس، حضارة اليمن، ص 131.

(37) Wissman, Himyar. P 487.

(38) شرف الدين، تاريخ اليمن الثقافي جـ 3 ص 88، انظر نقش شرف الدين 31 سطر 3.

(39) Ja 660

(40) الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير (ت312هـ) تاريخ الامم والملوك،جـ2، دار الفكر، بيروت، 1979، ص 98. ابن خلدون، تاريخ، جـ2، 606. القلقشندي، صبح الاعشى جـ5، ص 22.

(41) القلقشندي، صبح، جـ5، ص 22. ابن خلدون، تاريخ، جـ2، ص60.

(42) ابن قتيبة، المعارف، ص 629. المقدسي، البدء والتاريخ جـ3، ص 176. الاصفهاني، تاريخ سني ملوك الارض، ص 108. القلقشندي، صبح الاعشى، جـ5، ص 22. ابن خلدون، تاريخ، جـ2، ص60. الحميري،، منتخبات، ص 56.

(43) الطبري، تاريخ، جـ2، ص98.

(44) الطبري، تاريخ، جـ2، ص98.

(45) الحميري، نشوان منتخبات، ص11.

(46) النويري، نهاية الارب جـ15، ص 295. الدينوري، ابي حذيفة احمد بن داود (ت 282هـ) الاخبار الطوال تحقيق، عبد المنعم عامر، (لا.ت)، ص28. بلاي فير، تاريخ العربية السعيدة، ص52.

(47) ابن قتيبة، المعارف، ص 629. الاصفهاني، تاريخ سني ملوك، ص 108. النويري، نهاية الارب، جـ15، ص 295. المقدسي، البدء والتاريخ، جـ3، ص176.

(48) الحميري، منتخبات، ص41.

(49) عابدين، عبد المجيد، بين الحبشة والعرب، دار الفكر العربي، (لا.ت)، ص32-33.

(50) عبد الحميد، تاريخ، ص 196. بافقيه، مختارات، ص 54. غاجدا، جنوب الجزيرة، ص 188.

(51) بافقيه، مختارات، ص 54-65.

(52) E: 14.

(53) يمن 13 سطر 11-13.

(54) E: 14

(55) بافقيه، في العربية السعيدة جـ2، ص 135.

(56) شرف الدين، تاريخ اليمن الثقافي جـ3، ص 92 نقش شرف الدين 35.

(57) E: 37/10, 11, 12.

- الارياني، نقوش مسندية، ص 223- 224 المسند الثالث ملحق ب.

(58) الجرو، كيف تطورت الصيغة التوحيدية بين القبائل، الندوة العلمية اليمن وحدة الارض والانسان، ص40.

(59) Robin, Chr., and Gajda, Linscription wadi Abadan, Ray dan, 6. 1994. P 113-134.

- يطلق عليه نقش عبدان الكبير سطر 41- 42.

(60) E: 16.

(61) الارياني، مسند 3 ملحق ب، نقوش مسندية ص 224. بافقيه، تاريخ، ص141.

(62) الارياني، مطهر علي، يوسف محمد عبد الله، التقويم الحميري، الموسوعة اليمنية، جـ1، ص281.

(63) الجرو، كيف تطورت الصيغة التوحيدية بين القبائل، ص48. للمزيد من المعرفة حول انظمة التواريخ اليمنية القديمة ينظر الحمادي انظمة التاريخ في النقوش السبئية ص 19 وما بعدها.

(64) شرف الدين، تاريخ اليمن الثقافي، جـ3، ص7.

(65) الجرو، كيف تطورت الصيغة التوحيدية للقبائل، الندوة العلمية اليمن الارض والانسان عبر التاريخ، ص48.

  (66) Ja 665. E: 32.

- بافقيه، تاريخ اليمن القديم، ص 143، 144، 145.

(67)E: 32.

- الارياني، نقوش مسندية، ص 201، 202، 203، 204، 205.

(68) بافقيه، تاريخ 144، 145. بافقيه، في العربية السعيدة،جـ2، ص88.

(69) Ryckmans. G. inscriptions sud- Arabs. Lemus’eon. 67-1953/PP 99-119. Ry 509-510.

- بتروفسكي، اليمن قبل الاسلام، ص325-236.

(70) روبان انتشار العرب البداءة، ص 101. الجرو، كيف تطورت الصيغة، ص 48-49. الارياني، نقوش مسندية، ص246.

(71) E: 40.

(72) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص135.

Ja 662.

(73) ينظر حول خاتم التبابعة بافقيه، في العربية السعيدة، جـ 2، ص 120 وما بعدها.

(74) وردت العديد من الكلمات الدالة على التحالف في نقوش المسند منها، تحالف، حلف، اخاء

ينظر CIH 455/2, 3084/11 حلف 2856/3. ينظر بيستون وآخرون المعجم السبئي ص 52، 65، 68، 72.

(75) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص125.

(76) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص122.

(77) بافقيه، في العربية السعيدة جـ2، ص123-128.

(78) الجرو، كيف تطورت الصيغة التوحيدية للقبائل.. الندوة العلمية اليمن وحدة الارض والانسان، ص49.

(79) شرف الدين، تاريخ اليمن الثقافي، جـ3، ص 96، 97، 98. نقش شرف الدين 41.

Ry 509, 510.

(80) CiH 540.

(81) بافقيه، في العربية السعيدة جـ1، ص 43و ما بعدها. في العربية السعيدة، جـ2، ص136.

(82) القلقشندي، صبح الاعشى، جـ5، ص21.

(83) ابن خلدون، تاريخ، جـ2 ص58. القلقشندي، صبح الاعشى، جـ5، ص21.

(84) ابن خلدون، تاريخ، جـ2، ص58.

(85) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص128، 129.

(86) الجرو، كيف تطورت الصيغة التوحيدية للقبائل، ص49.

(87) Wismman, Himyar, P 490.

(88) البكر، دراسات، ص311.

(89) Ja 666,Ja 667.E: 28.

(90) الارياني، نقوش مسندية، ص184، 185.

(91) E: 28

(92) Jamme, Asabaen, mscriptions, P, 393.

(93) Wismann, Van, H: zur Gesehichte und lanoeskunde von All- sudarabier wien 1964, P 77.

(94) نقش يمن 13.

(95) Philpy. The Background, P 113.

(96)Philpy. The Backaround, P 113

-الحداد، التاريخ، جـ1، ص291. العبادي، الاطماع الاجنبية، ص69.

(97)  Jamme, SbaeN, PP,362-366. CiH 353.

(98) Wismmann, Zur. P 77.

(99)Ja 666/7, 8, 9. JA 667.

-البكر، دراسات، ص311- 312.

(100) Philpy, The background, P, 113.

(101) بافقيه وكرستيان وروبان، اهمية نقوش المعسال، ص 14-24. بافقيه، محتوى نقش المعسال (5)، مجلة ريدان سطر 10 ص 60.

(102) بافقيه، نقوش المعسال، 5 و 6.

(103) بافقيه، تاريخ اليمن،ص142.

(104) Ja 664.

(105)Wissman, Zur- P 300

علي، المفصل جـ2، ص 562. البكر دراسات، ص308، 309. .

(106) Ja 664/ 12, 13, 14, 15.

(107) Wissman, Himyar, P 490.

(*) عثين: منازلها في وادي خلب والذي يمتد من جبال خولان باتجاه تهامة، ينظر الهمداني، الصفة، ص135.

(108) Christian Julen Robin & Iwona Gajda: L'inscription Du wadi Abadan- Raydon Vol 6, 1994, P 124.

(109) ينظر نقش عبدان الكبير، الاسطر 24- 25- 26. الحمادي، انظمة التاريخ، ص151. حبتور، اليزنيون، ص200.

(110) حبتور، اليزنيون، ص196.

(111) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص147.

(112) بافقيه، في السعيدة جـ2، ص146- 147.

(113) Ja 994, Ja 1003.

(114)Ja 665. E: 29

 الارياني، نقوش مسندية، ص188.

* العبر منطقة وواد يقع شمال غرب شبوه، ينظر البكر، دراسات، ص 309.

** اراك: غير معروفة.

*** دهر ورخيه: واديان يقعان على مسافة 70 و 85 كم من العبر وهما من روافد وادي حضرموت ينظر البكر، دراسات، ص310.

(115) Ja 665/ 24- 27.

(116) Ja 665/ 27- 28.

(117) Ja 665/ 28- 29.

(118)Ja 665/ 45- 49. Wismman, Himyar, P, 490.

-بافقيه، تاريخ اليمن القديم، ص142، 143علي، المفصل،جـ2،ص560-561 البكر دراسات ص309-310.

(119) Ja 665/ 19.

(120)Ja 665/ 25.

بافقيه، تاريخ اليمن الغربية، ص144.

(121) Wissman, Himyar, P 490- 491.

(122) Jamme, sabaean, P 393.

(123) Wissman, Zur, P 111.

(124) RES 3960.

(125)Wissman, Himyuar, P 491.

-بافقيه، تاريخ اليمن القديم، ص 144. الارياني، نقوش مسندية، ص 244.البكر، دراسات، ص312

(126) Jamme, sabaen, P, 393.

(127) Wissman, zur, P 111. Wissman, Himyar, P 498.

(128) Ja 657

(129) E: 31

(130) Ja 665

(131)E: 32.

-بافقيه، تاريخ اليمن القديم، ص146.

(132) RES 4718. JA 499

(133)E: 31.

- الارياني، نقوش مسندية، ص193- 194.

(134) E: 32 Wissman, Hamyar, P 491.

- الارياني، نقوش مسندية، ص201،202.

(135) بافقيه، عودة إلى نقوش العقلة، ص119. بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص118. حبتور، اليزنيون، ص196.

(136) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ1، ص 88.

(137) Ja 668.

-الارياني، نقوش مسندية، ص244.

(138) Ja 668.

-علي، المفصل، جـ2، ص 564. بافقيه، تاريخ، ص 146. البكر، دراسات، ص313.

(139) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص145.

(140) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص147.

(141) Chritain, Robin & Iwona Gojd; L’ inscription wadi Abadan- P, 113- 134.

(142) نقش عبدان، سطر 43- 44. حبتور، اليزنيون، ص156.

(143) بافقيه، في العربية السعيدة، جـ2، ص145.

(144) حبتور، اليزنيون، ص197.

(145) ينظر نقش عبدان الكبير الاسطر 1-5

(146) الحمادي، انظمة التاريخ، ص151. حبتور، اليزنيون، ص196.

(147) ينظر سطر 5 و 16 من نقش عبد ان الكبير.

(148) ينظر سطر 24 من نقش عبدان الكبير.

(149) ينظر سطر 26 من نقش عبدان الكبير.

(150) Ja 664.

(151) Ja 668.

(152) Ja 499.

(153) نقش عبدان سطر 26.

(154) نقش عبدان سطر 26.

(155)Robin & Iwona, L’inscription waji abadab, P, 125.

 نقش عبدان سطر 27.

* شورين احد روافد وادي سردد. ينظر Robin & Iwona- P 125

** سردد واد مشهور في تهامة ينحدر من سراة اليمن، ينظر الهمداني، الصفة، ص133، 134.

(156) نقش عبدان الكبير سطر 27.

(157) نقش عبدان الكبير سطر 11-12. حبتور، اليزنيون، ص198- 199.

(158) نقش عبدان الكبير سطر 21-22. حبتور، اليزنيون، ص199.

(159) نقش عبدان الكبير سطر 23- 24. حبتور، اليزنيون، ص199.

(160) علي جواد، المفصل جـ2، ص 566. بافقيه، تاريخ، ص 146. الارياني، نقوش مسندية، ص 244. البكر، دراسات، ص 313.

(161) Jamme, Sabaen. P 393.

(162) بافقيه، في العربية السعيدة جـ2، ص147.

(163) Garbini G. ealiryani, M. Asabaea- Rock engraved inscription at mosna, Nauva serie xx (30), 1970, PP 405- 408.

(164) نقش عبدان سطر 5 و 16.

*  يقصد بها منطقة سراة غرب اليمن، ينظر الارياني، نقوش مسندية، ص106، 372. الهمداني، الصفة، ص84.

(165) نقش عبدان سطر 5.

(166) نقش عبدان سطر 5.

(167) نقش عبدان سطر 16.

(168) حبتور، اليزنيون، ص205.

(*) يرى بافقيه ان المعاجم العربية تفيد ان اسمها الصحيح هو الاسد وليس الازد. ينظر بافقيه، مختارات، ص226، 227. يوسف، اوراق، ص324.

(169) حبتور، اليزنيون، ص205.

(170) نقش عبدان سطر 16- 17.

(171) Robin & Iwona, L'inscription. P 123

(172) حبتور، اليزنيون، ص206.

(173) نقش عبدان سطر 10.

(174) نقش عبدان سطر 7.

* ببرين: واحة في رمال الربع الخالي، ينظر بافقيه، في العربية السعيدة جـ1، ص 112، ينظر خارطة رقم 12.

(175) نقش عبدان سطر 8.

(176) حبتور، اليزنيون، ص204.

(177) نقش عبدان سطر 8.

(178) حبتور، اليزنيون، ص204.

(179) نقش عبدان سطر 9.

(180) Robin & Iwona, Linscription. P 122.

(181) نقش عبدان الكبير سطر 12.

* مراد احدى قبائل مذحج منازلها بمارب وحريب سميت باسم مراد بن مذجح، ينظر القحفي، معجم البلدان ص579.

** مشرقن وظينتن من قبائل اليزنيين في وادي عبدان. ينظر حبتور، اليزنيون، ص101 وما بعدها.

(182) نقش عبدان سطر 13.

(183) بيتسون وآخرون، المعجم السبئي، ص99.

(184) نقش عبدان سطر 14.

(185) نقش عبدان سطر 15- 16. حبتور، اليزنيون، ص205.

(186) نقش عبدان سطر 17.

(187) نقش عبدان الكبير سطر 17- 18.

(188) نقش عبدان سطر 18.

(189) نقش عبدان سطر 9. حبتور، اليزنيون، ص206- 207.

(190) حبتور، اليزنيون، ص207.

(191) نقش عبدان الكبير سطر 17. ينظر بافقيه في العربية السعيدة، جـ1، ص112- 113.

* الجون: اسم حصن في اليمامة. ينظر بافقيه، في السعيدة، ص292. اما الخرج منطقة معروفة حتى اليوم جنوب شرق الرياض. ينظر Robin- lowna, Linscription. P 123. حبتور، اليزنيون، ص 207.

(192) نقش عبدان سطر 19.

(193) نقش عبدان سطر 19.

(194) نقش عبدان سطر 20-21. حبتور، اليزنيون، ص207- 208.

(195) نقش عبدان الكبير، سطر 28.

(196) نقش عبدان الكبير، سطر 28- 29.

(197) نقش عبدان الكبير، سطر 29. حبتور، اليزنيون، 208.

(198) نقش عبدان الكبير، سطر 29. بافقيه، في السعيدة، جـ1، ص 111. حبتور، اليزنيون، ص209. 

* فلاه على طريق البصرة. ينظر حبتور، اليزنيون، ص209.

(199) نقش عبدان الكبير، سطر 29.

(200) بافقيه، محمد عبد القادر، هوامش على نقش عبدان الكبير، مجلة ريدان عدد (4) 1981، ص39. حبتور، اليزنيون، ص 209,

(201) نقش عبدان سطر 30. بافقيه في العربية السعيدة، جـ1، ص111.

(202) Robin- lwana, Linscription, P, 125.

(203) نقش عبدان الكبير، سطر 30. بافقيه، في العربية السعيدة، جـ1، ص111. حبتور، اليزنيون، ص211.

(204) نقش عبدان، سطر30. حبتور، اليزنيون، ص211.

(205) نقش عبدان، سطر 31- 32.

(206) نقش عبدان، سطر 31.

(207) Ja 669/ 27, 28, 29.JA 670/21, 22, 23, 24.

(208) Jamme, seabeaN, P, 393.

(209) Ja 669, Ja 670.

(210)Ja 671/ 10-23.Wissman, Himyar, P, 491.

-علي، المفصل، جـ2، ص568. البكر، دراسات، ص315. بافقيه، تاريخ، ص145.

(211) علي، المفصل، جـ2، ص 265، 266. عبد الحميد، دراسات، ص196. بافقيه، تاريخ، ص149. البكر، دراسات، ص314، 315.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).