أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2017
18677
التاريخ: 13-2-2017
2690
التاريخ: 5-2-2017
13015
التاريخ: 3-2-2017
26033
|
قال تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء : 57] .
{وَالَّذِينَ آمَنُوا} بكل ما يجب الإيمان به {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} : أي الطاعات الصالحة الخالصة ، { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } : أي من تحت أشجارها وقصورها الأنهار : أي ماء الأنهار . {خَالِدِينَ فِيهَا} : أي دائمين فيها {أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} طهرن من الحيض والنفاس ، ومن جميع المعائب ، والأدناس ، والأخلاق الدنية، والطبائع الردية ، لا يفعلن ما يوحش أزواجهن ، ولا يوجد فيهن ما ينفر عنهن { وَنُدْخِلُهُمْ } في ذلك {ظِلًّا ظَلِيلًا} : أي كنينا ليس فيه حر ولا برد ، بخلاف ظل الدنيا . وقيل : ظلا دائما لا تنسخه الشمس كما في الدنيا .
وقيل : ظلا متمكنا قوياً ، كما يقال يوم أيوم ، وليل أليل ، وداهية دهياء ، يصفون الشيء بمثل لفظه ، إذا أرادوا المبالغة .
_____________________
1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 111 .
{ والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } الخ تقدم نظيرها مع التفسير في سورة آل عمران الآية 15 . . هذا إلى أنها واضحة لا تحتاج إلى تفسير .
_______________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 354 .
قوله تعالى : { فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ } الصد الصرف وقد قوبل الإيمان بالصد لأن اليهود ما كانوا ليقنعوا على مجرد عدم الإيمان بما أنزل على النبي صلى الله عليه وآله دون أن يبذلوا مبلغ جهدهم في صد الناس عن سبيل الله والإيمان بما نزله من الكتاب ، وربما كان الصد بمعنى الإعراض وحينئذ يتم التقابل من غير عناية زائدة .
قوله تعالى : { وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } تهديد لهم بسعير جهنم في مقابل ما صدوا عن الإيمان بالكتاب وسعروا نار الفتنة على النبي صلى الله عليه وآله والذين آمنوا معه.
ثم بين تعالى كفاية جهنم في أمرهم بقوله : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا } إلى آخر الآية وهو بيان في صورة التعليل ، ثم عقبه بقوله : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى آخر الآية ليتبين الفرق بين الطائفتين : { مَنْ آمَنَ بِهِ } ، و { مَنْ صَدَّ عَنْهُ } ، ويظهر أنهما في قطبين متخالفين من سعادة الحياة الأخرى وشقائها : دخول الجنات وظلها الظليل ، وإحاطة سعير جهنم والإصطلاء بالنار ـ أعاذنا الله ـ ومعنى الآيتين واضح .
___________________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 320-321 .
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً} (2).
أي أنّنا نعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأنّ ندخلهم جنّات تجري من تحت أشجارها الأنهار والسواقي يعيشون فيها حياة خالدة ، هذا مضافا إلى ما يعطون من أزواج مطهّرات يستريحون إليهن ، ويجدون في كنفهن لذة الروح والجسد ، وينعمون تحت ظلال خالدة بدل الظلال الزائلة ، لا تؤذيهم الرياح اللافحة كما لا يؤذيهم الزمهرير أبدا .
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 167-168.
2. «الظليل» من مادة «الظل» بمعنى الفيء ، واستعمل هنا للتأكيد ، لأن معناه الظل المظلل أو الظل الظليل وهو كناية عن غاية الراحة والدعة والرفاه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|