أقرأ أيضاً
التاريخ: 30/10/2022
1824
التاريخ: 5-10-2014
1632
التاريخ: 5-10-2014
1402
التاريخ: 13-02-2015
1786
|
قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الحجرات : 10].
هذا تأكيد للأمر بإصلاح ذات البين مع الإشارة إلى أن هذا الإصلاح تفرضه رابطة الأخوة . وفي الحديث : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يعيبه .
وتسأل : لما ذا قال سبحانه : إنما المؤمنون إخوة ، ولم يقل : انما الناس إخوة ، وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) : المسلم أخو المسلم ، ولم يقل : الإنسان أخو الإنسان ؟ مع العلم بأن الرب واحد والأصل واحد والخلقة واحدة والمساواة بين بني الإنسان واجبة ، فالحب ينبغي أن يكون عاما لا خاصا تماما كرحمة اللَّه التي وسعت كل شيء ؟ . وأي فرق بين أن نقسّم بني آدم على أساس ديني أو اقتصادي كما فعلت الماركسية أو على أساس الجنس والعرق كما دانت النازية أو على أساس النار والدولار كما هي السياسة الأمريكية ؟ . ثم ما هو السبب لما عانته وتعانيه الإنسانية من الويلات والمشكلات التي تقودها الآن إلى المصير المدمر المهلك بعد أن ملك الإنسان أبشع قوى التدمير والإهلاك ؟ . هل يكمن هذا السبب في طبيعة الإنسان بما هو إنسان أو ان السبب الأول والأخير يكمن في الانقسامات بشتى أنواعها ؟ . وبالتالي هل على بني الإنسان أن يتعاطفوا ويتراحموا على أساس ديني أو أساس إنساني ؟ .
الجواب : هذه التساؤلات بكاملها حق ، وجوابها واحد وواضح تحمله هذه التساؤلات معها وتدل عليه كلماتها ، وهو ان التعاون والتكافل يجب أن يكون بين بني الإنسان قاطبة دون استثناء ، وهذه هي دعوة الإسلام بالذات ، ويدل عليها عشرات الآيات والروايات ، نكتفي منها بذكر آية ورواية ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات : 13]. فنداؤه تعالى بيا أيها الناس مع قوله : من ذكر وأنثى . . وأتقاكم دليل قاطع وواضح على ان دعوة القرآن إنسانية عالمية تعتبر الإنسان أخا للإنسان مهما كانت عقيدته وقوميته وجنسيته ، ومثل هذه الآية معنى ووضوحا قول الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) : « الناس سواسية كأسنان المشط ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على اسود ، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى . . كلكم من آدم وآدم من تراب » . بالإضافة إلى الآية 30 من سورة الروم التي تنص على ان دين الإسلام هو دين الفطرة ، والآية 23 من سورة الأنفال التي تدل على ان دين اللَّه هو دين الحياة .
وبهذا يتبين معنا ان كتاب اللَّه وسنة رسوله يعتبران الايمان بالإنسان جزءا متمما للايمان باللَّه ورسله وكتبه ، وعليه يكون المراد بالمؤمن في الآية والمسلم في الحديث هو الذي يؤمن باللَّه وبالإنسان بما هو إنسان . . وبكلام آخر لا صراع ولا تناقض بين الاخوة الإنسانية والاخوة الاسلامية ، بل هذه تدعم تلك ، وتزيدها قوة ورسوخا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|